فازت بجائزة «كريماي 2023» بالجديدة وتراهن على مشروعها المتخصص بعد 6 سنوات من الخبرة لم يأت فوز الشابة وفاء أولحبيب، ابنة جماعة سكورة مداز ببولمان، بجائزة أمهر صانعة للحلويات في أشهر مسابقات صناعة الحلويات بالمغرب (كريماي 2023)، من فراغ. وتوجت مسارا مهنيا راكمت فيه تجربة محترمة في إعداد أشهر الحلويات التقليدية المغربية، في انتظار إخراج مشروعها الشخصي الذي تراهن عليه لاكتساب شهرة أكبر وطنيا ودوليا. قبل أيام قليلة فقط اعتلت وفاء ذات 34 ربيعا، منصة التتويج بمدينة الجديدة، بعدما احتلت أولى رتب مسابقة الدورة 10 للمعرض الدولي لمهنيي الفنادق والمطاعم والحلويات والمخابز والتغذية المنظمة تحت شعار "سبل تعزيز عودة الانتعاش لقطاع الفنادق والمطاعم والحلويات". تتويج مستحق جاء في أول مشاركة لها في مسابقات من هذا النوع. تفوقت ابنة عبد القادر ممرض سابق ببولمان، على 12 منافسا من مدن أكادير ووجدة وطانطان والدار البيضاء، جلهم نساء. وبرعت في إعداد حلويات تقليدية مغربية، من قبيل "كعب الغزال" و"الغريبة البهلة" و"غريبة باللوز" و"المحنشات" و"البريوات المعسل"، مكونات طبقيها المعدين الذين راقا لجنة التحكيم المشكلة من اختصاصيين في هذا المجال. وتؤكد وفاء الموهوبة بالفطرة، أن فوزها بهذه الجائزة في أول مسابقة تشارك فيها في معرض وطني مهم ظهر للوجود قبل أكثر من عقدين لتطوير قطاع الحلويات والمخابز والمطاعم والسياحة، تتويج لاجتهادها وسعيها المتواصل للتألق، سيما في مجال إعداد الحلويات التقليدية بعدما حصلت على ديبلومات في هذا التخصص. ولدت وفاء بقرية سكورة وعاشت فيها جزءا من طفولتها قبل أن تنتقل عائلتها في 2006 للاستقرار بمدينة أكادير، حيث حصلت على الباكلوريا قبل أن تلج كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر وتحصل على الإجازة في الجغرافيا. هذه الشهادة لم تخول لها العمل، لذلك اختارت ولوج معهد التكوين المهني لدراسة الطبخ بأنواعه، خاصة التقليدي. كرست هذه الشابة حياتها للدراسة والتحصيل والتعلم الذاتي لتطوير موهبتها في الطبخ وصناعة الحلويات. واشتغلت في مخبزة عاما ونصف، لتجد نفسها مضطرة لمغادرة عملها بعد وفاة والدتها، ما اضطرت معه للاستقرار في المنزل طيلة عامين سبقا انتشار فيروس كورونا، وهي فترة استفادت منها كثيرا، بعدما وجهت اهتمامها نحو تسويق ما تنتجه بطرق عصرية. مكوثها بالمنزل لم يمنعها من إبداع طريقة للكسب والتسويق. أحدثت حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي وعرضت خدماتها وما تنتجه من حلويات تقليدية على زبناء افتراضيين في مختلف المدن وحتى خارج أرض الوطن، فكانت الفكرة ناجحة وأصبحت حرفتها رائجة بعدما زاد الإقبال بشكل أكبر على ما تنشره يوميا، سيما في حسابها على "الإنستغرام". وتؤكد أن زبناءها من فرنسا ودول أخرى ومن مدن مغربية مختلفة، يتواصلون معها عبر حسابها وتبعث لهم كل الطلبيات في تواريخ ومواعد مضبوطة، مؤكدة أنها ظلت على هذا الحال طيلة 3 سنوات متتالية، وبشكل زادت معه شهرتها تدريجيا. لم تكن تحتاج لدعاية مسبقة، فجودة ما تنتجه سوق صورة طيبة عن حلوياتها قبل أن تقرر المشاركة في "كريماي". وأوضحت وفاء أنها لم تتأثر بكل ما رافق حياتها في فترات سابقة، ونهضت من جديد وتألقت وصنعت لنفسها شبكة زبناء كسبت ثقتهم في جديتها ومنتوجها، لتأتي هذا المسابقة أو "الفرصة التي انتظرتها طويلا"، و"حفزتني على الإسراع بإطلاق مشروعي الشخصي" عبارة عن "مشتل" مختص في صناعة الحلويات التقليدية، مختلف عن المخبزات. وإذا كانت المخبزات تختص في أنواع مختلفة من الحلويات ونسبة كبيرة منها عصرية، فإن مشروعها الصغير سيختص في التقليدية منها، مؤكدة أنها على وشك إنهاء تجهيز المحل بالتجهيزات والآلات اللازمة قبل الشروع في عملها في غضون الأيام القليلة المقبلة، متمنية أن يكتب لمشروعها نجاح أكبر، متوقعة ذلك بالنظر لسمعتها واحترام الزبناء لها. حميد الأبيض (فاس)