قاض لمتهم: “سير حتى تصح”

جرائم القتل والسرقة والاغتصاب أهم القضايا المعروضة كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا حين أشرف رجال الأمن المكلفون بالتنظيم داخل محكمة الاستئناف بالجديدة على دخول المرتفقين من خلال تخصيص المقاعد الأولى للمحامين، وبعد مرور ربع ساعة رن الجرس، حيث ولجت هيأة الحكم القاعة. وافتتح رئيس هيأة الحكم القاضي بدر سعيد الجلسة بملفات متابع خلالها متهمون في حالة سراح، حيث تم تأجيل أغلبها، لإعداد الدفاع أو لعدم توصل بعض المتهمين. ورغم تأجيل هذه الملفات فقد ظلت القاعة رقم 21 مكتظة بالحاضرين، نظرا لبرمجة ملفات ذات حساسية بالجلسة نفسها، حيث حضر عدد مهم من المحامين يتقدمهم النقيب عبد الكبير مكار، الذي يؤازر أحد المتهمين، حيث اتضح جليا أن هذه الجلسة ستعرف مناقشة ملفات ساخنة ومتورط خلالها متهمين أغلبهم تمت متابعتهم من قبل قاضي التحقيق وقضوا شهورا رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي بالجديدة. مناقشة الملفات بعد عرض الملفات الجاهزة خلال هذه الجلسة، تمت مناقشة بعضها عن بعد، من داخل السجن، ومن بين الملفات التي نوقشت تتعلق بعصابة إجرامية تتحدر من سيدي بنور متخصصة في سرقة أعراض أصحاب السيارات وسائقي سيارات الأجرة. والمثير في هذا الملف المتابع فيه متهمان في عقدهما الثالث من ذوي السوابق القضائية في ميدان السرقة، أنها اعترفا لرئيس الهيأة بتفاصيل ارتكابهما لعملياتهما الإجرامية وكيفية استيلائهما على مبالغ مالية وهواتف محمولة من الضحايا من الجنسين، أغلبهم من سائقي السيارات، إضافة إلى ملف مثير للاستغراب يتعلق بهتك عرض قاصر من قبل "بيدوفيل" حيث حاول بداية التمويه على هيأة الحكم وإنكار المنسوب إليه، قبل أن تتم مواجهته بتصريحات الضحية القاصر، التي تم الاستماع إليها بحضور ولي أمرها وواجهت المتهم بأفعاله الدنيئة التي أثارت استياء هيأة الدفاع وكذا الحاضرين، قبل أن يلتمس ممثل الحق العام الحكم عليه بعقوبة رادعة تتناسب مع خطورة الأفعال المرتكبة. ملفات القتل من بين الملفات المعروضة على أنظار الجلسة المذكورة، ملفات تتعلق بجرائم قتل، حيث تم تأجيل الملف الأول بعدما سبق لهيأة الحكم أن قررت في جلسة سابقة إخضاع الجاني لخبرة طبية للتأكد من سلامته العقلية لحظة ارتكابه الجريمة، إذ سأله القاضي هل قمت بزيارة الطبيب، فأجابه المتهم بالنفي، ثم قال له القاضي "سير حتى تصح وآجي نستامعو ليك" لتقرر هيأة الحكم تأجيل النظر في الملف إلى يونيو المقبل. ومن بين الملفات المثيرة خلال هذه الجلسة، ملف ثان يتعلق بجرائم القتل، توبع خلاله قاتل في عقده السادس بعد تصفية جاره بواسطة بندقية صيد إثر خلاف بين العائلتين تطور إلى اشتباك ثم إطلاق النار، راح ضحيته فلاح في عقده الخامس، حيث اعترف الجاني أنه لم تكن لديه نية قتل جاره، وأن الطلقة النارية كانت عشوائية، بعدما حاول خطف بندقية صيد من يد ابنته لتستقر الرصاصة في وجه الضحية ويفارق الحياة. وبعد مناقشة الملف وكذا مرافعة دفاع الجاني، التمس ممثل الحق العام الحكم بعقوبة تتناسب وخطورة الأفعال المرتكبة، لتختلي هيأة الحكم للتأمل، وبعد المداولة قضت بمؤاخذته بـ 15 سنة بعد منحه ظروف التخفيف، نظرا لانعدام سوابقه القضائية ولكبر سنه. تنظيم داخل الجلسة عرفت هذه الجلسة بعض التشويشات، من قبل نسوة حضرن متابعة أحد أفراد عائلاتهن، إثر أحاديث هامشية بينهن، تكسر هدوء الواجب والاحترام للقاعة، قبل أن يتدخل رئيس الهيأة القاضي بدر سعيد ويأمر الشرطة العاملة بمحكمة الاستئناف والساهرة على تنظيم الجو العام داخل القاعة، بطرد إحداهن التي لمحها وهي تتكلم في الهاتف دون احترام ضوابط الجلسة، وتزامن ذلك مع مرافعة دفاع أحد المتهمين، ما جعل القاضي يأمر مجددا رجال الأمن بإخراجها من القاعة، ويعطي الكلمة للمحامي، من أجل إتمام مرافعته، دفاعا عن متهم متورط في واقعة اغتصاب قاصر. تغيير الهيأة شهدت القاعة نفسها تغيير هيأة الحكم في ملف استدعى إجراء تغيير على القضاة لوجود حالة التنافي، حيث ترأست القاضية بهيجة شوفاري هيأة الحكم في ملف يتعلق بالاستيلاء على عقارات تقدر بالملايير بمنطقة البئر الجديد، التابعة ترابيا لإقليم الجديدة، والمتابع في هذا الملف ثلاثة متهمين في حالة اعتقال، ودامت مناقشته أربع ساعات لتختلي هيأة الحكم بعد مداولة دامت خمس ساعات لتدين هيأة الحكم المتهمين الثلاثة بعقوبة سالبة الحرية، تراوحت ما بين ثماني سنوات وخمس سنوات، واضعة بذلك حدا لهذا الملف، الذي أحيل على غرفة الجنايات منذ السنة الماضية. أحمد سكاب (الجديدة)

قاض لمتهم: “سير حتى تصح”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فتح ملف أحداث مارس 73 بفكيك

سلاح حقائب البترودولار

مقالات ذات صلة