“الداعشية” الحكومية تلغي الموسيقى من مناهج التعليم

"داعش" والإخوان في الشرق ورفاق بنكيران في المغرب يتوحدون في حربهم ضد الفن تداولت بعض الوكالات الدولية، قبل أيام، خبرا مفاده أن "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف اختصارا ب"داعش" أصدر قرارا عمم على المؤسسات التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، يقضي بإلغاء مجموعة من المواد الدراسية الموضوعة من قبل الأنظمة السابقة، في مقدمتها التربية الفنية الموسيقية والتشكيلية ومواد أخرى. وقبل ذلك بسنوات قليلة دق عدد من المثقفين المصريين ناقوس الخطر، خلال فترة حكم الإخوان المسلمين، بخصوص عدد من القرارات التي اتخذت على عهد محمد مرسي بناء على فتاوى شيوخهم التي دعت بعضها إلى تدمير الآثار والتماثيل الفرعونية، كما دعت إلى محاربة الموسيقى والفنون، وهو الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى إصدار قرار بمنع تدريس الموسيقى في مناهج التعليم، قبل أن ينتفض المصريون في وجه المد الأصولي الذي كاد أن يجهز على مقومات الحضارة المصرية وفنونها.وفي المغرب قليلون فقط من انتبهوا إلى قرارات مماثلة ذات "نفس داعشي" اتخذتها حكومة بنكيران، منها السعي لحذف شعبة التربية الموسيقية والتمهيد لهذه الخطوة بعدة قرارات سبقتها، وقد تأكد بالملموس لدى المشتغلين في هذا القطاع أن حكومة بنكيران عازمة فعلا على السير على نهج "الإخوان" في كراهية الفنون والموسيقى، سيما بعد أن تبين للسنة الثالثة على التوالي أنه لم تحدث مناصب مالية لشعبة التربية الموسيقية والفنون، ما يؤشر على أن هناك نية لحذف هذه الشعبة وكفى الله المؤمنين شر "الموسيقى والطرب ومزامير الشيطان".والطريف أن "الداعشية البنكيرانية" حاولت في مقابل ذلك تغليف هذا القرار بمبادرات تجعلها تبدو في وجه المعنيين بالقطاع، في صورة الحمل الوديع، إذ لوحت وزارة التربية والتعليم المعنية بالقطاع، في وجه المهنيين بأنها تفكر في خلق "مراكز الفنون" بديلا لشعبة التربية الموسيقية التي سيقذف بها خارج البرامج التعليمية.والمفارقة أيضا أن هذه المراكز، حسب طبيعة التصور الموضوع لها، ستتقاطع مع وظائف المعاهد الموسيقية ودور الشباب التابعة لوزارة أخرى، وهو الأمر الذي يترجم خلطا حاصلا بين ماهية الموسيقى والتربية الموسيقية والوظائف التربوية التي تؤديها هذه الشعبة التي أحدثت، أواسط التسعينات، في الفترة التي كان فيها بلمختار، ويا للمصادفة، يمسك حقيبة التربية والتعليم على عهد حكومة الفيلالي.وفي الوقت الذي كان من المفروض أن يتم تعميم الشعبة على جميع المؤسسات التعليمية التي كان أساتذتها يزاوجون في مهامهم بين التدريس والتنشيط الفني بالمؤسسات التعليمية سيتم الإجهاز عليها، وهي الشعبة التي تعد وصفة فعالة لعلاج حالات التخشب الوجداني لدى المغاربة وتنمية الذوق السليم لديهم، بعد أن تبين أن هناك فعلا أزمة ذوق، لأنه لا يعقل أن يتم الحديث عن تأهيل القطاع الفني دون تهييء الناشئة وتلقينها أبجديات التذوق الفني.عزيز المجدوب

“الداعشية” الحكومية تلغي الموسيقى من مناهج التعليم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ثلاثة أندية من القسم الأول مهددة بالإقصاء من الكأس

اختفاء لقاح "فاريلريكس" من الصيدليات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات