شباب ينتجون محتويات رقمية ويساهمون في نشر اللسان الأمازيغي انتقل مشعل الحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغية إلى الشباب، بعد أن كان دور الدفاع عنها وحمايتها من الهجمات الإيديولوجية مقتصرا على نخبة من الأكاديميين والسياسيين، إذ أصبح الشباب اليوم في مقدمة من يقدمون خدمة جليلة للغة الأم للمغاربة، من خلال استعمالها في صناعة محتويات على "الويب"، تساهم في انتشارها أكثر من أي وقت مضى. ويلاحظ في الآونة الأخيرة، اهتمام غريب من قبل المغاربة بالأمازيغية على مستوى شعبي، خاصة بعدما بدأ الكثير من الشباب ينشرون أغاني ومقاطع أفلام وقصائد شعرية وأشعارا غنائية، ما قربها بشكل كبير إلى الناطقين بالأمازيغية، وغيرهم ممن ساهم التمدن والتعليم وهواجس الولوج إلى الوظائف في إهمال تعلمها. وأصبحت مقاطع غنائية تتصدر "الترند" في منصات التواصل الاجتماعي، كما حدث مع أغنية "صباح الخير" في الأيام الأخيرة، إذ اكتسحت منصة "تيك توك"، ورقص على أنغامها جل المشاهير، رغم أنها أغنية قديمة للفنان السوسي الحسين الباز، غير أن الاهتمام بالأمازيغية أعاد إليها الروح، وانتشرت على نطاق واسع. ولا يقتصر الاهتمام بالأمازيغية فقط على الأغاني، بل إن الكثير من صناع المحتوى الناطقين بالأمازيغية، أصبحوا يفضلون استعمالها في مقاطع الفيديو التي ينتجونها، عوض الدارجة التي يستعملها جل صناع المحتوى، إذ انتبهوا إلى أن هناك جمهورا عريضا يفهم الأمازيغية وبالتالي سيكون من التفرد استعمالها لجلب المتابعين. وساهمت صحوة المغاربة في ما يخص أسئلة الهوية والتاريخ، في خدمة الأمازيغية، إذ أن الإعلام والنقاش العمومي عامة، يخصصان حيزا كبيرا للتداول في التاريخ والهوية المغربية، وهناك رغبة في إيضاح تفرد المغاربة بهويتهم الخاصة، وألا يكونوا فقط حلقة ضمن سلسلة دول تدعي أن هويتها العربية والإسلام، وتنتمي إلى ما يسمى الفضاء العربي. ويعود الفضل للشباب في هذا الانتشار والاهتمام والإقبال على كل ما هو أمازيغي، سواء تعلق الأمر بالثقافة أو عناصر الهوية أو اللغة، إذ هم من يستهلكون تلك المحتويات بكثرة ويتفاعلون معها وينتجونها. وأصبحت الأمازيغية مدرة للمال أيضا، إذ أن البعض يكتفي بترجمة أغان أمازيغية على منصات التواصل الاجتماعي، أو يصنع محتويات رقمية بلسانها، ما يدر عليه المال، وبالتالي يزيد حماس نشرها كلما كانت العوائد مناسبة، إذ أن الاهتمام والانشغال بموضوع ما لا يكفي للعمل عليه بشكل يومي، بل يجب أن يكون مدرا للدخل أيضا. عصام الناصيري