سيدي البرنوصي… مشاريع واعدة

خصصت لها 800 مليون درهم لضمان نهضة على جميع المستويات وضعف الخدمات أبرز النقط السوداء في السابق عانت منطقة البرنوصي الشيء الكثير، اكتظاظ غير مسبوق بالطرق المؤدية إليها، وانتشار الباعة الجائلين، وفيضانات كلما أمطرت السماء، بل حتى رياضيا اختفى فريق عريق كان مشتل جميع الفرق الكبرى والمنتخبات بالمغرب. تشعر كأن لعنة أصابت المنطقة، لكن في السنوات الأخيرة، وبعد انتخاب مسؤولين جدد، تقاطرت العشرات من المشاريع عليها لإعادة هيبتها، بميزانية تزيد عن 800 مليون درهم. إنجاز : مصطفى لطفي / تصوير (عبد الحق خليفة) الكل يتوقع نهضة غير مسبوقة على جميع المستويات بمنطقة البرنوصي، وهو ما تؤكده المشاريع التي تنجز على أرض الواقع، وأغلبها أشرف على النهاية، إلى درجة أنه سيكون لسكان المنطقة "كورنيش" خاص بهم بمواصفات كبيرة، كما أن المنطقة الصناعية التي غزتها سمة البداوة. رغم مصانعها الكبرى، ستشهد هيكلة غير مسبوقة، وما فتح باب الأمل لمسؤولي وسكان المنطقة، تعيين محمد المهيدية واليا على جهة البيضاء سطات، إذ تزايدت وتيرة إنجاز الأشغال بشكل غير معتاد بعد أن كانت مرهونة لسنوات. الباعة الجائلون... الإكراه الكبير التجول بمنطقة البرنوصي منذ فترة كان يؤدي إلى الجنون، فالباعة الجائلون احتلوا جميع الشوارع والمناطق الرئيسية بالمنطقة، وعجزت السلطات حينها عن ترتيب الوضع، إذ رغم الحملات، يظهرون من جديد. ولم تفلح بعض مشاريع أسواق القرب من وقف هذه الظاهرة، إذ بمجرد استفادة باعة من الأسواق، يعوضهم آخرون جدد. ولم يقتصر الأمر على الشوارع فقط، بل حتى أحياء بها منازل راقية، من قبيل حي "طارق" المجاور للمسجد الشهير، حوله الباعة إلى سوق شبيه بالأسواق الأسبوعية، إذ التجول فيه يكون عبر "مسارب" صغيرة جدا. لكن بعد تعيين الوالي مهيدية على البيضاء، دخلت السلطات في حرب ضروس مع الباعة والمترامين على الملك العمومي، إذ استعادت بعض مرافق البرنوصي وساحاتها رونقها القديم، في انتظار أن تطولها مشاريع التهيئة. ظل مصير الباعة الجائلين معلقا ونادت أصوات بطردهم من المنطقة، في حين انتصر صوت الحكمة الداعي إلى التريث إلى حين توفير بديل لهم، سيما بعد أن بشر سعيد صبري رئيس مقاطعة البرنوصي، والمنتمي إلى الأصالة والمعاصرة، الجميع بمشروع لإنجاز ثلاثة أسواق نموذجية. في سابقة، ساهمت جهة البيضاء ومجلس المدينة بـ60 مليون درهم مناصفة لإنشاء الأسواق الثلاثة، والتي أسندت مهمة إنجازها إلى شركة البيضاء للتهيئة، يتعلق الأمر بأسواق "طارق" والقدس" و"المنصور". حاليا انحصر وجود الباعة الجائلين داخل الأحياء السكنية، إلا أن بعضهم قرر خرق الهدنة مع السلطات، إذ بمجرد حلول الليل، ينتشرون بشوارع المنطقة الشهيرة. حي القدس... رد الاعتبار رغم مساكنه الراقية، والتي تنوعت بين منازل فخمة من مساحات كبيرة وإقامات سكنية وفيلات، دون إغفال مقاهي ومحلات للوجبات السريعة من الطراز الرفيع، ظلت "الكلاسي"، وهي فضاءات لبيع مواد البناء بجميع أنواعها، وصمة عار على جبين الحي. حاولت السلطات في السابق إزالتها، لكن دون جدوى، فمالكوها يسيطرون على هذه الفضاءات منذ أربعة عقود، ومن الصعب إقناعهم بالمغادرة دون طرح بديل لهم. على غرار الباعة الجائلين، وضع مسؤولو مقاطعة البرنوصي حلا يرضي الجميع، وهو بناء مركز تجاري بالحي نفسه، حتى لا تتضرر تجارة مالكي "الكلاسي" ويفقدون زبناءهم في حال تم نقلهم إلى مناطق أخرى بعيدة، وفي الوقت نفسه تحويل مقراتهم القديمة إلى منتزه، كما كان مخططا له في تصميم التهيئة، سيحمل اسم "منزه القدس"، حيث سيعتبر متنفسا بمواصفات عالية لسكان المنطقة خلال 2024. كل الطرق تؤدي إلى البرنوصي في سابقة في تاريخ منطقة البرنوصي، تشهد شبكاتها الطرقية أشغال توسعة وإعادة تبليطها، خصص لها مجلس المقاطعة 30 مليارا. أبرز المعارك التي ربحها المجلس الحالي لمقاطعة البرنوصي، توسعة وإصلاح طريق "جنين" الذي يمتد من مدخل الطريق السيار إلى حي "القدس" إذ ظل هذا المشروع معلقا لأزيد من 30 سنة، وعجزت المجالس السابقة عن إخراجه إلى حيز الوجود بسب الباعة الجائلين ومالكي "الكلسات"، أما اليوم فقد أصبح هذا الكابوس من الماضي. كما تم الرهان بشكل كبير على الطريق الرابطة بين عين حرودة والبرنوصي، إذ خصصت لها ميزانية مهمة، وهي 5 ملايير، إذ تعتبر هذه الإنجازات ربحا للسكان، عبر جعل الولوج إلى منطقة البرنوصي سلسا، سواء عبر الطريق السيار أو الطريق الوطنية، على نقيض فترات سابقة، كانت تتطلب حيزا زمنيا كبيرا بسبب الاكتظاظ. إلى جانب ذلك، يسارع مجلس المقاطعة إلى رفع العزلة عن الحي الصناعي، عبر مشروعين خصصت لهما 30 مليارا، بعد أن كان التوجه إلى الحي المذكور يمر عبر شارع واحد هو شارع "البناء"، والنتيجة اكتظاظ وفوضى. الفيضانات ... نهاية الكابوس في الوقت الذي يهلل فيه المغاربة بتساقط أمطار الخير، كان سكان البرنوصي ومسؤولوها يضعون أيديهم على قلوبهم، خوفا من حدوث فيضانات تمتد من تيط مليل إلى منطقتهم، سيما بالطريق السيار. تدخل مسؤولون سابقون بالبيضاء رفقة شركة "ليدك" لبناء مشروع قناة مجمعة لمياه الأمطار، وتصريفها صوب البحر، إلا أن إنجازه شهد تماطلا كبيرا. بعد انتخاب سعيد صبري، رئيسا لمقاطعة البرنوصي، كانت من أولويات أعضاء مجلسه، الإسراع بإتمام مشروع القناة، إذ لم يتقبلوا إتمام مشروع تغيير مسار نهر بوسكورة، في ظرف قياسي، في حين ما زال مشروع البرنوصي متعثرا، رغم أن المشروعين معا انطلقا تقريبا في توقيت واحد، فتدخل لدى عامل عمالة مقاطعات البرنوصي وعمدة المدينة، اللذين تفاعلا مع طلبه بشكل إيجابي، من أجل رفع وتيرة إنجاز المشروع، وفعلا، تم تحقيق المراد، سيما بعد أن ألزم مسؤولو البيضاء كل الشركات بإنجاز مهامها في ظرف وجيز. "كورنيش البرنوصي" من المشاريع الكبرى التي تراهن عليها المنطقة، تهيئة "كورنيش البرنوصي"، وهو امتداد للمشروع الملكي لانجاز "كورنيش" على مستوى عال. كان المشروع يشهد تعثرات، لكن بعد تعيين الوالي محمد مهيدية، ارتفع نسق العمل فيه، سيما بعد أن قلص مدة إنجازه من 18 شهرا إلى ثمانية أشهر فقط. ومن المنجزات المرافقة لتهيئة "كورنيش البرنوصي"، استغلال فضاءات غير مخصصة للبناء، لتحويلها إلى منطقة سياحية، إذ حسب تصميم تهيئة ستخصص لبناء مآو سياحية، لاستقبال الفرق الوطنية لكرة القدم وفنانين ورموز وطنية وازنة، بدعم من مجلس المدينة والجهة، إضافة إلى بناء فنادق ومطاعم راقية، والهدف من هذه الخطوة، ضمان تناسق عمراني مع كورنيش زناتة، الذي سيكون منارة بيضاوية بامتياز مستقبلا. ضعف الخدمات رغم هذه المنجزات التي تسيل لعاب سكان المنطقة، الذين يترقبون بفارغ الصبر تحققها على أرض الواقع، إلا أنها أشبه بالشجرة التي تخفي الغابة، فالمنطقة تشهد ضعفا كبيرا في الخدمات وبعض المرافق العمومية، إذ تحظى بمستشفى واحد، وهو مستشفى "المنصور"، في غياب لمستوصفات أو مراكز صحية لتخفيف الضغط عنه، كما أنه على المستوى الأمني تتولى دائرتان أمنيتان فقط توفير حماية وأمن سكان المنطقة، رغم وجود ست ملحقات إدارية، وهي مقارنة تطرح العديد من علامات الاستفهام. إضافة إلى ذلك، خصص للبرنوصي وسيدي مومن مقر واحد للوقاية المدنية، رغم شساعة مساحة المنطقتين، وعدد سكانهما الذي يتجاوز مئات الآلاف. إلا أنه رغم هذه الإشكالات، يشرف مجلس مقاطعة البرنوصي على مشاريع وصفت بالطموحة، إذ يراهن إلى حدود 2025 على تبليط وترصيف جميع أحياء المنطقة، وتحرير الملك العمومي بميزانية تصل إلى 20 مليون درهم في السنة، سيتولى تسديدها من ميزانيته الخاصة، والتي لا تتجاوز 24 مليون درهم. استعادة أمجاد الرشاد وصلت شهرة منطقة البرنوصي إلى كل الدول الإفريقية، والسبب يعود إلى فريقها "الرشاد البرنوصي"، سيما عندما شارك في مسابقة افريقية وأحرج كبار القارة، رغم أنه كان حينها يمارس في القسم الوطني الثاني. ظل فريق الرشاد البرنوصي معلمة رياضية، إذ كان يزود جميع الفرق الوطنية والمنتخبات بلاعبين كبار، قبل أن يخفت نجمه ويغيب في صمت، سيما بعد هدم ملعبه الشهير، الذي تحول إلى محطة لصناعة "عربات الطرامواي". ولاستعادة أمجاد الفريق، وضع مجلس مقاطعة البرنوصي مشاريع عديدة لتعويض شباب المنطقة عن ملاعب عشوائية، كانت قبلة للمنقبين الرياضيين، قبل أن تختفي مع الزحف العمراني، أبرزها بناء ملعب "أهراس"، لتعويض الملعب الذي اشتهر باسم الرشاد البرنوصي. في البداية عاش مشروع "ملعب أهراس" تعثرات عديدة، إذ رغم دخول فاعلين كبار، من قبيل وزارة الشبيبة والرياضة وقتها، ووزارة التعليم والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذين ساهموا بـ80 مليون درهم، وجد مجلس المقاطعة الحالي نفسه أمام خصاص مالي كبير قدره بـ45 مليون درهم، بحكم أن هذه المشروع كان مقررا أن ينجز في فترات سابقة، قبل أن يتوقف بسبب جائحة "كورونا"، وبعد زوالها، تضاعفت تكاليف الإنجاز، ما يعني أنها تتجاوز 125 مليون رهم، دون إغفال أن الجامعة الملكية لكرة القدم ستتولى تعشيب الملعب، وإنجاز بنياته التحتية من إنارة ومرافق تابعة له، لكن رغم هذه التعثرات، قدم المسؤولون وعد السكان المنطقة بأن الملعب المذكور سيكون جاهزا خلال 2024. إلى جانب ملعب "أهراس"، تقرر في سابقة بالبيضاء، إنجاز عشرة ملاعب للقرب، بكلفة 7 ملايين درهم، تم إنجاز 90 في المائة من أشغالها، وستكون جاهزة في 2024.

سيدي البرنوصي… مشاريع واعدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غياب متهم يؤجل ملف سماسرة المحاكم

جهة كلميم واد نون... التنمية المتعثرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات