مقاهي السيارات تغزو الجديدة

كورونا ساهمت في انتشارها وفوضى القطاع تؤرق المهنيين برزت ظاهرة المقاهي المتنقلة تزامنا مع انتشار فيروس كورونا، بعدما فرضت وزارتا الداخلية والصحة حالة الطوارئ عبر إغلاق المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية. ووجد فيها بعض الشباب العاطل والمطرودين من عملهم ، فرصة ملائمة للحفاظ على الحد الأدنى من المصروف الشهري لهم ولأسرهم. كانت الضرورة تفرض على أصحاب هذه المقاهي (السيارات) التمركز في ملتقى الطرق خارج المدار الحضري وفي الطرق السيارة والأماكن البعيدة، لكنهم، بعد رفع حالة الحظر والحجر الصحي، التحقوا بالشوارع والأزقة داخل المدن، مما أثار حزازات بينهم وبين أصحاب المقاهي القارة. استثمار غامر العديد من الشباب بأموال آبائهم وأمهاتهم بعد بروز المقاهي المتنقلة، وهي ظاهرة إيجابية تدخل في إطار التوظيف الذاتي والاستثمار الشخصي، سيما أن السيارة يمكن استغلالها واستعمالها في مآرب أخرى، وقرروا الاستثمار فيها للحد والتقليل من ظاهرة البطالة. ووجد الكثير من الزبناء، خاصة المدمنين على تناول القهوة، الفرصة ملائمة وساهموا في تنمية مداخيل هؤلاء الشباب، الذين اعتبروا الأمر متنفسا اقتصاديا واجتماعيا لهم. وفي جولة ل "الصباح" شملت على الخصوص شارع النصر، فوجئت بكثرة السيارات المركونة على جانبه المتكئ على الكورنيش، خاصة في المقطع الرابط بين مدارة ثانوية القدس وسيدي بوزيد، كما فوجئت بنوع من الفوضى، نتيجة وضع طاولات وكراس على طول الطوار. يقول سعيد، شاب في مقتبل العمر، متحدثا عن فكرة العمل في سيارة لتقديم خدمة جديدة، "كنت بالدار البيضاء، وشاهدت شابا يعمل على تقديم القهوة عبر سيارته في مدخل الطريق السيار، فأعجبتني الفكرة ولما عدت إلى الجديدة، ناقشت الأمر مع والدي، فرحب بها". وعن الشروط التقنية لإحداث هذا المشروع، أضاف سعيد، "بحثت عن التمويل واستخرجت ترخيصا من المجلس الجماعي، ثم قمت بتجهيز السيارة وهي في ملك والدي، وتوكلت على الله". فوضى واتفق جل العاملين في قطاع المقاهي المتنقلة على انزياح المشروع عن الهدف الذي أنشئ من أجله، إذ لوحظ انتشار الفوضى والسيبة، رغم أن السلطة المحلية تتحرك من حين لآخر للمراقبة والزجر. وصرح محمد واحد من العاملين بالقطاع نفسه، أنه يعاني كباقي أصحاب السيارات بسبب مضايقات أفراد السلطة المحلية (المقدمين ورجال القوات المساعدة)، الذين يلجؤون في العديد من المرات إلى حجز الكراسي والطاولات، التي لا تشكل أي خطورة ولا مضايقة لأحد". واضطرت جميلة وهي طالبة مجازة، التي اشتغلت نادلة في العديد من المقاهي ولم تجد غير الاستغلال البشع في أقبح مظاهره، (اضطرت) إلى اكتراء سيارة مجهزة من شخص مقابل 100 درهم يوميا، تعمل عليها من الثامنة صباحا إلى العاشرة ليلا. وصرحت ل "الصباح"، "أنها مع القانون المنظم للاشتغال في هذا القطاع، فالسلطة المحلية المتمثلة في القائد وأعوان السلطة (المقدمين) ورجال القوات المساعدة، تقوم بالدور المنوط بها، والمتمثل في الحرص على النظام العام، بحجز الطاولات والكراسي المبثوثة فوق الطوار"، قبل أن تضيف، "القانون يعطي لصاحب المقهى المتنقل الاستفادة من كرسيين وطاولة صغيرة ومظلة فقط، ويفرض أيضا تقديم القهوة وقنينة ماء صغيرة وليس "العواصير" وبعض المنتوجات الأخرى". استقرار ساهم تناسل المقاهي المتنقلة واستقرارها في شارع من أهم شوارع المدينة الذي يضم العديد من المقاهي، في خلق نوع من الفوضى والسيبة. وطالبت جميلة، السلطات المحلية بالقيام بخرجات مفاجئة لمراقبة هوية السيارات وأصحابها، لأن بعض المتطفلين على المجال، استغلوا الفراغ القانوني، واقتنوا العديد من السيارات وأكروها للشباب العاطل، فمنهم مثلا من يملك أربع سيارات يكريها بـ100 درهم لليوم، كما طالبت بالحرص على تنقية القطاع لأنه أصبح يضم بعض الذين لا يستحقونه، إذ هناك من حول السيارة إلى "بار" متنقل. وأوضحت أن بعض أصحاب هذه المقاهي ساهموا في إعطاء جمالية للشارع، إذ يحرصون على تنظيفه يوميا، كما أن وجودهم الدائم، أبعد السكارى والمنحرفين وقلل من ظاهرة اعتراض السبيل والاعتداءات الجسدية والسرقة. غضب أصحاب المقاهي شكل تناسل المقاهي المتنقلة منافسة لأصحاب المقاهي القارة، وعبرت جمعيات مهنيي وأرباب المقاهي، عن غضبها الشديد، ووصفت هذه المشاريع بـ"العشوائية" وتشكل منافسة غير مشروعة، خاصة أن أصحابها لا يؤدون أي ضرائب ولا يصرحون بالمشتغلين معهم في صناديق التضامن والتقاعد. وصرح الرداد نرجسي، رئيس الاتحاد الإقليمي للمقاولات والمهن، لقطاع المقاهي، أن الجمعية راسلت عامل الإقليم لإيجاد حل لهذا المشكل، مشيرا إلى أنه ليس ضد المقاهي المتنقلة، ولكن لا بد من التقيد بشروط العمل، التي تفرض الانتشار في الأماكن التي لا توجد فيها المقاهي القارة. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

مقاهي السيارات تغزو الجديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الألمان يستثمرون 93 مليارا في صناعة السيارات

تفاصيل إحباط إغراق الشمال بـ "القرقوبي"

مقالات ذات صلة