بوكامير: قلبي مغربي

قال إنه عاش أجواء رائعة مع المنتخب الأولمبي سيتذكرها دائما أكد مهدي بوكامير، لاعب المنتخب الأولمبي المغربي، أن قلبه مغربي ويفتخر لأنه ينتمي إلى هذا البلد، الشيء الذي دفعه إلى اختيار حمل قميصه، رغم الضغوط، التي تعرض لها من قبل الاتحاد البلجيكي لكرة القدم، لدفعه إلى رفض دعوة الجامعة الملكية المغربية، مشيرا إلى أنه غير نادم على هذا الاختيار. وأضاف بوكامير، في حوار مع «الصباح»، أنه وجد الأجواء بالمغرب رائعة، وأنه كان تواقا لها، بعد أن عاشها مشجعا للمنتخب الوطني، مبديا امتنانه للجميع من جماهير ومسؤولين ولاعبين، على الدعم الذي قدموه له منذ التحاقه بمركب محمد السادس الدولي لكرة القدم بالمعمورة، ومساعدته على الاندماج معهم بسرعة. في ما يلي نص الحوار: ما هو انطباعك بالفوز بلقب كأس إفريقيا؟ أشعر بفخر كبير، بعد التتويج رفقة زملائي في المنتخب الوطني الأولمبي بلقب كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، سيما أنه الأول بالنسبة إلى الكرة المغربية، بعد أن خسرنا نهائي 2011 أمام الغابون، لكن هذا الجيل أثبت أنه قادر على رفع راية المغرب، وإسعاد الجمهور المغربي. وأعتقد أنه كان وراءنا الكثير من المشجعين، وكان لزاما علينا أن نشعرهم بالفخر، وأن نرد لهم الجميل على كل التشجيع، الذي قدموه لنا طيلة المنافسة، واعتبر هذا أقل شيء يمكن أن نقدمه إلى الجمهور المغربي الكبير، الذي لم يبخل علينا منذ انطلاقة هذه التظاهرة القارية. ما هو الهدف المقبل لكم؟ هدفنا أن نلعب أولمبياد باريس ونشرف كرة القدم الوطنية، كما فعلنا في كأس إفريقيا، وفعلها قبلنا المنتخب الأول بقيادة المدرب المغربي وليد الركراكي في مونديال قطر، لذلك علينا أن نركز جيدا على المحطة المقبلة، والقيام باستعدادات في المستوى، حتى نكون جاهزين لهذه التظاهرة العالمية، التي يفتخر كل لاعب شارك فيها، سيما أن العديد من النجوم العالميين مروا من هذه المحطة، ووضعوا بصمتهم فيها، الشيء الذي يتعين علينا أن نترك بصمتنا فيها، والذهاب بعيدا في المنافسة، بالنظر إلى المستوى الذي قدمناه في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة. وأظن أننا نتوفر على جميع الإمكانيات، التي ستؤهلنا للقيام بألعاب أولمبية جيدة، ورفع راية المغرب مرة أخرى. هل استطعت الاندماج مع طريقة المدرب بسرعة؟ لقد اشتغلنا على هذا الأمر، وساهم عصام الشرعي، مدرب المنتخب الأولمبي في ذلك، من خلال منحي فرصة اللعب مع زملائي في المباريات التي خضناها، وما ساهم في تسهيل مأمورية اندماجي، المباريات الإعدادية، التي خضناها قبل هذه التظاهرة، سيما أننا لعبنا ضد منتخبين قويين، ويتعلق الأمر بزامبيا وموريتانيا، إذ مكنتنا المباراتان المذكورتان، من الوقوف على مكامن الخلل، وتصحيح الكثير من الأمور، قبل مواجهة المنتخب الغيني، ثم انطلقنا بعد ذلك في المنافسة. وبخصوص اندماجي، أود الإشارة إلى أن اللاعبين لعبوا دورا كبيرا في ذلك، سيما أنهم يعرفونني كما أعرفهم، والمدرب أيضا يعرفني جيدا، ويعرف إمكانياتي، وكيف يوظفني في الملعب، وأنا ممتن للجميع على المساعدات، التي قدموها لي. ما هي الصعوبات التي واجهتها؟ صراحة، في المباراة الإعدادية الأولى لم يكن الأمر سهلا، لكن بعد ذلك سارت الأمور بشكل جيد، واستطعت في ما بعد الانضباط مع أسلوب وطريقة لعب المدرب الشرعي، وهذا أمر جيد، إذ أنني وضعت نفسي في خدمة المجموعة، ومساعدة الجميع على تطبيق تعليمات المدرب، وتقديم الدعم لجميع اللاعبين، حتى يتسنى لنا تحقيق نتيجة إيجابية يمكنها أن تساهم في رفع معنوياتنا، والذهاب بعيدا في المنافسة، الشيء الذي تأتى لنا، وساهم في تألقنا خلال نهائيات كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة. هل ستبقى بشارل لوروا أم ستغير وجهتك الموسم المقبل؟ لا أفكر في هذا الموضوع حاليا، لأني أريد الاحتفال بالتتويج بلقب كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، مع أصدقائي وعائلتي، والاستفادة من عطلتي السنوية، بعد ذلك سأرى ما إذا كنت سأستمر مع فريقي أو سألتحق بفريق آخر. الحقيقة أني لا أعرف ما يجري في فريقي، وما إذا كانت لدي عروض أم لا، لكن هذا الأمر يمكن معالجته لاحقا، لأني أريد أن أستغل هذه الفرصة في الفرح بالتتويج، والاستمتاع بالصيف رفقة عائلتي وأصدقائي، قبل أن أحدد وجهتي المقبلة، سيما أنه يفرض علي الحفاظ على مستواي وتطويره، حتى أحافظ على مكانتي بالمنتخب الأولمبي، وأن أكون حاضرا معه في أولمبياد باريس، لتمثيل المغرب أحسن تمثيل، وإدخال الفرحة من جديد على الشعب المغربي، الذي أحبه من قلبي الخالص. كيف تقيم مستوى المنتخب الأولمبي؟ قدمنا مستوى جيدا منذ المباراة الأولى، التي خضناها أمام غينيا، وحاولنا أن نلعب كل مباراة على حدة من أجل الفوز، وأحمد الله أننا تمكنا من الفوز في جميع المباريات الست، التي خضناها على هامش هذه التظاهرة، إلى حين بلوغنا المباراة النهائية، التي تمكنا من الفوز بها. ونحن سعداء بهذا التتويج، الذي يعد الأول من نوعه بالنسبة إلى الكرة المغربية، التي تزخر بالكثير من المواهب سواء داخل المغرب أو خارجه، وأتمنى أن يكون هذا اللقب، مفتاحا للتتويج بألقاب أخرى، في مقدمتها كأس إفريقيا للأمم، التي تحتضنها كوت ديفوار مطلع السنة المقبلة، وسيشارك فيها المغرب، بعد أن تأهل إلى النهائيات، قبل انتهاء التصفيات. هل وجدت صعوبة في الاندماج مع اللاعبين؟ صراحة لدينا مجموعة جيدة من اللاعبين، يملكون الكثير من الإمكانيات على المستويين الفردي والجماعي، ويلعبون في المستوى العالي، وجميع اللاعبين احتضنوني منذ التحاقي لأول مرة بالمنتخب الأولمبي، إذ أني كنت آخر لاعب يلتحق بالفريق، بعد أن غيرت جنسيتي وأصبحت لاعبا للمنتخب المغربي. وشعرت براحة نفسية كبيرة مع هؤلاء اللاعبين، وتمكنت من الاندماج بسرعة، ولم أجد صعوبات في ذلك، سيما أن المنتخب الأولمبي لديه لاعبون رائعون، عشنا لحظات جميلة بمركب محمد السادس الدولي لكرة القدم بالمعمورة، الذي يعد أيضا مفخرة لكرة القدم الوطنية، بالنظر إلى الإمكانيات، التي يتوفر عليها. وأود أن أشكر جميع اللاعبين على كل ما قدموه لي منذ التحاقي بهم بالمعمورة، لقد سهلوا لي الكثير من الأمور، وأقل واجب تجاههم، شكرهم على كل الدعم الذي خصوني به، والحفاوة التي استقبلوني بها. كيف تعاملت مع ضغوطات الاتحاد البلجيكي؟ بالنسبة إلي اخترت المغرب من القلب، وأعتبره اختيار القلب قبل كل شيء، ولم أعر اهتماما للضغوطات المذكورة، لأني أعتبر نفسي مغربيا، وأنا لست نادما على هذا الاختيار، وسأحاول بذل كل جهودي للمشاركة رفقة المنتخب الأولمبي في الأولمبياد المقبل. أعتقد أن هذا الملف طوي للأبد، ولن يتكرر الأمر ثانية، خاصة بعد أن خضت نهائيات كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة مع الأسود، والتي أعادتنا إلى ذكريات مونديال قطر. وبخصوص هذا الاختيار أيضا، أود الإشارة إلى أن عائلتي شجعتني على هذا القرار، الذي فاجأ البلجيكيين، في الوقت الذي لم يفاجئ عائلتي، التي تعشق بدورها المغرب وتحبه، والجميع كان سعيدا بهذا الاختيار، بما في ذلك أصدقائي والمسؤولون المغاربة، الذين وفروا لي كل الإمكانيات، حتى ألتحق بالمنتخب الأولمبي في الوقت المناسب، والمشاركة في النهائيات، في انتظار مشاركتي في الأولمبياد. كيف وجدت الأجواء في المغرب؟ رائعة، الأجواء التي أحبها وجدتها في بلدي، أنا مغربي وقلبي كذلك، واختياري كان موفقا، لأني أعرف الجمهور المغربي وأعرف عشقه لكرة القدم، وسمعت عن هذه الأجواء، وكنت أتمنى أن أعيشها، وتحقق لي ذلك بفضل الله وبفضل الدعم الذي قدم لي من قبل الجميع. لا يمكن أن أصف سعادتي بالأجواء في الملعب وخارجه، والحفاوة التي يستقبلني بها الجميع، والترحيب الذي أحظى به من قبل المسؤولين واللاعبين والطاقم التقني، الذي احتضنني من أول لقاء بيننا، سيما أنني عشت هذه الأجواء باعتباري مشجعا للمنتخب المغربي، والآن أعيشها وأنا أحمل قميص المنتخب، وسأتذكر هذه اللحظات طيلة مسيرتي الرياضية، سيما أنه أول لقب أفوز به رفقة الأسود، في أول ظهور لي بقميص المنتخب المغربي، الذي سأحتفظ به في خزانتي. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن في سطور الاسم الكامل: مهدي بوكامير تاريخ الازدياد: 26 يناير 2004 الطول : 188 سنتمترا الفريق: شارل لوروا البلجيكي قضى به جميع مراحل تكوينه ووقع معه عقدا احترافيا إلى غاية 30 يونيو 2025 مركز اللعب: مدافع أوسط ووسط ميدان دفاعي

بوكامير: قلبي مغربي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تنظيم "المقام الثقافي" لأبناء المهاجرين

أسود "فيفا" يبهرون في كأس العالم

مقالات ذات صلة