بنكيران: عدم انخراطي في الربيع المغربي أهم نجاحاتي

لم يدع عبد الإله بنكيران صغيرة أو كبيرة إلا وتحدث فيها خلال زيارته الرسمية إلى تركيا، بتكليف من جلالة الملك، لحضور مراسيم تنصيب الرئيس الجديد، رجب طيب أردوغان، زعيم العدالة والتنمية التركي، وهو من الأحزاب الإسلامية الذي يعتبره الحزب الحاكم المغربي نموذجا ينبغي أن يقتدى به.فبعد حديثه لأول مرة عن «دولة الإسلام في العراق والشام» المعروفة اختصارا بـ»داعش»، وإعطائه «دروسا» لجماعة العدل والإحسان في المنهاج السياسي ودعوتها إلى الخروج من عزلتها والتوجه إلى المشاركة السياسية، قائلا إن جماعة عبد السلام ياسين أمامها ثلاثة خيارات «إما المشاركة في العمل السياسي، أو الدخول في صراع مع السلطة، أو تبقى جماعة كبيرة، تستعرض قوتها كلما اقتضت الضرورة»، اتجه رئيس الحكومة صوب حركة "20 فبراير" التي تعتبر محركا أساسيا لما سمي الربيع العربي بصيغته المغربية، وهو الربيع نفسه الذي أوصل حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكومة. واعتبر بنكيران، في لقاء عشاء مع طلبة وشبيبة العدالة والتنمية المقيمين بتركيا، أن أهم النجاحات ونقاط القوة التي تنسب إليه، إضافة إلى جرأته في التعبير عن أفكاره وآرائه، استماتته ضد أي توجه داخل الحزب والشبيبة للانخراط في مسيرات حركة 20 فبراير.وأقنع عبد الإله بنكيران الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في مارس 2011، بإصدار موقف بعدم المشاركة الرسمية في مسيرات "20 فبراير" وعدم الانخراط في موجه الربيع العربي، باعتبار أن جميع المطالب المضمنة في وثائق الحركة، هي نفسها المطالب الاجتماعية والسياسية والدستورية التي يدافع عنها الحزب "وبالتالي لا داعي للتورط في السير جنبا إلى جنبا مع جهات مغامرة تحركها نوايا أخرى غير الاحتجاج والإصلاح"، حسب تعبير سابق لبنكيران.وجاء موقف رئيس الحكومة من حركة "20 فبراير" متساوقا مع عدد من المواقف السابقة، وأكثرها حدة حين قال، قبل سنة،"لو نجحت "20 فبراير" في ما ذهبت إليه بعض الدول لكنت في السجن اليوم، ولم يكن ذلك ليشكل أي حرج بالنسبة إلي"، مؤكدا "لسنا خطرا على المغرب، بل نحن أنصار المشروعية، وعندما لم نخرج في "20 فبراير" وكنت أجول المغرب طولا وعرضا لم تكن غايتي الوصول إلى السلطة".وفي مناسبات أخرى، قال إن "العدل والإحسان والنهج الديمقراطي وحركة "20 فبراير" يجب أن يقولوا لنا ماذا يريدون"، وأضاف مفسرا "الحوار لديه قواعده، ويجب أن تحدد العدل والإحسان حول ماذا تريد التحاور". وبعد وصوله إلى الحكم، واجه رئيس الحكومة مسيرات حركة 20 فبراير ووراءها جماعة العدل والإحسان، قبل انسحابها، وسلط عليها ذراعه الأمني بوزارة الداخلية من موقع حماية الاستقرار، كما تصدى بشراسة إلى كل الحركات الاحتجاجية وحركات المطالب، منها جمعيات الأطر العاطلة التي نكل بها، في عدد من المناسبات وسط العاصمة الرباط.من جهتها، رفضت حركة "20 فبراير"، منذ البداية، أي حوار مع رئيس الحكومة، وأعلنت تشبثها بمطلب الملكية البرلمانية وبضرورة القيام بإصلاح دستوري عميق يعكس هذا النموذج من الحكم، فضلا عن اقتناعها بأن عبد الإله بنكيران لن يكون قادرا على ممارسة صلاحياته خارج دائرة مراقبة محيط القصر، وهو ما كشفت عنه ملابسات تشكيل الحكومة وتركيبتها وطريقة مباشرتها لمهامها، وما كشفت عنه ثلاث سنوات من التدبير الحكومي.يوسف الساكت

اختفاء 11 جواز سفر يستنفر المصالح الأمنية بالفقيه بن صالح

البام: دولة الجهات تقتضي مراجعة دستور 2011

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات