تنظيم معرض «كاريكاتير» في سياق التفاعل مع ورش إصلاح مدونة الأسرة وحماية حقوق النساء والأطفال اختارت "جمعية حبر"، تسخير فن الكاريكاتير لإطلاق مبادرات ذات أهداف وقيم نبيلة لبعث رسائل مضمونها الحث على زرع قيم التعايش والمساواة بين الجنسين وسط المجتمع المغربي، وتخطي التحديات والعراقيل الناشئة عن أحكام القيمة. ومن الأمور التي تجعل "جمعية حبر" تستحق تسليط الضوء عليها ضمن زاوية "قافزين"، اختيارها توعية أفراد المجتمع خاصة الشباب والطلاب وتكوينهم بما يفيدهم في حياتهم لتنشئة جيل يؤمن بالتعايش والتكامل ويحترم المرأة، إذ اهتدت هذه الجمعية إلى إيصال الرسالة إلى من يهمهم الأمر بطريقة ذكية عن طريق فن الكاريكاتير. وباعتبار "الفن" رسالة نبيلة تهدف إلى التوعية والتثقيف قبل الترفيه، ولأن الكاريكاتير فن ساخر من فنون الرسم، يهدف إلى السخرية أو النقد الاجتماعي أو السياسي أو الفني أو غيره، فإن "جمعية حبر" اختارت الاستعانة به لإيصال رسائل إلى فئات المجتمع مضمونها بناء مغرب أكثر إنصافا لأفراده من امرأة وطفل ورجل عوض الخضوع للفكر الذكوري الذي يعتمد سياسة الإقصاء لقدرات الآخر. وتحقيقا للأهداف المسطرة، نظمت جمعية حبر بشراكة مع مؤسسة "هاينريش بول المغرب" وجمعية إعلام وثقافات وجمعية جيل الجندر وجمعية "كيف ماما كيف بابا" معرضا تحت عنوان "صوتك ساروت"، بالبيضاء، في إطار أيام الكاريكاتير النسائي، الذي يتضمن دورة تكوينية لفائدة النساء المغربيات اللواتي يعشقن رسوم الصحف والكاريكاتير ويرغبن في امتهان هذا الجنس الصحفي والإبداع فيه فنا من الفنون الجميلة. نقاش مدونة الأسرة كشف عبد السلام أطالب، منسق مشروع زمالة الكاريكاتير النسائي، أن تنظيم هذا المعرض، يأتي في سياق التفاعل مع ورش إصلاح مدونة الأسرة داعيا المجتمع المغربي لإسماع صوته للمساهمة في بناء مغرب أكثر إنصافا، حيث يمكن لكل امرأة تحقيق جميع إمكانياتها، وحيث تكون حقوق الأطفال محمية وتكون مصلحتهم الفضلى أسمى من أي اعتبار آخر. وأضاف أطالب أن هذا النشاط، يأتي تجاوبا مع خصاص كبير تعرفه الساحة الفنية، حيث عرف المغرب في تاريخه الممتد رسامة صحافية وحيدة فقط، وعلى هذا الأساس عملت جمعية حبر وشركاؤها من خلال برامج تكوينية على تخريج دفعات من رسامات الصحف أغنين الساحة الفنية وعوضن النقص الكبير في ولوج النساء إلى هذا الميدان. تجربة لإبراز الذات شهدت أيام المعرض حملة تتمحور حول مجموعة من الأنشطة الفنية والحقوقية التي تمكن الرسامات الصحافيات من التواصل مع الجمهور، عبر تنظيم معرض لرسوم الصحف وورشات وندوات مع إضفاء طابع وطني ودولي على هذه الفعاليات. واستفادت المشاركات طيلة 14 يوما تحت إشراف فنانين ومتدخلين بارزين، من ورشات ولقاءات تواصلية تغني رصيدهن الفني والمعرفي، وهو ما سيمكنهن من تحقيق ذواتهن وخوض تجربة تستحق أن تُعاش. وتعتبر المبادرة مناسبة للاحتفاء بفن الكاريكاتير النسائي في المغرب، وفرصة أيضا لتكوين مجموعة من الشابات المغربيات، من أجل تنمية وتطوير مهاراتهن وتزويدهن بالمهارات والآليات اللازمة ليصبحن فنانات ناشطات في منابر وطنية ودولية لتعويض النقص الكبير في ولوج النساء لهذا المجال، وحتى لا يبقى هذا الفن النبيل محصورا على الذكور، باعتبار أن المغرب عرف في تاريخه الممتد رسامة صحافية وحيدة، كما سعى البرنامج إلى تشكيل نخبة من النساء النشيطات في قضايا حية تهم المجتمع آخرها النقاش المجتمعي الموازي لورش إصلاح مدونة الأسرة، من خلال أعمالهن لتوصيل صوت النساء. محمد بها