محطات في تاريخ السينما المغربية : الفيلم الأمازيغي يعبر عن غنى المغرب الثقافي

تعرف السينما المغربية منذ حوالي عقد من الزمن تطورا لا يمكن نكرانه أو إغفاله. وإذا كان من المعروف لدى المتخصصين بأن أزمة السينما المغربية أزمة هيكيلية "كما هو الأمر بالنسبة إلى المجتمع المغربي عموما " فإن معالجة هذه الأزمة بشكل متكامل يفترض، كما كنا دائما نؤكد، التوفر على تصور استراتيجي متكامل يحاول الالتزام بأفق تأسيس بنية سينمائية وطنية تؤطر الإنتاج الوطني من الفكرة إلى توزيع الفيلم واستغلاله مرورا بكتابة نصوصه وتقطيعها وتصويرها وتركيبها ثم تجهيزها للعرض، وبالتالي تقويم قيمتها الفنية والثقافية والاجتماعية ومن تم إدماجها في الإنتاج الوطني غير المادي منه والمادي.يبدو أن آفاق السينما المغربية منفتحة اليوم على وعد حقيقي بتأسيس بنية من هذا القبيل مع نهاية هذه العشرية الثانية، وذلك على ثلاثة مستويات: المستوى الأول يتلخص في ما يتم الاشتغال عليه الآن، حسب الندوة التي عقدت من طرف المركز السينمائي المغربي شهر فبراير الماضي ضمن فعاليات المهرجان الوطني الرابع عشر بطنجة. فمن المفروض أن القانون التأطيري للنشاط السينمائي المغربي الشامل هو بصدد التحيين بحيث يصبح حديثا وحداثيا يساير تصورا إستراتيجيا لبناء سينما مغربية متكاملة الأبعاد والمستويات.فهل سيتم هذا العمل الجوهري مع نهاية السنة الجارية وبالمواصفات الموعودة؟ أما المستوى الثاني فيتعلق بالقرار الإستراتيجي أيضا المتعلق ببناء مركبات بكل المدن المغربية تدريجيا تشمل عدة قاعات وعدة شاشات بمواصفات عصرية ومتعددة الاستعمالات.يبدو أن القرار اتخذ كما أعلن نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي لكن التشييد سيبدأ بإيقاع سيحتاج سنوات ليحقق رقم قاعات بسيط، ليظل المأمول هو تدخل من أعلى سلطات البلاد لدعم قرار استراتيجي كهذا يمنح للسينما المغربية معناها ويلحقها وظيفيا برافعة بناء الإنسان والذوق العام والتربية الجمالية التي لاشك أن بنياتها التحتية المؤسسة أصبحت تحوز اعترافا وطنيا وقاريا ودوليا.أما المستوى الثالث فيتعلق بجيل السينمائيين المغاربة الجديد الذي يحمل مشعل الإبداع، وهو بصدد تأسيس قاعدة كيف وجودة لاشك في تميزها بحيث استطاعت أن تتجاوز مسألة السلاسة في الجمع بين تدفق الحكي وتجذره الاجتماعي وراهنيته المجتمعية وجمالية جانبيه البصري والتشكيلي واستيطيقية كلامه المنطوق والمسموع سواء في الحوارات أو في ما يرافق الصورة من تأثيث صوتي وموسيقي وغيره.نذكر في هذا السياق، صورة القطع المتراصة "بوزل" التي ترسمها أفلام كل من فوزي بنسعيدي ونبيل عيوش ومحمد أمين وليلى المراكشي وهشام العسري وكمال كمال وعبد السلام القلاعي وعز العرب العلوي، على سبيل المثال لا الحصر الذين التحقوا ببعض أسماء الرواد المبدعين لأفلام منها "الحال" و"باديس" و"وشمة".ومما يمكن نعته بعناصر نهضة السينما المغربية ما اصطلح عليه بالسينما الأمازيغية وأولى الملاحظات أن هذه التسمية توحي بكيان مستقل ثقافيا عما هو وطني أو تشكل على الأقل جزيرة معزولة داخله.بعيدا عن المزايدات أرى أن الفيلم الأمازيغي – وليس السينما – هو أحد التنويعات المعبرة عن غنى وتعدد المغرب الثقافي عامة والسينما المغربية خاصة. هو فيلم يرتبط بجهوية من حيث تشكيل الجسد لباسا ونطقا وديكورا وتقاليد وطقوسا، لكن في إطار وحدة الثقافة والحضارة المغربية الأصيلة.إنه مكون جوهري في الهوية السينمائية الوطنية وليس شيئا آخر، ومن المنتظر أن يطور تميزه هذا بأسلوب سينمائي. إعداد : أمينة كندي

محطات في تاريخ السينما المغربية : الفيلم الأمازيغي يعبر عن غنى المغرب الثقافي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محمد العروسي : علاقته بشامة انطلقت بعد المسيرة الخضراء

جرائم الأصول : رمت ابنتها في الساقية انتقاما من زوجها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات