نهر أم الربيع يستغيث

عاد سكان مدينة أزمور مرة أخرى للاحتجاج بتنظيم وقفات تزامنا مع تنظيم الدورة 11 لمهرجان ملحونيات، منددين بالروائح الكريهة المنبعثة من نهر أم الربيع وانسداد آفاق الشغل وتعثر الأشغال بعدد من المشاريع المتوقفة. وعاد مشكل نهر أم الربيع للبروز من جديد بعد فشل وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء ومعها الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالجديدة والمجلس الجماعي لأزمور، في إعادة مصب النهر إلى سالف عهده، رغم سياسة لف الجرح بالضمادة و»الدوا الأحمر» (الفاصمة)، على حد تعبير أحد المحتجين. ودفع هذا المشكل لحسن نازيهي، مستشار برلماني عن مجموعة الكنفدرالية الديموقراطية للشغل، إلى توجيه سؤال كتابي إلي وزير التجهيز من أجل التدخل لإنقاذ نهر أم الربيع من التلوث بسبب المياه العادمة. وأكد المستشار البرلماني على أن نهر أم الربيع سائر في اتجاه موته الحتمي، إذ ركز في سؤاله، على أن «مصب نهر أم الربيع يعرف انسدادا مستمرا، لم تنفع معه الحلول المؤقتة والمتمثلة في إجراء الصيانة للمصب بصفة منتظمة، حيث يشهد تدهورا بيئيا متصاعدا، يتمثل في تلوثه بسب تدفق المياه العادمة لمدينة أزمور ومركز سيدي علي، إذ أصبح النهر عبارة عن بركة تنبعث منها روائح كريهة، يتضرر منها سكان المدينة ومحيطها، وأسفر ذلك عن نفوق الأسماك وتدهور جودة المياه». ولم تجد الإجراءات والتدابير المتخذة منذ 2020، الرامية إلى جرف الرمال المترسبة في ملتقى نهر أم الربيع والمحيط الأطلسي، التي حدت من صبيب مياهه، وجعلته يتراجع ويصبح عبارة عن بحيرة تتجمع فيها المياه العادمة القادمة من أزمور وسيدي علي، مع ما يتسبب ذلك في ركود المياه وتجمع النفايات الصلبة والسائلة، وهو ما جعل منه بركة آسنة ومتعفنة. وتساءل المستشار، حول خارطة الطريق، وسياسة تنفيذها لإنقاذ النهر من الاندثار، ودعا إلى ضرورة إنجاز حواجز واقية مؤقتة للحد من تدفق الرمال القادمة من أعماق البحر. وشدد على ضرورة تحرك الوزارة الوصية وحث الوكالة المستقلة لتسريع إنجاز محطة تصفية المياه العادمة التي كان مقررا افتتاحها قبل نهاية السنة الجارية. وذكر المستشار ذاته بالتقرير الصادر عن لجنة مختلطة مكلفة بالوقوف على وضعية النهر، التي شخصت وضعيته المزرية، وحصرت أسباب تدهوره في حالة الاختناق التي يعرفها المصب بسبب ترسب الرمال المتراكمة فيه من جهة وانخفاض منسوب مياه النهر من جهة ثانية. ودعا أعضاء اللجنة الاستطلاعية إلى اعتماد حل آني للحد من التلوث الناتج عن صرف المياه العادمة في النهر، عبر فتح المصب ليعود لحالته الطبيعية، والإسراع في إنجاز محطة معالجة المياه العادمة، واللجوء إلى حل جذري شامل من خلال تأهيل النهر، كما تم في واد أبي رقراق بالرباط وواد سبو بالقنيطرة. ومعلوم أن كل المسؤولين الوطنيين والجهويين والإقليميين، خلصوا إلى أن الحل الجذري لمشكل نهر أم الربيع، من أجل إعادة الحياة إليه، يقتضي إنشاء محطة لمعالجة المياه العادمة القادمة من مدينة أزمور ومركز سيدي علي، الذي يشكل تجمعا سكانيا مهما على الضفة الشمالية لنهر أم الربيع، إذ يهدد اندثاره بكارثة بيئية ستشكل ضررا كبيرا ليس لمدينة أزمور وحدها بل للمدن والمداشر المطلة عليه. أحمد ذو الرشاد (أزمور)

نهر أم الربيع يستغيث

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

زيادات غير مبررة بمؤسسات بتطوان

بيع الكتب بالمدارس... تجارة خارج القانون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات