حمضي: خطورة “إيريس” في سرعته

الباحث في السياسات الصحية قال إن تراجع المناعة يؤدي إلى الإصابة به خاصة بين الفئات الهشة أجرت الحوار: نورا الفواري أكد الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات الصحية، أن المتحور الجديد من "كورونا" أكثر سرعة وانتشارا، لكنه لن يؤدي إلى العودة إلى الإغلاق أو الحجر الصحي، كما أنه لا يشكل خطرا على المنظومة الصحية لبلادنا. وقال الدكتور المتخصص في الطب العام، في حوار مع "الصباح"، إن الفئات الهشة أكثر عرضة للحالات الخطيرة والوفاة، خاصة أن مناعتهم تتلاشى بعد مرور 6 أشهر على آخر جرعة من اللقاح أو آخر إصابة. تفاصيل أخرى حول المتحور الجديد تجدونها في الحوار التالي: < متحور "إيريس" لديه الخطورة نفسها لمتحور "إكس بي بي" أو باقي المتحورات الأخرى ل"أوميكرون". ويمكن للجميع أن يصاب بهذا المتحور، سواء الملقحون من الفئات الهشة أو الذين لا يعانون أي مرض وسنهم صغير، فبعد 6 أشهر من تناول اللقاح، تتراجع المناعة لدى جميع الفئات وتصبح الإصابة ممكنة. بالنسبة إلى الفئة التي لا تعاني هشاشة، مثل السن (65 سنة فما فوق) أو الإصابة بمرض مزمن، فرغم نقص المناعة الذي يجعلها عرضة للإصابة من جديد، إلا أنها لن تصل إلى الحالات الخطيرة والوفاة. أما في ما يخص الفئات الهشة، فمناعتها تتلاشى بعد مرور 6 أشهر بعد آخر جرعة من اللقاح أو آخر إصابة، ويصبح المصابون عرضة سهلة للحالات الخطيرة والوفيات. هل يمكنكم أن تعطوا القارئ تفاصيل أكثر حول المتحور الجديد؟ > هناك متحوران جديدان يتحدران من "أوميكرون". الأول المعروف باسم "إيريس" ظهر في مارس الماضي في الصين ودول آسيا قبل أن يصل الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان أوربا، وأصبح هو الطاغي والمسيطر والأكثر حضورا، خاصة في أمريكا وبعدها فرنسا، ثم في دول أخرى. ويتميز هذا المتحور بأنه أكثر سرعة مقارنة بالمتحورات السابقة مثل "إكس بي بي"، لذلك صنف بأنه "فيروس مثير للاهتمام". وهناك المتحور الثاني، جديد أيضا، يدور عليه الحديث اليوم، هو BA2.86 ، وهو متحور ينتمي إلى عائلة "أوميكرون" أيضا، وتم تشخيصه لدى 6 حالات تقريبا، في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل والدنمارك، وخاصيته أنه يتكون من 36 طفرة موجودة في مكان حساس من الفيروس. وأشارت الدراسات الأولى التي أنجزت حوله أن لديه هروبا مناعيا، لكن ليس معروفا هل سيكون أكثر سرعة أو أكثر شراسة. هذا المتحور تتابعه مراكز مراقبة الأمراض الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية التي صنفته متحورا تحت المراقبة. وهو واحد من 7 فيروسات أخرى تحت المراقبة أيضا. وكلا المتحوران لم يصلا إلى المرحلة الثالثة، وهي مرحلة الفيروسات المقلقة التي يمكن أن تفتك بالإنسان. متحور "إيريس" أكثر انتشارا وأكثر سرعة، لكنه ليس أكثر شراسة. وتسري عليه الإجراءات الوقائية نفسها. لكن خطورته تكمن في سرعته، إذ يمكن أن يصل إلى أكبر عدد من الأشخاص، وبالتالي يرتفع احتمال وصوله إلى أكبر عدد من الفئات الهشة وتعريضها للخطر والوفاة، خاصة إذا كان المصابون غير محميين بشكل جيد ومناعتهم متلاشية. < لا يجب أن نمنحهم اطمئنانا خاطئا ونقول لهم بأنه لا وجود لأي مشكل. فالفيروس والجائحة موجودان. ورغم أنه لا يشكل خطرا على الفئات الملقحة والشابة والتي توجد في صحة جيدة، ولا يؤدي إلى وفاتها في غالب الأحيان، إلا أن ذلك لا يعني أن الأمور ستسير دائما بشكل جيد. إذ هناك "كوفيد" طويل الأمد، الذي يصيب من 10 إلى 20 في المائة من المصابين بالفيروس، سواء في حالة خطيرة أو عادية. لذلك، فكلما لم يصب الشخص بالفيروس كلما كان أفضل له. فالصحة الجيدة والمناعة الناتجة عن التلقيح أو عن الإصابة السابقة، إذا كانت تحمي من الحالات الخطيرة أو الوفاة، إلا أنها لا تمنع من الإصابة بكوفيد طويل الأمد. < بالنسبة إلى الفئات الهشة، عليها أن تكون حذرة. فالفيروس ما زال موجودا بيننا. عليها أن تكون قد أخذت جرعاتها الكاملة من التلقيح. وفي حال ظهور أعراض يجب القيام بالاختبارات ضد كورونا، لحماية أنفسنا والمحيطين بنا، خاصة من الفئات الهشة. صحيح أن كورونا التي تؤدي إلى أقسام الإنعاش والمستشفيات والإغلاق تركناها وراءنا، إلا أننا يجب أن نخاف على كبار السن والحوامل والمصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والسرطان. < من الناحية العلمية، ستكون جيدة بالنسبة إلى الفئات الهشة فقط. كما أن أي شخص يرغب في القيام بجرعة رابعة يمكنه ذلك ومن حقه. لكننا نتحدث خصوصا عن الفئات الهشة. لا نتحدث اليوم عن الجرعة الثالثة أو الرابعة أو السادسة، إذ يجب ألا تتجاوز المدة الفاصلة بين آخر إصابة أو آخر جرعة تلقيح 6 شهور. الإغلاق احتمال قائم إذا كان الحديث عن المتحورات الجديدة التي نعرفها اليوم على الأقل، فهي لن تتسبب في الإغلاق والعودة إلى الحجر الصحي، رغم أنها أكثر سرعة وأكثر انتشارا. إنها تذكر العالم فقط بأن الفيروس ما زال هنا، مثله مثل الأنفلونزا أو الزكام الذي يوجد منذ عشرات السنين، ويتم اللجوء إلى التلقيح للوقاية منه في شهور شتنبر وأكتوبر ونونبر. إذا طرحنا السؤال بشكل مجرد وقلنا هل يتسبب "كوفيد" في الإغلاق من جديد وفي الحالات الخطيرة، يمكن أن نقول إنه احتمال قائم ولكنه ضعيف جدا. وحين أعلنت منظمة الصحة العالمية نهاية حالة الطوارئ الصحية في العالم، حذرت من أن الفيروس باق بيننا ويمكن أن يفتك بالفئات الهشة. هل يمكن أن ينتشر من جديد ويشكل ضغطا على المنظومة الصحية؟ احتمال ممكن إذا تعلق الأمر بمتحور أكثر شراسة من "أوميكرون" وأكثر سرعة في الوقت نفسه. إنه ليس احتمالا منعدما، بل قائم من الناحية العلمية ولو أنه ضعيف جدا. الحذر واجب لكي يظهر متحور أكثر شراسة وأكثر انتشارا، يجب أن ينتقل الفيروس إلى الحيوانات مثل القطط والكلاب التي تعيش مع الإنسان، ويتحور ويعود إلى الإنسان بصورة جديدة أكثر شراسة. أو أن ينتقل إلى الشخص المصاب بأمراض مناعية مثلا، ويقيم في جسمه لمدة طويلة تصل إلى شهور أو سنة كاملة، بدل أن يغادره في أسبوع أو يموت في أسبوعين، وهذه هي دورته العادية. حينها يتخذ طفرات تجعله أكثر شراسة، وتتسبب في أذيته لآخرين. هذا الاحتمال وارد ولكن لا يكفي أن يصبح أكثر شراسة لينتشر في العالم، بل يجب أن يكون أكثر انتشارا أيضا. ولسوء حظه، إذا جاز القول، أن المتحورات التي تحيط به هي أكثر سرعة، وبالتالي لا تمنحه فرصة الانتشار، إذ يمكن أن يظهر عند بعض الحالات ثم ينتهي، لأنه غير قادر على منافسة المتحورات السريعة جدا. لذلك فاحتمال ظهور متحور جديد أكثر شراسة وأكثر انتشارا في الوقت نفسه، احتمال ضعيف جدا. لكن يجب أن نظل دائما حذرين. الحماية ضرورية < يظن العديدون أن المتحورات الجديدة ل"أوميكرون" أقل شراسة مما كان عليه الأمر في السابق. لكن ذلك غير صحيح، هي ليست أقل شراسة لكننا أصبحنا أكثر مناعة من السابق. المتحورات نفسها إذا أصابت شخصا لم يسبق له أن تلقح ولم يسبق له أن أصيب ب"كوفيد"، يمكنها أن تقتله مثلما كان عليه الامر في البدايات. خطورتها وشراستها هي نفسها، لكنها قلت بفضل المناعة التي اكتسبناها في العالم عن طريق اللقاحات وعن طريق الإصابات المتعاقبة والتي جعلتنا مسلحين بشكل أفضل. "الفيروس ما ولاش ضريف حنا اللي ولينا قويين"، ومن لا يمتلك منا القوة، مثل الفئات الهشة، فهو يشكل دائما خطورة عليه، ومن هنا الإلحاح على ضرورة حماية هذه الفئة. < سيبقى معنا لمدة قد تكون طويلة. هل سيستغرق الأمر 70 سنة أو مائة، لا أحد يعرف. يمكن لجسم الإنسان أن يتعود على الفيروس بعد ذلك. هناك أربعة فيروسات من عائلة "كورونا" نتعايش معها بدون خطورة ونتعامل معها مثل زكام عاد، علما أن فيروس الأنفلونزا يقتل بين 350 ألفا و650 ألف شخص في العالم، خاصة من الفئات الهشة. نعرف أن الفيروس مستمر معنا. ونعرف أنه بعد فترة سيصبح موسميا مثل الزكام ويظهر في فصلي الشتاء والخريف على الخصوص. لكن متى سيصبح بدون خطورة؟ ربما بعد عشرات السنين. لا ندري. هناك فيروسات كانت خطيرة جدا لكن خطورتها تلاشت مع مرور الوقت، بفضل المناعة التي اكتسبتها البشرية ككل وتشكلت ضدها فأصبحت فيروسات عادية جدا من بينها 4 فيروسات من عائلة "كورونا" نفسها مثلما قلت، تصيب الإنسان دون أن تؤذيه. أصبحنا أكثر مناعة < هي الأعراض نفسها المعروفة ل"أوميكرون"، أي ارتفاع درجة الحرارة والتهاب الحلق والسعال وألم الرأس والتعب والإرهاق. بالنسبة إلى الأشخاص العاديين في صحة جيدة، يمكن معالجتها عن طريق الراحة وتناول الباراسيتامول والبقاء في المنزل واستعمال الكمامة والابتعاد عن الحفلات والتجمعات. بالنسبة إلى الفئات الهشة، تجب حمايتها من الإنعاش وحالات الوفاة، من خلال القيام فورا بالاختبار ضد كورونا في حالة ظهور الأعراض، وإذا كان إيجابيا، تناول مضادات الفيروسات المتوفرة في المغرب والأدوية وجميع المسائل الطبية، في أجل لا يتعدى 5 أيام من تاريخ ظهور الأعراض، وإلا لن تكون لها أية نتيجة تذكر. إنها تحمي بنسبة 90 في المائة من الحالات الخطيرة والوفيات. لكن متى سيصبح بدون خطورة؟ ربما بعد عشرات السنين. لا ندري. هناك فيروسات كانت خطيرة جدا لكن خطورتها تلاشت مع مرور الوقت، بفضل المناعة التي اكتسبتها البشرية ككل وتشكلت ضدها فأصبحت فيروسات عادية جدا من بينها 4 فيروسات من عائلة "كورونا" نفسها مثلما قلت، تصيب الإنسان دون أن تؤذيه. لا يمكن محاصرته < للأسف، لا يمكن أن نقوم بشيء لمحاصرته. "ما عندنا ما نديرو". "الواقع هو هذا". ذلك من الصعب جدا اليوم، في ظل المتحورات الجديدة الأكثر سرعة. ولكن يمكننا التقليل من الموجة والتخفيف من شدتها من خلال اتخاذ الاحتياطات اللازمة. الذين لديهم أعراض المرض عليهم أن يلزموا منازلهم ويستعملوا كماماتهم. كما يجب الحرص على التباعد خاصة في الأماكن المغلقة وتجنبها. علينا تهوية الفضاءات أيضا، خاصة في الأماكن المغلقة. إذ أن 95 في المائة من الإصابات ب"كوفيد" تكون في الأماكن المغلقة. وللحد من الوفيات، يجب اللجوء إلى التلقيح وإلى استعمال مضادات الفيروسات. < نعم كان الأمر متوقعا. كما من المتوقع أيضا ظهور متحورات أخرى. إنها طبيعة الفيروسات أن تتحور وتظهر فيها طفرات، مثلها مثل الزكام، لذلك هناك التلقيح ضده كل سنة. يمكن توقع ظهور المتحورات، لكن لا يمكننا أن نعرف أين يمكن أن تظهر ولا متى أو كيف ولا مدى خطورتها أو سرعتها. لذلك يجب القيام بالاحتياطات اللازمة. هناك مسألة أخرى لا نعرفها، تتعلق بإن كان هذا المتحور سيكون موسميا فقط، ويظهر في فصلي الخريف والشتاء فقط. لحد الساعة، متحورات كورونا ليست موسمية وتظهر في جميع الفصول. < يجب أن نحرص على التهوية في الأقسام خلال الدخول المدرسي في شهور شتنبر وأكتوبر ونونبر، وفي وسائل النقل في كل مكان. حين يصاب الأطفال ينقلون العدوى لعائلاتهم. اليوم، ظهر لدينا متحور جديد، كما أن موسم الخريف على الأبواب، وهو ما يرجح احتمال ارتفاع الحالات. لكن لن يكون أي تأثير على الدخول المدرسي أو الدخول الاجتماعي. تلزمنا التهوية وحماية الفئات الهشة. لكن لا خطر على المنظومة الصحية أو على الإغلاق أو غيره. في سطور - طبيب في الطب العام بالعرائش - باحث في قضايا السياسات والنظم الصحية - رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالمغرب - كاتب وناشط إعلامي في قضايا التربية والإعلام الصحي - صدر له كتاب عن التوعية الصحية وكتب مشتركة - مؤسس ورئيس سابق لعدد من الجمعيات الطبية - ناشط في المبادرات الخيرية في المجال الصحي (إنشاء مراكز تصفية الكلى، حملات طب العيون ...)

حمضي: خطورة “إيريس” في سرعته

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشغب‭ ‬يطيح‭ ‬بـ‭ ‬21‭ ‬جانحا‭ ‬ببركان

رسالة رياضية: رياضة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات