فتوحات بوريطة… نهاية وهم الانفصال

دبلوماسية الرباط تسحب البساط من تحت أقدام "كابرانات" الجزائر في أورباشكلت جولة ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي، لعدد من العواصم الأوربية، ضربة موجعة لأعداء الوحدة الترابية، وصفعة قوية لخارجية الجزائر، التي سعت دون جدوى، إلى ابتزاز إيطاليا وألمانيا وصربيا، في موضوع الوحدة الترابية للمغرب، مقابل اتفاقيات الغاز. مغربية الصحراء بوابة الشراكات الإستراتيجية عبد الفتاح رئيس المرصد الصحراوي أكد فشل الجزائر في ابتزاز القرار الأوربي تتوالى المواقف الأوربية الداعمة لمقترح الحكم الذاتي، في الصحراء المغربية، مسجلة بذلك انتصارا كبيرا للدبلوماسية المغربية، التي جعلت من الاعتراف بحق المغرب في استكمال وحدته الترابية أساس كل علاقات مع الخارج. وشكلت تحركات ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي، الأخيرة في عدد من العواصم فتوحات جديدة، عززت موقف المغرب وأعطت زخما جديدا للحل السياسي الذي تسعى إليه الأمم المتحدة. وجاء الموقف الإيطالي ليعزز الإجماع الأوربي الداعم للمغرب ولمبادرة الحكم الذاتي، في ظل الرهان على الشراكات الإستراتيجية التي تجمع بلدان أوربا مع المغرب، والتي تشمل مختلف المجالات الحساسة بالنسبة إلى أوربا، خاصة ملفات التعاون الاقتصادي والتجاري، والصيد البحري والاستثمار، فضلا عن التنسيق الأمني ومكافحة الإرهاب والهجرة السرية. وأكد محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن هذه الشراكات الإستراتيجية تحتم على عواصم أوربا الاعتراف بمغربية الصحراء، بحكم أن جميع الاتفاقيات التي تجمعها مع الرباط تشمل كامل التراب الإقليمي المغربي، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية. وأوضح الباحث عبد الفتاح، في حديث مع "الصباح" أن المواقف الداعمة للمغرب والمسجلة من قبل كل من روما وبرلين، تأتي في ظل محاولات ابتزاز حثيثة تعكف عليها الجزائر، لابتزاز القرار الأوربي بشكل عام والقرار الإيطالي بشكل خاص، من خلال توظيف حاجة هذه البلدان للغاز، خاصة في فصل الشتاء الماضي ، مع تراجع إمدادات الغاز الروسي، والارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار هذه المادة على المستوى الدولي. ويرى المحلل السياسي أن الجزائر دخلت في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع مدريد، بسبب تبني الأخيرة لموقف متقدم داعم لمغربية الصحراء، إذ شمل التصعيد الجزائري، منع عمليات التوطين المالي للشركات الإسبانية بالجزائر، كما شمل التهديد بقطع إمدادات الغاز، جوبه برفض أوربي، قبل أن تعمد الجزائر إلى تحويل وجهات عقود إمدادات الغاز لبلدان أوربا من إسبانيا إلى إيطاليا. كما حاول نظام الجزائر، يضيف عبد الفتاح، إغراء روما بعرض بعقود تزويد بمادة الغاز بلغت 6 ملايير متر مكعب إضافية في غضون سنتين، ليصل مجموع ما يتم ضخه من الغاز الجزائري عبر إيطاليا إلى 28 مليار متر مكعب. وتهدف الجزائر من وراء كل تلك الإغراءات إلى التأثير على موقف روما وبقية العواصم الأوربية، والتي انتهت بفشل ذريع، بعد إعراب وزير الخارجية الإيطالي عن موقفه الداعم للمغرب بخصوص الجهود التي تبذلها الرباط لحل قضية الصحراء. ويشكل الموقف الإيطالي دعما صريحا للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، خاصة ما يتعلق بإشادة روما بقرار مجلس الأمن رقم 26-54 الصادر بأكتوبر الماضي، وهو القرار الذي يشيد بالمبادرة المغربية، ويصفها بالمصداقية والجدية، وبذات الأولوية، إضافة إلى تأكيد روما على دعمها لمقاربة الحل السياسي التفاوضي العملي المتوافق عليه، وكلها إشارات، يقول المحلل السياسي، تتطابق مع الموقف المغربي الواقعي، وتقطع مع المقاربات الانفصالية التي يعكف عليها خصوم المغرب وأعداء وحدته الترابية. وأوضح عبد الفتاح أن ما يعزز مواقف العواصم الأوربية الداعمة للمغرب، هو الأدوار الهامة التي بات يضطلع بها المغرب في جواره الإقليمي وعمقه القاري، خاصة في مجالات الاستثمار ومكافحة الإرهاب والتطرف، ورعاية الوساطات والمساهمة في البعثات الدولية في مختلف الأزمات التي تشهدها القارة الإفريقية، سيما منذ عودته إلى منظمة الاتحاد الإفريقي. مواقف داعمة لمغربية الصحراء خلص عبد الفتاح إلى التأكيد أن المقاربة المعبر عنها في خطابات الملك محمد السادس، والمتسمة بالندية والصرامة في التعاطي مع مختلف الشركاء الدوليين، كان لها الدور البارز في الدفع بعواصم أوربا إلى تبني مواقف داعمة للمغرب، إذ وضعت الخطابات الملكية قضية الصحراء في صلب العقيدة الدبلوماسية للمملكة، وربطت تعزيز الشراكات الاقتصادية والتجارية مع الرباط، بإبداء مواقف صريحة داعمة لمغربية الصحراء. برحو بوزياني

فتوحات بوريطة… نهاية وهم الانفصال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التحقيق مع محامين في ملف "السمسرة"

مدريد تلتفت إلى الجنوب

مقالات ذات صلة