فنانـون يـزورون محمـد المزكلـدي

زار وفد من الفنانين المغاربة، مساء الجمعة الماضي، الفنان محمد المزكلدي الذي يجتاز في الفترة الأخيرة وضعا صحيا صعبا، جعله لا يبارح منزله بالدار البيضاء. الوفد الذي ترأسه الفنان محمود الإدريسي مرفوقا بالفنان المهدي عبدو ومصطفى أحريش، عضو لجنة بطاقة الفنان بوزارة الثقافة، إضافة إلى عبد اللطيف البدوي (رجل أعمال ومتعهد حفلات) رجل الأعمال علي الشرقي وآخرين.وقال الفنان محمود الإدريسي، في حديث مع "الصباح"، إن هذه الزيارة تروم إعادة الاعتبار لفنان أعطى الشيء الكثير للأغنية المغربية العصرية، وكان أحد روادها ومؤسسيها، وكرس نفسه لخدمتها.وأضاف الإدريسي أنه رغم أن الوفد يضم أعضاء منتمين إلى النقابة الحرة للموسيقيين إلا أن الجميع فضل إضفاء طابع شخصي وإنساني على الزيارة، التي قال إنها ستشمل فنانين آخرين ساهموا في بناء صرح الأغنية المغربية. وكانت الزيارة فرصة لاستعادة عطاءات الفنان محمد المزكلدي الذي بدا منشرحا لإطلالة زملائه الفنانين عليه، مثلما انطلق يحكي عن تجاربه ومغامراته في مجال الفن، في لحظة وصل جميلة بين أكثر من جيل فني. وفي السياق ذاته قال الفنان المهدي عبدو إن هذا اللقاء مكنه من اكتشاف التكوين الثقافي والفني المتين للفنان محمد المزكلدي خاصة أنه خريج جامع "القرويين" بفاس، مثلما اكتشف معه معاناة بعض من جيل الرواد الذين سبقوا إلى الشرق، القاهرة على وجه الخصوص، وحاولوا تأسيس انطلاقتهم الفنية من هناك. وأضاف عبدو أنه من المستحسن أن تتكرر مثل هاته المبادرة ليتحقق الوصل بين الأجيال الفنية المغربية، ولإطلاع الجيل الحالي والمقبل على إسهامات مثل هؤلاء الرموز الفنيين.من جانبه اعتبر مصطفى احريش أن المزكلدي الذي يعد رئيسا شرفيا للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، ساهم في إنعاش العمل الفني بالمغرب، بخبرته الطويلة في المجال الفني، وظل محتفظا بسمعة طيبة في الأوساط الفنية. وجدير بالإشارة إلى أن الفنان محمد المزكلدي سبق أن تم تكريمه شهر يونيو الماضي، خلال اليوم العالمي للملكية الفكرية، من قبل وزارة الاتصال والمكتب المغربي لحقوق التأليف. ويعد محمد المزكلدي (82 سنة) أحد الأسماء التي بصمت الأغنية المغربية، وهو من مواليد فاس، وبها تابع دراسته، ودفعه ولعه بالفن إلى الالتحاق بجوق "الشعاع الفني" الذي كان من مؤسسيه محمد فويتح ومن أعضائه الراحل عبد الرحيم السقاط والمرحوم أحمد الشجعي، وذاع صيت ذلك الجوق، لدرجة أن أفراده تلقوا الدعوة للالتحاق بجوق "راديو ماروك" التابع للإذاعة المركزية الرباط وكان تحت إشراف الحماية الفرنسية، كما كان يضم خيرة العازفين المغاربة. تعرض المزكلدي لمضايقات كثيرة، من قبل سلطات الاستعمار بسبب نشاطه الوطني، انتهت بفصله سنة 1953، خلال الأحداث التي أعقبت نفي محمد الخامس، كما تعرض رفقة صديقه عبد الرحيم السقاط إلى الاعتقال.وبعد مدة علم أن صديقه السقاط التحق بمصر، فقرر اللحاق به بعد أن شعر أنه مضايق بسبب مواقفه الوطنية، فالتحق في البداية بباريس حيث التقى محمد فويتح الذي سبقه بضع سنوات قبل ذلك، وقابل هناك أيضا مولاي أحمد العلوي وحمل إليه رسالة توصية من حزب الاستقلال لمساعدة المزكلدي على السفر إلى مصر.ومن فرنسا التحق المزكلدي بالقاهرة سنة 1954، والتقى بصديقه عبد الرحيم السقاط، كما التحق بمعهد الموسيقى العربية بالعاصمة المصرية، وأتيحت لهما فرصة اللقاء بالعديد من الأسماء الفنية المشهورة آنذاك بمصر. وسجل المزكلدي بمصر ما يقارب 20 أغنية مغربية، جلها من كلمات حسن المفتي وأحمد الطيب لعلج.خلال بداية الستينات سيعود المزكلدي إلى المغرب، ليثري المشهد الغنائي بالعديد من الأغاني منها قصيدة "ارحميني" من ألحان الراحل عبد الرحيم السقاط، وغنى كذلك من ألحان الراشدي، ومن بين أغنياته المشهورة هناك قطعة "علاش قطعوك يا الوردة" وهي من كلمات الفنان فتح الله لمغاري، وأيضا أغنية "نظرة وشعلت النار" إضافة إلى أغنيته ذائعة الصيت "لعروسة" التي كتبها ولحنها وغناها سنة 1966، ودشن بها سلسلة من الأغاني ذات الطابع الاجتماعي مثل "العريس" و"الزواج الكامل" و"شمعة عندي شاعلة فالبيت".عزيز المجدوب

فنانـون يـزورون محمـد المزكلـدي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المتهم بزنا المحارم مستعد لتكرار جريمته

"الأولى" تصور "يا زمن الملحون"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات