المتهم بزنا المحارم مستعد لتكرار جريمته

بصفتك مختصا في علم النفس، كيف ترى ظاهرة زنا المحارم؟يدخل مفهوم زنا المحارم في إطار "الممنوع العام"، أي أنه محرم من جميع المجتمعات والحضارات، التي كانت تحرم وترفض بشدة منذ القدم السرقة والاغتصاب والقتل. وهذا التحريم هو من نقل الإنسان من حالة الطبيعة التي كان عليها إلى مرحلة الثقافة حسب المفكر "ليفي ستراوس".وزنا المحارم يذكرني بفيلم يحكي عن طبيب نفساني يحاول فك شفرة صمت طفل مصدوم من الفاجعة التي تعرض لها من قبل والده، حيث إن الطفل كان بين نارين، حبه الطبيعي لوالده والسلوك الشنيع الذي تعرض له، وحتى عندما نجح الطبيب في إخراج الطفل من صمته الطويل، ناشد بعدم معاقبة والده وترك مصيره لخالقه.وهذه الظاهرة تدخل في إطار القضايا المستعجلة التي يجب محاربتها، لأنها قنبلة موقوتة لها عواقب وخيمة، في حال إذا لم يتم التكفل بالضحايا للوقاية من آثارها السلبية، سواء من الناحية النفسية أو تعرض الضحايا للانهيار والاكتئاب المتكرر والإدمان على المخدرات والكحول وتعاطي الدعارة وقد تصل إلى الانتحار.كل القطاعات الحكومية، ملزمة ببرامج توعية لمحاربة هذه الظاهرة، وأعني بالخصوص، الوزارة المعنية بالأسرة والطفل ووزارات العدل والصحة والداخلية والتربية والتعليم، كما أن للإعلام دورا مهما لقيام بأدوار تحسيسية والتعريف بالظاهرة والتأكيد أن لها سلبيات خطيرة على حياة الضحايا. كيف تحلل نفسيا المتورطين في اغتصاب أبنائهم؟ هذه "البهائم المفترسة" يعتدون على براءة الأطفال، وأصل الرغبة الشاذة تجاه الطفل غالبا ما يكون سببها أن الأخير، يشكل انعكاس الطفولة المحرومة للمتهم، أي أنه سبق أن عانى الاغتصاب في طفولته سواء في إطار زنا المحارم، أو من قبل شخص آخر، وأنه يسعى بهذا السلوك إلى تكرار جريمته. كما أريد أن أوضح أن المتهم رغم تورطه في هذه الجريمة ينتابه إحساس بالذنب من قبل الأب، الذي يرى أنه كان عليه حماية ابنه بدل الاعتداء الجنسي عليه.كما أن المتهم بزنا المحارم، شخص خطير جدا، ومناور، تؤدي به وقاحته إلى محاولة إيهام ابنه أن ما يقوم به شيء عاد ويدخل في إطار حنان الأب، أو ينهج أسلوب الوعيد والتهديد من أجل إرغامه على عدم فضحه من قبيل التأكيد أنه سينقل للعيش في خيرية في حال كشف الموضوع واعتقاله ووضعه في السجن.نرى أن هذه الظاهرة أصبحت مرتفعة جدا، إذ أن 8 في المائة من السكان عانوا الاغتصاب أو العنف الجنسي في طفولتهم من قبل آبائهم أو أقاربهم، وهذا يؤدي إلى التوتر وخوف مرضي واضطرابات في التغذية، وعدم الثقة في النفس، بصفة عامة، اضطرابات في السلوك وفي الدراسة.وفي الدول المتقدمة، المتورطون في زنا المحارم معروفون، إذ أن أسماءهم توضع في بنك المعلومات، ويعيشون في عزلة، حتى لا يقتربوا من أطفالهم أو باقي الأطفال، لأنه ثبت أنهم غالبا ما يكررون جريمتهم. هناك بعض قضايا زنا المحارم تبين أنها كيدية، ما تعليقك؟هذا صحيح، إذ عاينا حالات لزنا المحارم ليست حقيقية، إذ قد تكونالتهم مرضية، أي أن الطفل يتوهم أن والده اغتصبه، وقد يكون الأمر بدافع الانتقام من قبل الأم المطلقة والتي تتقدم بشكاية كيدية ضد الزوج. لهذا كما قلت لا بد من الحوار بين جميع الأطراف للتمييز بين الحقيقة والخيال والأشياء المشكوك فيها.عبد الغني الخرشي أستاذ علم النفس الطبي

المتهم بزنا المحارم مستعد لتكرار جريمته

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شكاية تعيد مصداقية الخبرة القضائية إلى الواجهة

فنانـون يـزورون محمـد المزكلـدي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات