حكــايــات اللاعـب “زاز” : الدليمي كلفني بالتجسس على أصدقاء بنبركة

قال إنه اشترى مقهى للمشروبات الكحولية ليلتقي بهم إلى حين عودته هاربا سنة 1967 ما هي المهمة التي كلفك بها الدليمي في سيدي بلعباس؟ مهمتي كانت هي معرفة جميع الأخبار عن أعضاء الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي كان يتزعمه المهدي بنبركة، بعد هرب العديد منهم إلى الجزائر خوفا من القبض عليهم، ومعرفة تحركاتهم هناك ولقاءاتهم مع المسؤولين الجزائريين، إضافة إلى التحقق من أوضاعهم الاجتماعية. من سافر معك إلى سيدي بلعباس؟لم يسافر معي أي أحد، لكن التقيت بالإذاعي المغربي المعروف في الإذاعة الوطنية عبد الله بن يخلف، وكان معلقا باللغة الفرنسية، واقترح علي أن يلحقني بفريق مولودية الجزائر، لكنني رفضت، لأن مهمتي لم تقتصر على لعب كرة القدم، ولكن كانت تقتضي وجودي بسيدي بلعباس، إضافة إلى أن الأخيرة كانت قريبة من الحدود المغربية الجزائرية، لا تفصل بينهما سوى مغنية التي كانت بدورها في ما قبل تنتمي إلى التراب المغربي. ما هي وسيلة النقل التي استعملتها؟ سافرت بالطائرة من الدار البيضاء إلى وهران، وهناك التقيت بشخص اسمه السقال من أصل جزائري لكنه كان يشتغل مندوبا لوزارة الشباب والرياضة بآزرو، وهو من حملني في سيارته إلى سيدي بلعباس. هل كانت المهمة أيضا تقتضي معرفة أخبار المهدي بنبركة؟ بالفعل، لأنه كان بدوره هاربا من المغرب، وكان يجري اتصالات بزملائه في سيدي بلعباس، كما أن بنبركة كان مستشارا للرئيس الجزائري بنبلة، وأنا متأكد من هذه المعلومة، والقليل من الناس من يعرف ذلك. لكن أين كنت تلتقي بأصدقاء بنبركة؟ لما سافرت إلى سيدي بلعباس، طلب مني الدليمي أن أشتري مقهى اسمها "تريانو" وكانت مختصة في توزيع المشروبات الكحولية، وكنت ألتقي بهم هناك في بداية الأمر، قبل أن أتعرف عليهم وألتقي بهم في أماكن أخرى، وكنت أذهب كل ليلة من أجل الحصول على حصتي من المال. من أعطاك المال لتشتري المقهى؟ اشتريتها من منحة توقيعي المقدرة بـ20 مليون سنتيم، لكن رغم ذلك لم تكن ملكا خاصا بي، بل كان الفريق يملك فيها بعض الحصص. هل تمكنت من نسج علاقات معهم؟ بالفعل نسجت علاقات كبيرة مع أبرزهم، أمثال لحسن المحمدي الذي كان معروفا بلحسن الخضاري، وكان يتحدر من الرباط، وآخر ملقب بجحا من مدينة الناظور، وعبد الله ولد النصرانية من نواحي الجديدة، وعبد الرحمان اليوسفي، رئيس الحكومة السابق في حكومة التناوب، وغيرهم كثير، لكن صراحة توطدت علاقتي بهم كثيرا إلى درجة أنني كنت أعطف عليهم، وكنت أبلغ الدليمي بالمشاكل الكبيرة التي يعانونها. ألم يكن المسؤولون الجزائريون يدعمونهم ماليا؟ صراحة كانوا يعانون كثيرا، لأن السلطات الجزائرية كانت تمنحهم 100 دينار فقط، وهذا مبلغ غير كاف بالنظر إلى ظروف المعيشة التي كانت هناك، كما أن بعضهم كان يرغب في الدخول إلى المغرب، لكن السلطات المغربية كانت وضعت أسماءهم في لائحة المبحوث عنهم، إلى أن تمت محاكمتهم في سنة 1970 على ما أعتقد. والحقيقة أن غالبيتهم لم تكن تعرف بحقيقة ما كان يطبخ من لدن بعض قادتهم. من كان يأخذ عنك المعلومات التي تجمعها؟ كان هناك قنصل بسيدي بلعباس يدعى حسن الحراقي، هو من كنت أمده بالمعلومات، وكان بدوره يوصلها إلى الدليمي، كما أنه كان صحافيا معروفا في تلك الفترة. ما هي المدة التي قضيتها بسيدي بلعباس؟ قضيت بسيدي بلعباس ثلاث سنوات من 1964 إلى 1967. هل أنهيت عملك في ثلاث سنوات؟ لا، ولكن عدت هاربا إلى المغرب، بعد أن انكشف أمري، وكان علي أن أدخل وأترك كل ما لدي في الجزائر، حتى لا يقبض علي، علما أن مهمتي كانت تقتضي البقاء مدة أطول حتى أتمكن من إقناع بعض أصدقاء بنبركة بالدخول إلى المغرب. أجرى الحوار: محسن صلاح الدين

حكــايــات اللاعـب “زاز” : الدليمي كلفني بالتجسس على أصدقاء بنبركة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محطات في تاريخ السينما المغربية : 90 في المائة من الشباب لم يلجوا قاعة سينمائية

إيقـاف متخصـص فـي سرقـة المـدارس الخاصـة بالمحمديـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات