الرميد يوفد مبعوثيه إلى السلفيين بالسجون

علمت "الصباح" من مصادر مطلعة أن مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، بعث موفديه، أخيرا، إلى ممثلي تيار سلفي جديد ظهر في السجون، يعلن عن التأسيس لقيادة جماعية تنبذ الوصاية وطقوسها وأشكال المشيخة. وقالت المصادر ذاتها إن موفدي الرميد فتحوا نقاشا مع زعماء التيار الذي يسمي نفسه "التيار الإصلاحي السلفي"، ويؤكد أنه جاء للتوحيد بين الجيل الأول والثاني، بهدف الوقوف على غايات التيار وتفصيل البنود التي وردت في ورقته المنهجية التي توصل الرميد بنسخة منها.وحدد التيار السلفي الذي مد يده إلى الرميد من أجل المصالحة، ثلاثة جوانب لمنهجه، أولها يتعلق بالجانب المبني، حسب الورقة المنهجية التي تتوفر "الصباح" على نسخة منها، على تصحيح العقيدة والمنهج في بعدهما العالمي، وفق هوية البلد، فيما يقوم الجانب العلمي على تأصيل علمي لقضية الخلاف، وذلك بمراعاة عدة أصول منها معرفة نوع الخلاف وأسبابه وتحقيق أدب الخلاف، ثم الجانب العملي ويهم، حسب الورقة المنهجية للتيار الإصلاحي السلفي، الذي أولى للمعتقل السلفي الزبير منتصر، مهمة الناطق الرسمي باسمه، (يهم) إعادة القراءة النصية والنظر إلى زوايا الأمور بناء على قاعدة علمية لا تحتكر الحق في منظومة واحدة حتى لا ينظر للمخالف على أنه على ضلال وانحراف.وحاول التيار أن يبرز النقط المهمة لمشروعه الإصلاحي الذي يمكن أن يلم شمل السلفيين، وينتشلهم من متاهات التيارات الجهادية، وهو مشروع شبيه بذاك الذي فشل شيوخ السلفية المستفيدين من العفو، في تحقيقه، بعد أن توزعوا في جمعيات وأحزاب سياسية لم تنجح حتى الآن في توحيد السلفيين تحت راية واحدة. واستخدم التيار كلمات من قاموس التأكيد لإعلان "سلمية وعلنية دعوته لتحقيق المصالح وتكثيرها وتقليل المفاسد ودرئها". وهو أول بند من بنود الورقة المنهجية التي تحمل الكثير من الالتزامات أمام الوزير ومعه الجهات الوصية على ملفات معتقلي السلفية الجهادية في السجون. فيما يشير البند الثاني إلى مراعاة خصوصية البلد المذهبية والعقدية ما لم يخالف نصا قطعي الدلالة، ثم العمل على نبذ العنف وكل أشكال الغلو والتطرف والفرقة والاختلاف. القبول بالمشاركة السياسية من خلال تأسيس الجمعيات والحركات وكل آلية التدافع السلمي، هو بند مهم من بنود الورقة المنهجية، إلى جانب اعتماد لغة الحوار مبدأ أساسيا في التعامل مع كل القضايا، والتفريق بين ما هو عقدي صرف ومنهجي يسوغ الاجتهاد فيه.وعلى خلاف السلفيين الجهاديين، فإن الموقعين على الورقة المنهجية للتيار الإصلاحي السلفي يؤكدون أن لعلماء المسلمين الاحترام منهم، ملتزمين بعدم التطاول عليهم، كما يفعل السلفيون الجهاديون الذين يصفونهم ب"المهادنين".ولإعادة ترتيب البيت السلفي على جميع مستوياته المنهجية والعقدية، يعول التيار الإصلاحي السلفي كثيرا على مفعول "التربية والسلوك"، كما يؤكد التزامه بالتفريق بين ما هو محلي وبين ما هو إقليمي ودولي على مستوى التصور والمنهج، والتأكيد على وحدة البلد الترابية والحق في الاختلاف الديني واللغوي والعرقي والاثتي.وجاء التيار السلفي الإصلاحي، كما أعلن ذلك، لإعلان القطيعة مع الماضي والدخول في سياق التدافع السلمي المشروع بغية تحقيق التجانس مع الآخر من خلال احترام الخصوصيات والبيئات و"مراعاة آليات الاجتهاد حتى نعيش في الزمان الذي عاش فيه سلفنا يثبت فيه الثابت ويتغير فيه المتغير". ضحى زين الدين

الرميد يوفد مبعوثيه إلى السلفيين بالسجون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحركات جزائرية تفضح تورط بوليساريو في عملية بريتوريا

اتساع دائرة الغاضبين من الجهوية الجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات