التين… دعامة للفلاحة التضامنية بتاونات

لم يأت اختيار إقليم تاونات عبثا لاحتضان مهرجان وطني للتين على غرار مهرجانات وطنية تحتفي بفواكه وخضر بعدة أقاليم ومدن اشتهرت بإنتاجها، من قبيل حب الملوك بصفرو وعين اللوح والتفاح بإيموزار وميدلت، والبصل بالحاجب والزيتون بزاوية الشيخ والرمان بالفقيه بنصالح وغيرها، بل فرضته عدة عوامل مرتبطة بحجم الإنتاج وأهمية هذه الفاكهة في عادات وتقاليد المنطقة. منطقة متيوة/ بوهودة كانت سباقة للاحتفاء بالتين قبل 37 سنة، وأحيت مهرجانها الاحتفالي، قبل سنوات قليلة، قبل أن تضطلع وزارة الفلاحة والصيد البحري بتعاون مع عمالة تاونات، بتنظيم مهرجان وطني يستعد لإطفاء شمعته الثانية، خلال الفترة الممتدة بين 26 و28 شتنبر الجاري، ما لم يرض أطرافا وجدت نفسها خارج دائرة تنظيم تظاهرة كان لها الفضل في خروجها إلى حيز الوجود. “التين دعامة للفلاحة التضامنية ورافعة اقتصادية”.. شعار اختير للدورة الثانية من المهرجان الوطني للتين بتاونات، باعتباره مناسبة مهمة للمنتجين والمهنيين للاطلاع على أحدث التقنيات في ميدان إنتاج وتثمين المنتوج، لإبراز المؤهلات التي يزخر بها الإقليم لتنمية سلسلة التين عبر التشجير والصيانة والتنظيم المهني وتثمين الإنتاج، وخلق فضاء للقاء والتواصل وتبادل الخبرات وبناء الشراكات. مهرجان لدعم الفلاحة التضامنية ندوات علمية ستنظم لهذه المناسبة الملتئمة على مدى 3 أيام، حول مكانة سلسلة التين ضمن مخطط المغرب الأخضر والمخطط الفلاحي الجهوي لجهة تازة الحسيمة تاونات، ومكتسبات البحث الزراعي بخصوص أصناف التين والمسارات التقنية للإنتاج والتثمين ودور مادة التين في التغذية والتنظيم البيمهني للسلسلة، والاستشارة الفلاحية المواكبة للمنتجين والمهنيين والتكوين المهني الفلاحي. وسيفتح فضاء المعرض المنظم لمناسبة المهرجان، أروقته لعرض مختلف أنواع وأشكال فاكهة التين الطرية واليابسة ومشتقاتها بحضور مؤسساتي هام ومشاركة فعاليات مهنية من مختلف جهات الوطن المشهورة بإنتاجها، إضافة إلى بعض المنتوجات المجالية المحلية، موازاة مع عرض شركات خاصة لنماذج من العتاد الفلاحي ووسائل السقي الموضعي ومختلف أنواع عوامل الإنتاج. ويبدو المهرجان في شكله الحالي أكثر تطورا مقارنة مع الصيغة التي دأبت منطقة متيوة على احتضانها، منذ سنة 1977 قبل إحيائها من قبل جمعية الألفية الثالثة للتنمية والتضامن ببوهودة التي وضعت على عاتقها مسؤولية ضمان استمراره بإمكانياتها الذاتية البسيطة والمحدودة، بهدف تذويب مظاهر الحيف والعزلة عن المنطقة والتعريف بالمنتوج المحلي من فاكهة التين مصدر رزق سكانها. تاونات تساهم بـ 35 في المائة من الإنتاج الوطني من التين ليس عبثا أو مباهاة القول بقدسية شجرة التين بإقليم تاونات المتميز بتضاريسه الجبلية ووفرة تساقطاته المطرية، بل يحتل إنتاجها مكانة مهمة بحوالي 29 ألف طن من الفاكهة، مساهما في الإنتاج الوطني بنسبة 35 بالمائة، فيما تمتد زراعتها على مساحة21 ألف هكتار أي ما يعادل 42 في المائة من المساحات المزروعة بالتين وطنيا المقدرة بـ 50 ألف هكتار بإنتاج 103 آلاف طن. ويعتبر إقليم تاونات واحدا من أهم المناطق الخمس المشهورة بإنتاج الفاكهة على المستوى الوطني الذي يبلغ مردود الإنتاج فيه 2.45 طن للهكتار الواحد. ويحتل الرتبة الأولى بـ22230 هكتارا، متبوعا بأقاليم شفشاون (7050 هكتارا) والحسيمة (5 آلاف هكتار) ووزان (3150 هكتارا) وتطوان (ألفا هكتار)، فيما توجد أشجار التين أيضا في مناطق تازة والصويرة والجديدة وآسفي.زراعة الفاكهة تشغل بمتيوة لوحدها 8 آلاف هكتار في ملكية خواص تعد أكبر مواردهم الاقتصادية ودخلهم السنوي، لدرجة استحالة الحديث عنها دون ربطها بهذا النوع من الأشجار المثمرة التي تلعب دورا حيويا في اقتصادها، بإنتاجها 60 ألف طن سنويا تنتجه نحو 5 ملايين شجرة بدواوير أيشتوم وبودة وبني بربر والكزار، أي ما يمثل نصف منتوج الإقليم و13 بالمائة من المنتوج الوطني.ويبقى مستوى الإنتاج المحلي من التين "ضعيفا"، مقارنة مع مستويات الإنتاج بدول البحر الأبيض المتوسط، خاصة إسبانيا والبرتغال وتركيا، ومع التجارب المحصل عليها بمحطات الإنتاج الخاصة التي يصل معدل الإنتاج بها 12 طنا في الهكتار الواحد"، إذ لا يتجاوز 5 إلى 6 أطنان بالهكتار الواحد، ما يلزم مضاعفة الجهود للرفع منه، وتحسين جودة التين لضمان تنافسها مع المنتوج الدولي. عوامل تحول دون تطوير القطاع رغم الأرقام المهمة للإنتاج والمساحة المزروعة بفاكهة التين، فإن عدة أسباب ذاتية وموضوعية تحول دون تطوير القطاع ولعبه دوره الحيوي كاملا في اقتصاد الإقليم الذي أولى مخطط المغرب الأخضر، أهمية كبيرة للتشجير المثمر بها وتنمية سلسلة التين، للإمكانيات الهامة المتوفرة لتنمية هذا القطاع خاصة ما يتعلق بتوسيع المساحات المشجرة، وتحسين المردودية وتثمين المنتوج.تشتت الأراضي وضعف تربتها، وسوء العناية بالمنتوج وهزالة الأصناف المستغلة والمشكلة من سلالات وراثية ضعيفة الإنتاج، وبساطة الوسائل المتبعة في الاعتناء بالأشجار خلال مراحل الإنتاج، والآثار السلبية للتقلبات المناخية، وسيادة الأمية والجهل في أوساط الفلاحين وغياب الإرشاد الفلاحي.. بعض من عدة عوامل تفرمل تطوير إنتاج تاونات من التين المنتشرة زراعتها بغالبية مناطقه. ورغم ذلك، تمتاز مختلف أنواع فاكهة التين بإقليم تاونات، بقدرتها على التكيف والتأقلم مع مختلف الظروف المناخية وأنواع التربة، دون أن يمنعها ذلك من التأثر ببعض الأمراض التي تقلل من جودتها خاصة مرضي "البلقوم" و"المون" اللذين يساهمان في هزالة الإنتاج وتذبذبه من سنة إلى أخرى، خاصة في غياب أماكن وضيعات مخصصة للإنتاج واختلاط أشجار التين بأشجار مثمرة أخرى. وما زال منتجو الفاكهة يعتمدون على طرق أقرب إلى البدائية منها للعصرنة، في تجفيف نحو ثلاثة أرباع منتوجهم الموجه للتسويق بالأسواق الأسبوعية، فيما يتم استهلاك الكمية المتبقية، بعد فرزها أو تقديمها علفا للماشية، في الوقت الذي يبقى طموح الفلاحين أكبر من واقع الإنتاج الحالي الذي يبقى دون مستوى تطلعاتهم مقارنة مع الإمكانيات والمؤهلات المتوفرة التي تعد بإنتاج وجودة أفضل. إعداد: حميد الأبيض (فاس)

التين… دعامة للفلاحة التضامنية بتاونات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"سهرة تور إيفيل" جديد "فرانس 2"

وهبي يدعو إلى تعميق الحوار حول قانون السلطة القضائية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات