الحكومة أمام تحد بناء ثروة وطنية

اعتبر وزير السياحة أن الدراسة التي ستعدها لجنة قياس القيمة اللامادية للثروة، يجب أن تكون موضوع تفكير حكومي حتى تكون برامجها واختياراتها المستقبلية مبنية على نتائج وتوجهات هذه القيمة الجديدة ، التي تحدث عنها الخطاب الملكي. وكشف لحسن حداد، في تصريح لـ»الصباح» ، أن تفكير الحكومة يجب أن ينصب على تثمين الإنجازات واستغلال الجوانب الأخرى، في الثروة اللامادية، بشكل جيد، لتساهم هي الأخرى في تحقيق التنمية والبناء الاقتصادي، مشيرا إلى أن المغرب يملك الكثير من عناصر هذه الثروة غير مستغلة، لأن التركيز كله ظل مقتصرا على الرأسمال المادي، خلال الفترة الماضية.وقال حداد إن المطلوب هو تحديد ماهية القيمة اللامادية للمغرب، وحصرها حتى يتم استثمارها بشكل جيد، مضيفا أن هذه القيمة مهمة بالنسبة إلى الدولة، وتشمل أيضا الرأسمالية المعرفية، مشيرا إلى تحقيق التطور لم يعد مرتبطا بالرأسمالية الكلاسيكية، المبنية على أدوات الإنتاج والعمال والرأسمال، بل هناك أدوات أخرى أساسية، منها العلاقات مع الشركاء، والأفكار الجديدة والمعرفة والثقافية المقاولاتية، وهي كلها أشياء لا مادية، يقول وزير السياحة، لكنها مهمة، لأنها توسع شبكة العلاقات، وتحدد القدرة على الإبداع والخلق.وأكد وزير السياحة أن الخطاب الملكي فتح الباب أمام مرحلة جديدة من تدبير الشأن العمومي، «في الماضي، كان قياس تطور الأمم يعتمد على الناتج الداخلي الخام، لكن النمو اليوم يقاس بنسب أخرى، منها قيمة الحياة ومؤشر التنمية الاجتماعية والعلاقات الإنسانية داخل المجتمع والاستقرار والأمن»، فـ»مسألة الاستقرار، ليست مسألة مادية، لكنها أساسية بالنسبة إلى قياس الأمم، لأنها أمور تؤثر على حياة المجتمعات». وقال حداد إن استثمار الدولة في الشق اللامادي من شأنه أن يحقق تطورا يرفع درجات المغرب في مؤشرات التنمية العالمية، معتبرا أن «الخطاب خلق ثورة بالتركيز على هذا المستوى، بعد سنوات من التركيز على البناء الاقتصادي المادي».وفي سياق متصل، قال لحسن حداد إن التساؤلات العميقة التي حملها الخطاب الملكي، تحمل دلالات قوية عن انشغالات الملك بقضايا اجتماعية قريبة من المواطنين، مشيرا إلى أن استفادة فئات اجتماعية، من التنمية، دون أخرى، بقيت تعاني الهشاشة والفقر، يطرح السؤال حول أسباب اقتصار هذه الاستفادة على فئة دون غيرها، وما «هي الميكانيزمات التي يجب الاشتغال بها لتستفيد جميع طبقات المجتمع بشكل متساو»، مضيفا أن الملك قدم أجوبة سابقة عن هذه الأسئلة من خلال مجموعة من المبادرات الاجتماعية، منها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ووفق الوزير حداد، فإن «الملك أعطى تقييما موضوعيا لما حققه المغرب، على مستويات التنمية البشرية والاقتصادية والبنيات التحتية»، من خلال وقفة تأمل أمام تجربة تنموية دامت 15 سنة، وحققت الكثير من الإنجازات على مختلف الأصعدة، في إطار توجه يروم الانتقال بالمغرب إلى مصاف الدول النامية، بالاعتماد على مواردها اللامادية، وهو ما يضع الحكومة أمام تحديات بناء الثروة الوطنية.إحسان الحافظي

الحكومة أمام تحد بناء ثروة وطنية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشيكر: الرأسمال اللامادي سيخلق تنمية قائمة على حاجيات الناس

الملك يطلق ورش تثمين رأسمال المغرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات