أقلام في وجه السلطة : إحسان عبد القدوس… ملهم السينما المصرية

ولد الكاتب والصحافي والروائي الأديب المصري إحسان عبد القدوس سنة 1919 من أبوين عملا في الفن والأدب وتأثر كثيرا بهما. تخرج من كلية الحقوق في عام 1942. كانت له مواقف سياسية ووطنية كثيرة فقد كتب سنة 1945 مقالا ضد سفير بريطانيا في القاهرة في مجلة "روز اليوسف" التي أسستها أمه روز اليوسف ثم تولى رئاسة تحريرها ما أدى الى اعتقاله وغلق المجلة ثم أثار بمقالاته التي نشرت في المجلة نفسها سنة 1948 صفقة الأسلحة الفاسدة للجيش والتي أجبرت وزير الحربية حينها بشكل أو بآخر على الاستقالة.كتب احسان عبد القدوس الكثير من الروايات والقصص القصيرة والمتوسطة في تسعة وخمسين كتابا تحول أغلبها الى أعمال سينمائية وتلفزيونية ومسرحية واذاعية منها "النظارة السوداء" و"لا شيء يهم" و"البنات والصيف" و"في بيتنا رجل" و"شيء في صدري" وغيرها .. كتب احسان أيضا مقالات سياسية نشرها في كتابين كما نشر كتابا ثالثا في السينما.كما كان إحسان عبد القدوس أكثر الكتاب تعرضا لمحاولات الاغتيال، إذ نجا خمس مرات من الاغتيال المدبر بأعجوبة.وكانت المرة الأولى التي كاد يدفع حياته ثمنا لمقالاته النارية التي فجرت جانبا من الفساد السياسي في مصر، قبل الثورة الأولى، والتي كشف فيها فضيحة الأسلحة الفاسدة واتهم فيها الأمير عباس حليم بالدور الرئيسي في هذه القضية، فاستأجر أحد المجرمين الذي استل سكينا أصاب به إحسان في جنح الظلام، حين كان خارجا من العمارة التي يقيم فيها، وشاءت الصدف أن ينزلق نصل السكين من على فروة إحسان دون أن يخترق الجمجمة. ودخل عباس حليم على إحسان عبد القدوس في المستشفى، وهو يقول له "الخائن الكبير جاء يهنئ البطل الكبير بسلامته".أما المحاولة الثانية فكانت من الملك فاروق بعد الثورة، إذ كان من المقرر أن يقابله إحسان عبد القدوس في مدينة "كان" الفرنسية لإقناعه بعدم مهاجمة الثورة في الصحافة الغربية، وتم ترتيب موعد محدد مع الملك، عن طريق سكرتيره، وما أن علمت زوجة إحسان، التي كان ترافقه في هذه الرحلة، بهذا الموعد حتى توسلت إليه ألا يذهب لمقابلة الملك فاروق وبكت دموعا حارة واستجاب لها إحسان، واعتذر عن مقابلة فاروق بنصف ساعة.وبعد ذلك بعام اختلف الملك فاروق مع سكرتيره الخاص الذي جاء إلى مصر وكتب مذكراته التي قال فيها: "كان حراس الملك الألبانيون في انتظار إحسان عبد القدوس لقتله وإخفاء جثته بدعوى أنه جاء ليقتل الملك".أما المرة الثالثة فكانت حين تم الاعتداء على منزل مصطفى النحاس باشا رئيس وزراء مصر الأسبق، وذهب إحسان عبد القدوس الصحافي، آنذاك، بجريدة "الزمان" لتغطية الحدث، فالتف حوله مجموعة من شباب حزب "الوفد" محاولين قتله، لولا أن أنقذته زوجة عبد العزيز البدراوي التي خرجت من شقتها المقابلة ومعها أولادها وصرخت في شباب الوفد، وجذبته إلى داخل الشقة وأغلقت الباب، لكن شباب الوفد ظلوا متحرشين خارج المنزل حتى آخر الليل مهددين إحسان عبد القدوس بالقتل، فاضطر إلى القفز من فوق سطح العمارة من بيت إلى آخر، إلى أن ابتعد عن مكان الخطر.وكانت رابع مرة يتعرض فيها عبد القدوس لمحاولة لاغتيال، على أيدي أحد الرؤساء العرب الذي كلف أحد رجال الأمن بعد أن كتب سلسلة من المقالات هاجمه فيها. وجلس الرجل في أحد بارات الاسكندرية يرفع كأسه ويهذي "في صحتكم، اعتبروا إحسان عبد القدوس ميتا" فألقي عليه القبض، واعترف وحكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة. أما المرة الخامسة فكانت بسبب حادثة سير أمام منزله، فكسرت ساق إحسان عبد القدوس وأصيب بارتجاج في المخ، ورغم أن سائق السيارة كان طالبا ألمانيا، فقد ترددت شائعات قوية بأن مراكز القوى كانت وراء هذا الحادث، ورغم قرار النيابة العامة بالتحفظ على هذا الطالب إلا أنه استطاع الخروج من مصر عن طريق شخصية ذات نفوذ كبير وقتها.كما أن إحسان عبد القدوس كان من أكثر الكتاب شهرة بإثارة الشغب الجنسي فقد وصفه عباس محمود العقاد بأنه "أديب الفراش"، وقد علل عبد القدوس اتهام العقاد له بذلك برفضه اختيار العقاد زعيما سياسيا.وكان إحسان عبد القدوس يلقي كلمة أسبوعية في الإذاعة يختتمها دائما بعبارة "تصبحوا على خير.. تصبحوا على حب"، فثار رجال الدين على ذلك، بدعوى أن ذلك دعوة إلى ممارسة الجنس علنا، واستدعى الرئيس جمال عبد الناصر إحسان عبد القدوس وقال له "بلاش كلمة الحب في الإذاعة.. خليها "محبة".. فرفض إحسان مجيبا بأنه إما أن يقول كلمة "حب" أو لا يتحدث في الإذاعة، وكانت آخر ظهور إذاعي له. إعداد: عزيز المجدوب

أقلام في وجه السلطة : إحسان عبد القدوس… ملهم السينما المصرية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المـوارد الضريبيـة تخفـض عجـز الخزينـة

المقاومون الشجعان : المقاوم أو حمو الزياني أباد الفرنسيين في خنيفرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات