يؤثر سلبا على نمط العيش ولا ينبغي إهمال علاجه يعاني بعض الأشخاص مشكل الأرق الممتد الذي تنتج عنه صعوبة في النوم أو صعوبة الاستمرار فيه، ما يؤثر سلبا على نمط العيش. ويعد الأرق الممتد اضطرابا تنتج عنه عدة مشاكل، منها الشعور المستمر بالإرهاق وتعكر المزاج. عن أسباب وأعراض الأرق الممتد وكيفية علاجه والمضاعفات الناتجة عنه يتحدث الدكتور محمد بلمو، طبيب عام ل"الصباح" في الورقة التالية، التي يتم من خلالها كذلك التوقف عند نصائح للتعايش معه ومحاور أخرى. في ما يلي التفاصيل: احذروا مضاعفاته الخطيرة المرضى مهددون بالإصابة بالسكتة الدماغية وتأثر رغبتهم الجنسية يعتبر الأرق بصفة عامة، من المشاكل التي تترتب عنها مشاكل صحية كثيرة ومضاعفات خطيرة، من أجل ذلك من المهم البحث عن سبب الأرق واستشارة اختصاصي للعلاج. فمن المشاكل التي يؤدي إليها الأرق، سيما الممتد، تباطؤ رد الفعل أثناء القيادة وزيادة خطر التعرض للحوادث. ويمكن أن يسبب الأرق، والذي يستمر طويلا دون الاستفادة من العلاج، اضطرابات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب، أو اضطرابات القلق، وقد يدفع البعض إلى تعاطي المخدرات، وبشكل خاص الأدوية المخدرة. ومن المضاعفات، حسب ما جاء في تقارير إعلامية كثيرة، زيادة خطر التعرض للإصابة بالأمراض طويلة المدى، والأخطر من ذلك، فالأشخاص الذين يعانون الأرق لمدة طويلة، مهددون بالإصابة بالسكتة الدماغية، إذ يؤكد الاختصاصيون أنه تزداد لديهم فرص الإصابة بها نتيجة عدم حصول الجسم على حاجته من النوم،مما يؤدي إلى مشاكل في الدماغ والقلب. كما يمكن أن ترتفع حدة نوبات الربو لدى الشخص المصاب بحساسية الصدر في حال الإصابة بالأرق والحرمان من النوم، علما أن الجهاز المناعي يحتاج إلى الراحة حتى يتمكن من أداء وظائفه بصورة جيدة، وبالتالي فإن الأرق قد يؤثر على صحة الجهاز المناعي وقوته. ويؤكد الاختصاصيون أنه خلال فترة النوم، يحصل الجسم على الراحة اللازمة لتخفيف الآلام المختلفة بالجسم، ولكن في حالة الأرق وقلة النوم، يمكن أن يزداد الشعور بالألم في مختلف أجزاء الجسم، خاصة المناطق التي تعاني مشاكل صحية. وأثبتت دراسات علمية أنه يمكن أن تزداد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون الأرق، باعتبار أن ذلك من مضاعفات الأرق المزمن. كما أنه مع زيادة فرص الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، يرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب، كما أن الأرق يمكن أن يسبب ارتفاع ضربات القلب، وما يعقبه من مشاكل صحية. وفي سياق متصل، فغالبا ما يرتبط الأرق بالجوع والشهية، إذ أن قلة النوم تسبب انخفاضا في هرمون اللبتين، الذي يسمى هرمون الشبع، وارتفاع هرمون الجريلين المعروف بهرمون الجوع، وبالتالي فإن زيادة الرغبة في تناول الطعام من أضرار الأرق، بل وتزداد الرغبة في تناول الأطعمة، الغنية بالدهون والكربوهيدرات. ويمكن أن يسبب الأرق انخفاض الرغبة الجنسية نتيجة الشعور بالتعب الشديد وصعوبة التغلب عليه، فيميل الشخص إلى النعاس والرغبة في النوم، وينطبق كذلك على الرجال والنساء أيضا، علما أن الرجل يمكن أن يصاب بضعف الانتصاب نتيجة الأرق، لأن التعب الشديد والحالة النفسية السيئة تسبب صعوبة الاحتفاظ بانتصاب العضو الذكري لفترة كافية لممارسة العلاقة الحميمة. كما أن انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون الذكوري من مضاعفات الأرق، وهو الهرمون المهم للإثارة الجنسية. إيمان رضيف لمعلوماتك < تؤدي اضطرابات القلق، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، إلى عدم انتظام النوم. ولهذا فالاستيقاظ مبكرا قد يكون علامة على الاكتئاب. وغالبا ما يحدث الأرق الممتد مع اضطرابات الصحة العقلية الأخرى أيضا. < قد تتداخل العديد من الأدوية الموصوفة مع النوم، مثل بعض مضادات الاكتئاب، وأدوية الربو أو ضغط الدم. وتحتوي العديد من الأدوية التي تباع في الصيدلية دون وصفة طبية مثل مسكنات الألم، والحساسية ونزلات البرد، ومنتجات تخفيف الوزن، على مادة الكافيين ومنبهات أخرى يمكنها أن تسبب صعوبة النوم. < إن القيلولة أثناء النهار تؤدي إلى الحرمان الجزئي من النوم، وهو ما يجعل الشخص يشعر بتعب أكثر في الليلة الموالية. < تعد نظافة غرفة النوم وتهيئة كافة الأمور المريحة سواء من ناحية الفراش أو رائحة الغرفة، أمور تسهل النوم. وتلعب التهوية دورا مهما في غرفة النوم. وينصح الخبراء بتهوية غرفة النوم بعد الاستيقاظ وقبل النوم مباشرة لمدة لا تقل عن 15 دقيقة يوميا. يسبب الارتخاء وسرعة الغضب الدكتور بلمو قال إن الأقراص المنومة هي الحل الأخير قال الدكتور محمد بلمو، طبيب عام، إن للأرق الممتد عددا من المضاعفات، منها سرعة الغضب، وفقدان الحيوية في النهار، مبرزا أن العلاج يكون باستهداف السبب المباشر الذي سبب الأرق، وإذا كان الأرق مزمنا فإن الطبيب يلجأ إلى وصف بعض الأدوية، من قبيل الأقراص المنومة. في ما يلي نص الحوار: < يعرف الأرق بأنه صعوبة في النوم، فعندما يخلد الشخص إلى الفراش فإنه يقضي وقتا طويلا قبل أن ينام، وقد يقضي ساعات طويلة وهو يحاول النوم. ويمكن أن يكون الأرق مرحليا أو مزمنا، فعندما يستمر الأمر لشهور وأسبوع يصبح مزمنا. ما هي أعراض المرض؟ كما أسلفنا أن الشخص لا يستطيع النوم بسهولة، وتظهر عليه علامات الأرق في النهار، إذ يكون قليل الحيوية، ولا يركز في دراسته أو عمله، ولا تكون لديه مردودية. < هناك الكثير من الأسباب، ومن بينها الأرق الذي يكون بسبب الفشل في علاقة أو في العمل أو الزواج أو التجارة، أو فقدان أحد الأشخاص، وقد يكون مرتبطا أيضا بأحد الأمراض أو بسبب تناول بعض الأدوية، التي تدخل في تركيبتها الكيميائية بعض المركبات التي تؤثر على هرمون النوم الذي يفرزه المخ. وهناك أيضا بعض الأمراض مثل السرطان والاكتئاب، التي يمكن أن تؤثر على النوم، وبالتالي يصاب الشخص بالأرق. < يمكن القول إنها تتراوح بين ارتخاء الجسم في النهار، وفقدان التركيز، وسهولة الغضب، ويصعب على المصاب أيضا أن يقود السيارة، إذ يكون هناك احتمال أن يقوم بحادث سير، ويمكن أن يصاب الشخص بمتلازمة تحريك الساقين، التي تؤشر على عدم الارتياح. < إذا كان هناك سبب معين معروف، فإن الأرق يزول بمجرد علاج هذا السبب، فإذا كان الشخص يتناول القهوة أو الكحول أو المشروبات الغازية، ويصيبه هذا الأمر بالأرق، يمكن عدم تناول هذه المنشطات، وتجنب استهلاكها في المساء وقبل النوم. وإذا كان المرض مزمنا فإن الطبيب يضطر لوصف بعض الأقراص المنومة للمريض، كما أنه يمكن وصف أدوية للاكتئاب أو الألم، الذي يجعل الشخص لا يخلد للنوم بسهولة. < من الضروري أولا عدم النوم لفترة طويلة في النهار، إذ تكفي استراحة 15 دقيقة، كما يجب عدم التلاعب بساعة الخلود إلى النوم، فحتى لو كان الشخص في إجازة، من المهم الحفاظ على وقت مضبوط للنوم. وليس من العيب أن يكسر الشخص روتين النوم بين الفينة والأخرى، فإذا كان مدعوا لحفلة أو مناسبة أسرية أو غيرهما، فإن ليلة واحدة لن تؤثر عليه، شرط أن يكون منضبطا في باقي الأيام. ويمكن للشخص أن يقوم ببعض الأنشطة في ساعات النهار، من قبيل الرياضة، من أجل الإصابة بالعياء. ولا ننسى التغذية، إذ يجب أن يتناول الشخص وجبته قبل النوم بساعات، ويفضل أن يقرأ الشخص شيئا قبل النوم لأن القراءة تساعد كثيرا على النوم، مع ضرورة تجنب الأجهزة الإلكترونية. عصام الناصيري في سطور - طبيب عام - من مواليد قصبة بني عمار زرهون سنة 1960 - خريج كلية الطب بالرباط - شارك في عدة مؤتمرات طبية داخل المغرب وخارجه 3 عوامل تزيد من حدته تختلف أسباب الشعور بالأرق الممتد من حالة إلى أخرى، كما أن هناك كثيرا من العوامل تزيد من حدته ومنها ثلاثة. ومن أول عوامل الضغط النفسي، أن يؤدي القلق بشأن العمل أو الدراسة أو الصحة أو المال أو العائلة إلى تفكير الشخص طيلة الليل وبقاء ذهنه مشغولا ما تنتج عنه صعوبة في النوم. وتؤدي أيضا أحداث الحياة المسببة للضغط النفسي أو الصادمة مثل وفاة أو مرض أحد الأقارب أو الطلاق أو فقدان الوظيفة إلى الأرق الممتد. أما ثاني العوامل التي تقف وراء الأرق الممتد فهي السفر أو عدم الالتزام بجدول عمل معين ما يؤثر سلبا على إيقاع الساعة البيولوجية وجودة النوم. وكلما كان التفكير في السفر وجدول عمل معين أكثر كلما زادت حدة الأرق وواجه الشخص صعوبة في النوم. وتعتبر عادات النوم السيئة ثالث العوامل المسببة للأرق الممتد، سيما أنها تشمل جدولا زمنيا غير منتظم للنوم والقيلولة، إلى جانب أن استخدام أجهزة الكمبيوتر أو أجهزة التلفزيون أو ألعاب الفيديو أو الهواتف الذكية أو الشاشات الأخرى قبل النوم مباشرة يؤثر سلبا على دورة النوم. أمينة كندي خطوات مهمة ينصح للتخفيف من مشكل الأرق الممتد باتباع عدة خطوات مهمة، منها عدم تناول الكثير من الطعام في وقت متأخر من الليل. ويقول الأطباء إنه لا بأس بتناول وجبة خفيفة قبل النوم، لكن تناول كمية كبيرة من الطعام قد يجعل الشخص يشعر بعدم الراحة الجسدية أثناء الاستلقاء. ومن جهة أخرى، يعاني العديد من الأشخاص أيضا حرقة المعدة، وهو ارتجاع الحمض والطعام من المعدة إلى المريء بعد تناول الأكل، مما قد يجعل المصاب مستيقظا طيلة الليل. ويمكن أيضا أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي للأرق في السيطرة على الأفكار السلبية والأفعال التي تجعل المصاب يقظًا. وعادة ما يكون العلاج السلوكي المعرفي للأرق معادلا أو أكثر فاعلية من أدوية اضطرابات النوم. فمن خلال الجانب المعرفي في العلاج السلوكي المعرفي للأرق، سوف يتعرف المصاب على كيفية تمييز العادات التي تؤثر على قدرته على النوم ومن ثم تغييرها. ويساعد هذا النوع من العلاج في السيطرة على الأفكار السلبية وبواعث القلق التي تجعل المصاب يقظا أو التخلص منها نهائيا. أ. ك