طموحها لا ينتهي وتحلم بصعود قمة إيفرست بعد تسلقها أعلى قمتين جبليتين بإفريقيا وأوربا تواصل المهندسة الشابة لينا أبو المراء، تسلق سلم النجاح وشق طريقه بثبات لصعود أعلى قمم سلاسله. وتثبت الخطى في كل مغامراتها لنقش اسمها بحروف ذهبية في سجل أشهر النساء المغامرات الولوعات بتسلق الجبال. وتؤمن ألا شيء مستحيل أمام تسلحها بعزيمة قوية وثابتة، مهما كانت التحديات وحجم المخاطر والصعاب. تحلم ابنة الرباط وعمرها 26 سنة، بتسلق إيفرست أعلى القمم الجبلية في العالم. حلم "ليس مستحيلا"، لكنه "يحتاج إعدادا نفسيا وماديا وجسديا"، لذلك لن تتسرع لتحقيقه. وتقول "أطمح لتسلق هذه القمة، ولن أتسرع. الأمر يحتاج وقتا واستعدادا على مناح مختلفة" و"في حال وجدت داعمين، سأغامر مستقبلا". وقبل ذلك تراهن لينا على خوض تجارب ومغامرات جديدة، السنة المقبلة، لتسلق قمتين يفوق علوهما 6 آلاف متر في جبال الهيملايا، خطوة قبلية لتسلق قمة إيفرست. وتؤكد أنها لحد الآن تسلقت قمتين جبليتين يفوق علوهما 5 آلاف متر ، آخرهما تسلقها قمة البروس بروسيا السنة الجارية ورفعها العلم الوطني فوقها في تحد جديد. تسلق هذه القمة الأعلى بالقارة الأوربية وعلوها 5600 متر، ثاني تحد تخوضه لينا المهندسة المعمارية المقيمة بستراسبورغ الفرنسية، في مدة قصيرة لا تتعدى شهورا معدودات بعدما نجحت في تسلق جبل كلمنجارو بتانزانيا باعتباره أعلى قمة إفريقية، لتكرس اسمها واحدة من أشهر نساء العالم الشغوفات برياضة تسلق الجبال. تسلق أعلى قمة جبلية إفريقية، لم يتبلور إلا السنة الماضية، بعدما حالت ظروف انتشار فيروس كورونا دون تحقيق هذا الحلم الذي راودها وأجلته سنتين. رحلتها ل"رأس الجبل" مع الفريق المرافق لها، "كانت مشوقة" كما وصفتها ودامت 4 أيام انتهت بوقوفها وتثبيتها العلم الوطني أعلاه في السابعة صباحا في "لحظات جميلة ومؤثرة لا تنسى" بوصفها. لم تكن رحلة التحدي، سهلة ولا بسيطة. انطلقت من رحلة جوية إلى قطر ومنها إلى كلمنجارو في غياب رحلة مباشرة، لكن كل الصعاب انصهرت وهي تنتشي بتحقيق حلم تسلق أعلى قمة إفريقية أمام أعين سياح من جنسيات مختلفة منها عرب من سلطنة عمان والأردن والسعودية، وآخرون أوربيون وأمريكيون صفقوا لنجاحها الباهر. تسترجع لينا تلك اللحظة بتأثر، قائلة "انتابني خوف في البداية وحتى بعدما وصلت علو 300 متر. كنت مترددة وغير متيقنة من الوصول خاصة مع مساوئ العلو، لكن تجاوزتها ووصلت واحتفلت وانتشيت"، بل "كان في الأمر تحفيز لي على التفكير الجدي في مغامرات أخرى والتوجه إلى أعلى وأكثر القمم ارتفاعا على المستوى العالمي". هذا الحلم بلورته بعد سنتين من الانتظار وتجارب محلية بالمغرب، تسلقت خلالها جبالا بمناطق مختلفة منها جبل الكيل بجماعة بوعادل بتاونات تسلقته قبل 5 سنوات مع مغامري جمعية مرنيسة نوستالجيا للتراث والسياحة. وبزيادة سنوات عمرها، نما الحلم تدريجيا ليمتد قاريا إلى تانزانيا وعالميا إلى منطقة القوقاز. ولع هذه المتسلقة المغربية الشابة، بهذه الرياضة، ليس حديثا، بل انخرطت فيه في سن صغيرة، إذ كانت ترافق عائلتها وعمرها 7 سنوات فقط في رحلات جبلية في نهاية الأسبوع، لتتسلق جبل "مكون" أول قمة وعمرها 12 سنة، قبل أن يكبر حجم حلمها، سيما بعد تخرجها مهندسة معمارية واستقرارها بستراسبورغ الفرنسية. وكان لأبو لينا دور كبير في تثبيت حب ركوب أمواج المغامرة وتسلق الجبال، في قلبها وهي صغيرة. وكان لها وما زال الداعم الأول لتحقيق حلمها في تسلق أعلى قمة جبلية في العالم. ولبلورته والاستعداد للمغامرة وتوفير شروطها والداعمين، أنشأت صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي للدعاية لمشروعها المستقبلي وتقاسم مغامراتها مع متابعيها. "لا يمكنني أن أوقف شغفي بهذه الرياضة إنها تسكنني وحتى إن بلغت إيفرست فسأواصل المشوار" تقول لينا، مؤكدة أنها أكسبتها ثقة كبيرة في النفس وأبعدتها عن الاندفاع والتهور و"علمتني الحفاظ على الحياة قيمة مهمة وتجنب الخطر. علمتني الصبر وألا أغتر حتى ولو كانت لي قدرات خارقة" لأن "الطبيعة تعلمك أنك صغير أمامها مهما كبرت". حميد الأبيض (فاس)