إستراتيجية الجامعة وتعدد مراكز التكوين والاستقرار التقني عوامل ساهمت في التأهل حقق المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة إنجازا تاريخيا بتأهله إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه، بعد نسخة 2013، عقب الفوز العريض على نظيره الجزائري بثلاثة أهداف لصفر في المباراة، التي جمعتهما، أول أمس (الأربعاء) بملعب الشهيد الحملاوي، لحساب ربع نهائي كأس أمم إفريقيا، المقامة في الجزائر إلى غاية الجمعة المقبل. وضرب المنتخب الوطني عصفورين بحجر واحد، عندما تمكن من التأهل إلى نصف نهائي كأس إفريقيا، إذ سيواجه الفائز من مباراة مالي والكونغو، بعد غد (الأحد)، وبلوغ نهائيات كأس العالم، وكذلك مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية، التي باتت تحققها الكرة المغربية في الفترة الأخيرة، خصوصا بعد وصول المنتخب الأول إلى نصف نهائي مونديال قطر. ولم يكن المنتخب الوطني للفتيان ليحقق هذا الإنجاز، لولا العمل الكبير الذي قامت به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في السنوات الأخيرة، من خلال الاهتمام بالفئات الصغرى وإنشاء بطولات محلية وتكوين المدربين، إضافة إلى الاستقرار التقني عبر الاحتفاظ بالأطر الوطنية، التي ساهمت في بعض الإنجازات الأخيرة. وإذا كان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أشاد بدور أكاديمية محمد السادس في وقت سابق، بعد نجاحها في صقل موهبة يوسف النصيري وعز الدين أوناحي ونايف أكرد ورضا التكناوتي، بعد تألقهم في مونديال قطر، إلا أنها لم تكن الوحيدة التي ساهمت في إنجاز منتخب الفتيان، إذ لعبت أكاديمية الجيش الملكي والفتح الرياضي ومراكز التكوين لعدد من الأندية الوطنية في تعزيز المنتخب الوطني بمواهب صاعدة، نجحت في فرض مكانتها في "كان الجزائر" للفتيان. وما يوضح نجاح الأكاديمية ومراكز التكوين في سياستها تطعيم المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة بأكبر عدد من اللاعبين، إذ يضم سبعة لاعبين من أكاديمية محمد السادس، وستة لاعبين من الجيش الملكي، وأربعة من الفتح الرياضي، إضافة إلى أربعة محترفين، ويتعلق الأمر بآدم بوفندار من جوفنتوس الإيطالي وعثمان الإدريسي وزكرياء الوزان من أجاكس أمستردام الهولندي ومحمد حموني من لوهافر الفرنسي. وإضافة إلى مراكز التكوين والاستقرار التقني، كان للبنيات التحتية الرياضية المتطورة وجودة أرضية الملاعب، سواء بمركز محمد السادس لكرة القدم أو في مختلف الأكاديميات دور كبير، في صقل المواهب، وهي السياسة الرياضية التي راهن عليها فوزي لقجع، رئيس الجامعة، في الارتقاء بالممارسة الكروية بالمغرب، في الوقت الذي وضع إستراتيجية رفقة الإدارة التقنية الوطنية، لتوحيد البناء التقني لجميع المنتخبات، من الفئات الصغرى إلى المنتخب الأول ذكورا وإناثا، لتكوين أسلوب كروي مغربي محض، ساهم في تأهل المنتخبات الأولى وفئة أقل من 17 سنة الذكورية والنسوية للمونديال. شيبا: جنينا ثمار سياسة الجامعة قال سعيد شيبا، مدرب المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، إن التأهل إلى نهائيات كأس العالم ونصف نهائي كأس أمم إفريقيا ثمرة مجهودات مضنية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. واعتبر شيبا الانتصار العريض بثلاثة أهداف لصفر على منتخب الجزائر مستحقا، بالنظر إلى الطريقة الجيدة التي لعب بها المنتخب الوطني ومدى حرصه على تطبيق التعليمات. وأضاف شيبا في الندوة الصحافية، أن سياسة فوزي لقجع، رئيس الجامعة ساهمت بشكل جلي في تأهل الفتيان، نظرا للاهتمام بهذه الفئة وحرصه على تكوينها من خلال إحداث العديد من مراكز التكوين والأكاديميات. وأكد شيبا أن التأهل إلى كأس العالم حلم بالنسبة إلى هؤلاء اللاعبين الصغار، لأنه سيتيح لهم فرصة خوض بطولة كبرى، في انتظار مشاركتهم في تظاهرات قارية وأولمبية خلال السنوات المقبلة. واعترف شيبا أن المنتخب الوطني للفتيان لم يكن مطالبا بالنتائج، خصوصا في هذه الفترة الحالية، التي يسعى من خلالها لتحضيرهم للمستقبل، وتابع "لكنها أتت ونحن سعداء بهذا الإنجاز، والتأهل للمونديال أمر جيد بالنسبة إلينا". الأشبال أذهلوا 30 ألف مشجع جزائري قدم أشبال سعيد شيبا، مدرب المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، مستوى جيدا، استحسنه جميع المتتبعين من الناحيتين التقنية والتكتيكية، دفعهم إلى فرض ضغط متقدم منذ بداية المباراة، في الوقت الذي تعاملوا مع جميع أطوار المباراة دون تسرع، مستغلين بذلك أخطاء الدفاع الجزائري، خاصة من الجهة اليسرى، التي استغل ضعفها اللاعبون. وتفوق المنتخب الوطني في الجهة اليسرى للمنتخب الجزائري، ونجح في اختراقها منذ الدقيقة 28، ليسجل عبرها المنتخب الوطني للفتيان الهدف الأول، بواسطة زكريا الوزان، قبل أن يعود اللاعب ذاته في الجولة الثانية ليسجل الهدف الثاني في الدقيقة 57، في الوقت الذي اختتم أدم شاكر النتيجة في الدقيقة 86. وحاول المنتخب الجزائري للفتيان استفزاز الأشبال، من خلال التظاهر بالسقوط في منطقة الجزاء، أو عبر اصطياد ضربات الأخطاء على مشارف مرمى الحارس طه بلغوزيل، غير أن يقظة الدفاع المغربي حالت دون ذلك، في الوقت الذي استغل الهجوم الثغرات والمساحات الفارغة في إحداث عدد من الفرص السانحة للتسجيل، اكتفى من خلالها بتسجيل ثلاثة أهداف فقط. وفرض المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة احترامه أمام الجميع، خاصة أنه لعب أمام منتخب مساند من قبل 30 ألف متفرج، رغم جميع المحاولات من الإعلام والمسؤولين الجزائريين، الذين سعوا إلى التقليل من قوة الأشبال. دروس شيبا وأشباله مدرب المنتخب طالب بعدم القسوة واللاعبون يواسون المنافس لقن المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة رفقة مدربه سعيد شيبا، العديد من الدروس والعبر، للمنتخب الجزائري وجمهوره وإعلامه، قبل وبعد انتهاء مباراتهما، مساء أول أمس (الأربعاء) بملعب الشهيد الحملاوي بقسنطينة، لحساب ربع نهائي كأس إفريقيا للفتيان، التي تحتضنها الجزائر إلى غاية 19 ماي الجاري. وساهم شيبا بقدر كاف من الدروس والعبر الموجهة إلى الجزائريين، بداية بتصريحاته قبل المباراة، عندما اعتبر أنها ليست ثأرية، من الهزيمة بالضربات الترجيحية في نهائي كأس العرب، وأن الهدف من المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا تكوين اللاعبين، وإعدادهم للمراحل المقبلة من مسارهم الرياضي. وزاد شيبا من منسوب الضغط على الجزائريين، من خلال رفضه الحديث عن مستوى منتخب بلادهم، بعد نهاية المباراة، بسبب احترامه لزميله الجزائر رزقي رمان. ودعا شيبا الإعلام الجزائري والمسؤولين إلى عدم التعامل بقسوة مع خروج المنتخب الجزائري من المنافسة، وعدم تأهله إلى نهائيات المونديال، لأن اللاعبين في طور التكوين والتعلم، ويجب الأخذ بيدهم، وأن المباريات التي يجرونها حاليا، تدخل في تكوينهم، سيما أن اللاعبين في هذه السن، يحتاجون إلى الدعم. ومن الصور التي وجهها لاعبو المنتخب الوطني لنظرائهم الجزائريين، معانقتهم بعد نهاية المباراة، ومواساتهم بعد الخروج من النهائيات. لقطات صورة قدم المنتخبان المغربي والجزائري لأقل من 17 سنة ومدربيهما، صورة جيدة في الروح الرياضية، من خلال الصورة الجماعية، التي التقطاها معا، قبل انطلاقة المباراة. وتابع الجمهور الرياضي عبر العالم، الصورة الجماعية للمنتخبين، الشيء الذي صفق له الجمهور القسنطيني كثيرا، وأثار ارتياح المسؤولين بالكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، في الوقت الذي التقط المدربان سعيد شيبا ورزقي رمان صورة تذكارية أيضا. "بوليساريو" حاول المشرفون على النقل المباشر للمباراة استفزاز المغاربة، من خلال وضع راية الجمهورية الوهمية، لبضع ثوان، في الخانة المخصصة للنتيجة، وحجبها بسرعة. ويبدو أن المشرفين على نقل المباراة، كانوا يتعمدون وضع الألوان الخاصة براية الكيان الوهمي، ما أثار الكثير من التساؤلات. تقدير خرج المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة تحت تصفيقات الجمهور القسنطيني بملعب الشهيد الحملاوي، بعد نهاية المباراة. وعلمت "الصباح"، أن الأمن والجمهور والعاملين في الفندق، الذي يقيم فيه المنتخب الوطني، صفقوا كثيرا لبلوغ الأشبال نصف نهائي كأس العالم على حساب منتخب بلادهم. حصة خاض لاعبو المنتخب الوطني للفتيان حصة تدليك في حمام الثلج، بعد نهاية المباراة أمام الجزائر، مساء أول أمس (الأربعاء)، لحساب ربع نهاية كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة. وعلمت "الصباح"، أن سعيد شيبا، مدرب المنتخب الوطني، اتفق مع الطاقم التقني والطبي برمجة حصة استرخاء في حمام الثلج بملعب قسنطينة، قبل مغادرته في اتجاه الفندق. إنجاز: صلاح الدين محسن وعيسى الكامحي