مباراة المدرجات

احتفالات الجماهير تصدح رغم تراجع أداء المنتخب وزياش يخطف الأنظار أمام 45 ألف مشجع انتظرت الجماهير المغربية مباراة الأسود والرأس الأخضر، أول أمس (الاثنين)، بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله في الرباط، بفارغ الصبر، بما أنها الثانية من نوعها التي يخوضها الأسود بالمغرب، بعد إنجازهم التاريخي في مونديال قطر 2022. ورغم الطابع الودي للمباراة، إلا أن الجمهور حضر بكثافة لتشجيع ومؤازرة الأسود، وسط احتفالات المشجعين بالمدرجات، ومعزوفات وطنية أبدعت في إتقانها الفرقة الموسيقية الملكية، نالت استحسان الحاضرين وأهازيج فلكورية تتغنى بالمنتخب الوطني ولاعبيه، ناهيك عن ترديد عبارة "سير سير"، و"ديما مغرب"، التي أضفت طابعا احتفاليا بالمدرجات. "النوار" يلهب التذاكر انتعشت تجارة السوق السواء قبل مباراة المنتخب الوطني ونظيره منتخب الرأس الأخضر، بعدما عرفت أسعار التذاكر أرقاما قياسية، إذ بيعت تذكرة من فئة 50 درهما بـ 250، مقابل 500 درهم لفئة 200. وعاينت "الصباح" معاناة العديد من المشجعين من أجل الحصول على تذكرة متابعة مباراة الأسود، الأمر الذي تطلب منهم التوجه إلى الهرهورة، من أجل اقتنائها من بعض مروجي السوق السوداء. ونفدت تذاكر المباراة في ظرف وجيز من طرحها للبيع على الموقع الالكتروني للجامعة، بعدما لجأ أصحاب السوق السوداء إلى التحايل، من أجل الحصول على أكبر عدد من التذاكر، بغرض إعادة بيعها بأسعار باهظة، رغم تحذيرات اللجنة المنظمة. متعة المدرجات مستمرة لم تختلف احتفالات وأهازيج الجماهير بملعب الأمير مولاي عبد الله عن الأجواء الصاخبة، التي عاشتها ملاعب قطر بالمونديال، أو في المباراتين الوديتين أمام البرازيل وبيرو في مارس الماضي، إذ صدحت حناجر المشجعين على إيقاع واحد "اللي ما تبومبا ما شي مغربي"، رغبة منهم في إذكاء حماس اللاعبين وتحفيزهم على إحراز السبق، الذي لم يتحقق رغم السيطرة المطلقة، التي فرضها لاعبو المنتخب منذ انطلاق المباراة. وظلت الجماهير تتفاعل مع مراوغات سفيان بوفال وتمريرات حكيم زياش ومناورات عبد الرزاق حمد الله، فيما بقي نايف أكرد وإسماعيل قندوس يقظين أمام مرتدات منتخب الرأس الأخضر، رغم خطورتها. ورغم تراجع أداء اللاعبين فنيا وبدنيا، مقارنة مع ما أظهروه في المونديال، إلا أن الجماهير واصلت الهتاف والتشجيع إلى نهاية المباراة، وسط تفاعل كبير من قبل اللاعبين، في سيناريو بات مألوفا في مباريات الأسود. تغييرات دون جدوى لم ينتظر وليد الركراكي مدرب المنتخب الوطني انطلاق الشوط الثاني، من أجل القيام بالتغييرات الضرورية، بل فعل ذلك قبل ضربة بدايته من خلال إشراك يوسف النصيري وجواد الياميق وأسامة الإدريسي، ثم دخل زكرياء أبو خلال مكان سفيان بوفال، كما قرر تغيير مراكز اللاعبين، أملا في اختراق الدفاع المتماسك لمنتخب الرأس الأخضر دون جدوى. وبدا وليد الركراكي، الناخب الوطني، غير راض عن مستوى اللاعبين، واتضح ذلك في ردود أفعاله أثناء توجيه اللاعبين، وهو يدعوهم إلى الهجوم واستغلال الفرص المتاحة، في الوقت الذي حافظ منتخب الرأس الأخضر على هدوئه وتمركزه الجيد، ما يجعله يخطف تعادلا مستحقا، وكان قريبا من هزم الأسود في بعض المناسبات. زياش يسعد طفلا خطف حكيم زياش، عميد المنتخب الوطني، الأنظار إليه في نهاية المباراة، بعدما أهدى قميصه لطفل صغير تابع المباراة من المدرجات رفقة والدته. ونجح الطفل الصغير، الذي ظل يصرخ باسم زياش أملا في الحصول على قميصه منذ انطلاق المباراة، وهو ما استجاب له الدولي المغربي دون تردد بعد المباراة. وكان سفيان أمرابط أول من أهدى قميصه إلى أحد المشجعين، عقب الانتهاء من حصة الإحماء، فيما فضل لاعبون آخرون توجيه التحية للمناصرين، الذين كانوا يمنون النفس في الحصول على قمصانهم بعد المباراة. مشاكل التنظيم مستمرة شهدت بعض بوابات ملعب المجمع الرياضي مولاي عبد الله فوضى عارمة، بسبب سوء التنظيم، إذ اضطر المشجعون والضيوف إلى قطع مسافة طويلة من أجل الدخول إلى المدرجات المخصصة، أو الانتظار لفترة غير قصيرة قبل أن يأذن لهم بالولوج، فيما ظل مشجعون آخرون خارج الملعب، رغم توفرهم على التذاكر. ورغم فوضى عملية الدخول إلى الملعب، إلا أن السلطات الأمنية تحكمت في زمام الأمور من خلال اعتماد بروتوكول أمني لحفظ النظام العام وتفادي حدوث شغب وتدافع أمام أبواب الملعب، أو عند مغادرته بعد نهاية المباراة. وتابع مباراة الأسود والرأس الأخضر جمهور غفير ناهز 45 ألف مترج، وحضر من مختلف المدن المغربية، إضافة إلى العديد من أنصار الجالية المغربية المقيمة في أوربا، من أجل دعم ومساندة لاعبي المنتخب الوطني رغم الطابع الإعدادي للمباراة. حموشي بالملعب مرة أخرى حضر عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، إلى ملعب الأمير مولاي عبد الله قبل انطلاق مباراة الأسود والرأس الأخضر، من أجل تفقد مخططات العمل الأمني المواكبة لها، بما في ذلك السير والجولان، وتأمين مرافق ومدرجات الملعب، ضمانا لحماية سلامة المتفرجين والمنشآت الرياضية، وكذلك إجراءات الإجلاء والطوارئ وغيرها من التدابير الأمنية الأخرى التي تواكب التظاهرات الرياضية الكبرى. وليست المرة الأولى التي يقوم فيها حموشي بزيارة الملاعب الوطنية قبل انطلاق المباراة، إذ سبق أن فعل ذلك أثناء مواجهة المنتخب الوطني نظيره البرازيلي في طنجة في مارس الماضي، بغرض الرفع من جاهزية وكفاءة عناصر الشرطة والفرق الأمنية المكلفة بالأمن الرياضي، بالنظر إلى الرهانات الكبرى التي تنتظر المغرب أثناء احتضان التظاهرات الرياضية الكبرى. تحية الجماهير دخل لاعبو المنتخب إلى أرضية الميدان قبل ساعتين من انطلاق مباراة الرأس الأخضر، لتحية الجماهير، التي بادلتهم بأحسن منها، من خلال الهتاف بأسمائهم، للتعبير عن مدى افتخارها بهم، أو بالأحرى بما قدمه المنتخب الوطني، سواء في نهائيات كأس العالم بقطر 2022، بوصوله إلى نصف النهائي، أو بعد تألقه في مباراتي البرازيل وبيرو في مارس الماضي. وانطلق حفل استقبال الأسود بأغنية "هالا هالا" وأهازيج فلكلورية امتد صداها خارج الملعب، وتبعتهما عبارة "سير سير"، التي تجاوب معها اللاعبون، ليطلب بعد ذلك منشط المباراة من الجماهير الهدوء لحظة عزف النشيدين الوطنيين، للمغرب والرأس الأخضر. إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن

مباراة المدرجات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مشاكل تغضب نقابات بجهة فاس

الملك يشيد بمغرب الاعتدال والتعايش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات