الفقيه بنصالح… مشاريع متعثرة

البلدية تغرق في المديونية وأعضاؤها يواجهون أخطاء الماضي يحاول مجلس بلدية الفقيه بنصالح، بعد اعتقال محمد مبديع، ترميم ما يمكن ترميمه، والإسراع بإخراج مشاريع إلى الوجود. تشكيلة المجلس المزركشة سياسيا، تواجه متاعب كثيرة بعضها متعلق بالنظرة التي يحملها الشارع عن فترة التسيير السابق، وأخرى تصطدم مع واقع مشاريع متعثرة ومديونية ثقيلة، لكن بين هذه وتلك، تجري أشغال وتعد برامج بشراكة مع متدخلين ضمنهم المكتب الشريف للفوسفاط، لإنقاذ ماء الوجه، وتلبية حاجات السكان. إنجاز: المصطفى صفر (مبعوث الصباح إلى الفقيه بنصالح) أشغال متوقفة بمستشفى غطت صباغة الجدران البناية الممتدة على مساحة كبيرة، وأوصدت الأبواب، بينما توقفت حركة الأشغال، إذ لا يبدو أن ثمة نوايا في إخراج مشروع المستشفى الإقليمي للفقيه بنصالح. وزاد تأجيل حلم المواطنين والمرضى بتقريب المرفق منهم، معاناة الكثيرين ممن يتكبدون عناء التنقل خارج المدينة للعلاج. انطلق إنجاز مشروع المستشفى الكبير، في يوليوز 2017، وطبل حينها المسؤولون، وعلى رأسهم الوزير رئيس الجماعة المعتقل، معتبرا أن الإنجاز ثمرة مجهوداته، وتأكيد على حظوته الحكومية، سيما أنه قبل ذلك أطلق برنامجا انتخابيا واعدا بتأهيل المدينة حضريا وقدم مشروعه ذا الغلاف المالي الكبير، ليقنع السكان أنهم بدونه سيضيعون ويخطئون الطريق، إلا أنه بعد فوزه في تلك الاستحقاقات، تبخرت الأحلام، ولم تظهر المسابح والحدائق والمرافق التي وعد بها، بل زادت أحوال المدينة سوءا، وحتى المستشفى ظلت أشغاله بطيئة، إلى أن ولج السجن وتركه أطلالا مطلية بصباغة بيضاء. مرت على انطلاق الأشغال ثماني سنوات بالتمام والكمال، أنجزت خلال الفترة نفسها مشاريع أكبر بالمدن المجاورة، لكن يبدو أن لعنة التعثر عنوان لمرحلة بالفقيه بنصالح ، ويتمنى السكان نسيانها. سوء التدبير والمراقبة عزا الحاج مصطفى، وهو من أبناء الإقليم، التعثر إلى سوء التدبير والمراقبة والتتبع من قبل الجهات المعنية، وعلى رأسها عامل الإقليم، إذ أن المشاريع الحيوية من هذا القبيل تتطلب عناية خاصة وتتبعا يوميا، وتقارير تجيب عن الإشكالات للبحث عن الحلول إقليميا ووطنيا. الخدمات الصحية العمومية من قبيل المستعجلات والإنعاش وقسم الولادة وغيرها، تظل في خبر كان، ويضطر المواطنون إلى السفر خارج المدينة، في اتجاه بني ملال أو مدن أخرى أبعد للبحث عن مصحة أو مستشفى عمومي، يستجيب لمطالبهم، ويدفعون من أجل ذلك ثمنا مضاعفا، إن في التنقل أو الإقامة وغيرهما. المستشفى الإقليمي للفقيه بنصالح، استعمل ورقة انتخابية في 2015، ثم في 2021، وربما يستعمل كذلك في الانتخابات المقبلة، من قبل آخرين ممن سيركبون على أحلام المواطنين، ورغم أنه مرفق عمومي، يقع تحت مسؤولية وزارة الصحة، إلا أن الألوان السياسية، لا تتوانى في استغلال أي مناسبة تضاعف حظوظ رفع الأصوات بالصناديق. السوق النموذجي الكبير عكس التعثر الذي عرفه مشروع المستشفى الإقليمي، وقرية الحرفيين، التي وصلت ملفاتها إلى القضاء، اقتربت الأشغال من الاكتمال، بمشروع السوق النموذجي المغطى بالفقيه بن صالح، المخصص لتجميع وإيواء الباعة المتجولين. وهو مشروع يعول عليه في تلميع صورة المدينة ومحاربة ظاهرة احتلال الملك العمومي، وكذا القضاء على فضاءات مخصصة أسواقا عشوائية، تشوه المدينة. ووفق ورقة تقنية لمشروع السوق، فإنه يأتي ضمن أجندات شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجمع الشريف للفوسفاط، وجماعة الفقيه بن صالح، وتصل تكلفته المالية إلى 10.300.776 درهما، وأهدافه الأولية كانت تتجلى في إيواء 400 بائع متجول، متخصصين في مجال بيع الخضر والفواكه والملابس والسمك والمواد الغذائية، فوق مساحة تبلغ هكتارا و34 أرا و20 سنتيارا، منها 7480 مترا مربعا مغطاة و1100 متر مربع خاصة للتهيئة الخارجية. ويتولى أعضاء المجلس الحالي، الإشراف على آخر الترتيبات، لإخراج المشروع إلى الوجود. قامت "الصباح" بزيارة ميدانية، وقفت خلالها على جاهزية الأماكن التي خصصت لمختلف النشاطات التجارية التي سيضمها السوق، ونمط التنظيم، كما وقفت على الرواق المخصص لباعة السمك، والذي احترمت فيه مواصفات السلامة، بدءا من طريقة تبليط الأرضية، والطاولات الإسمنتية، وانتهاء بالمرافق الصحية والربط بقنوات التطهير والماء الصالح للشرب. وعكس اختلالات القرية الفلاحية، التي عرفت توزيع الكعكة، واستفادة أجانب عن الحرفيين، فإن السوق النموذجي، تجاوزت مساطره الأخطاء السابقة، واعتمد أسلوبا شفافا بمشاركة السلطة، وتحت إشراف المكتب الشريف للفوسفاط، قصد بلوغ هدف تجميع الباعة المتجولين والقطع مع المحاباة التي عطلت خروج القرية الحرفية إلى الوجود. شركاء في التدبير اليوم تسير جماعة الفقيه بنصالح، من مختلف الفرقاء السياسيين، لبلوغ الأهداف المرجوة، وتدبير المرحلة الانتقالية، غير أن المجلس اصطدم بإشكالات بعضها قانونية وأخرى واقعية، فبالنسبة إلى أشغال تهيئة شارع علال بن عبد الله العابر لبوابة محكمة لأسرة، فإنها تحتاج إلى تدخل قانوني، لتهيئة الشارع والمدارة، فالغلاف المالي المرصود موجود، ولكن إجراءات تسليم المشروع متوقفة، لأن المقاول يوجد في السجن لتورطه رفقة مبديع في قضية تبديد الأموال، وهناك إجراءات معقدة تنبغي مباشرتها لتجاوز هذه الإشكالات القانونية. العديد من النقاط كانت مبرمجة وتوقفت لأسباب مختلفة، لكن مع ذلك فإن المجلس في دورة ماي الماضي، وضع يده على مجموعة من النقط التي ينبغي الإسراع بإنجازها، والإجراءات التي ينبغي القيام بها لتجاوز الظرفية. وضمنها الإسراع بإخراج السوق النموذجي الممول من المكتب الشريف للفوسفاط. ومشروع مول صغير قرب المركب الثقافي، مرخص ويسير نحو الإنجاز، وتدبير ملاعب القرب وفق مقاربة جديدة للقضاء على "بلطجة" تسييرها وتسيبها، إذ يتم التفكير في إنشاء شركة للتنمية قصد مواجهة المشكل. "القرية الحرفية، مشكل قديم ولسنا مسؤولين عنها، واليوم الملف في يد القضاء ومفتوح فيه تحقيق، وضع الحرفيون شكايتهم، لعدم استفادتهم". يستدرك عضو آخر بمكتب مجلس الجماعة، ويضيف أن التحدي اليوم، هو استمرار المرفق العمومي وأداء الخدمات وإنجاز المشاريع المبرمجة، أما المديونية الثقيلة، فهي موضوع آخر، يثقل كاهل ميزانية الجماعة، وبلغت اليوم الذروة من حيث الأداء، وبعدها سوف تضعف ما يسمح ببرمجة مشاريع جديدة والبحث عن تمويلات. الأشغال جارية أيضا لتجميل مداخل المدينة، وإزالة الأسواق العشوائية، لاستعادة بريق المدينة. يبدو أن أعضاء المكتب، مصممون على تدارك ما فات، وهو ما ستظهره الأشهر المقبلة. مشاريع في الطريق مشاريع أخرى يجري التخطيط لها أو الشروع في إنجازها من قبيل إعادة شبكة الماء الشروب، باستثمار 9 ملايير، وأيضا بالنسبة إلى الإنارة العمومية، التي تثقل فواتيرها ميزانية الجماعة، باستهلاك سنوي يقدر بثمانية ملايين درهم، والآن يجري تغيير مصابيح الإنارة لتخفيض الفاتورة. فالتوجه الجديد هو ترشيد النفقات والاستفادة من أخطاء الماضي، وعدم إعطاء وعود أكبر مما يمكن تحقيقه. وهناك مشروع محطة تصفية المياه العادمة، وهي المحطة الفريدة من نوعها في إفريقيا، بغلاف مالي ضخم. المشروع لا تستطيع الجماعة تنفيذه، لكن تدخل المكتب الشريف للفوسفاط، مكن من التفكير فيه وإعداد الجوانب المتعلقة بتحقيقه، وهو ما سينعكس إيجابا على الفلاحة. ليس كل شيء في الفقيه بنصالح غير صالح، علق أحد مسؤولي المجلس، بل إن هناك الكثير من الجوانب الإيجابية التي لا ينبغي إغفالها، من قبيل أن جميع الدواوير مربوطة بالطريق المعبدة، ما يمكن المواطنين من التنقل في مختلف الاتجاهات، ناهيك عن أن التلاميذ والتلميذات، أصبحوا اليوم في غنى عن "الأوطوسطوب" للوصول إلى المدارس والمؤسسات التعليمية، فهناك 102 وسيلة نقل مدرسي، وهو ما مكن من القضاء على الهشاشة والهدر المدرسي.

الفقيه بنصالح… مشاريع متعثرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عبد العزيز وسفراء الطرب

اعتقال مراسل صحافي بأكادير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات