أصوات يهودية من الذاكرة : سامي المغربي… عاشق الزين

"سالوني الناس كيف نغني/ ونطيق نصلي بالناس/ قلت عمري ما نسلم في فني/ نعبد ربي ونزهي الناس/ أنا المغربي طول عمري/ سامي اللي حب جميع الناس" بهذا المقطع الغنائي انساب صوت الراحل سامي المغربي في إحدى أغنياته. المقطع الغنائي يلخص فلسفة الفنان سامي المغربي في الحياة، والقائمة على رفع التعارض بين الفن والموسيقى وإسعاد الناس من جهة وبين القيام بالواجبات الدينية، فضلا عن التمسك بالانتماء إلى الوطن والحب المفتوح على كل أجناس البشر والقابل لكل صورة على طريقة محيي الدين ابن عربي.هو "سالومون أمزلاغ" الشهير باسم "سامي المغربي" واحد من الأصوات التي طبعت الأغنية المغربية منذ ظهوره في المشهد الفني خلال مطلع الخمسينات، وقدم ألوانا غنائية مزج فيها بين أنماط مختلفة اشتملت على الشعبي والعصري والطرب الغرناطي، كما قدم سامي نماذج من طرب الملحون.ولد سامي المغربي سنة 1922 بآسفي، وكان والده يمتهن فن الخياطة التقليدية، وبعد فترة قصيرة انتقلت الأسرة إلى الرباط واستقرت بحي حسان حيث كان قسم كبير من يهود العاصمة مستقرين هناك، وكان يتردد كثيرا على ملاح المدينة العتيقة بالرباط، حيث تتلمذ على يد العديد من الأسماء الفنية اليهودية منها ليوني المغربي وتعلم العزف على آلة العود بالمعهد الموسيقي بالدار البيضاء في ما بعد، وفي الوقت نفسه أصبح مديرا تجاريا لإحدى الشركات بالعاصمة الاقتصادية، قبل أن يستقيل من وظيفته ليتفرغ بشكل نهائي للفن.بدأ سامي المغربي مساره الغنائي بأداء قصائد الملحون والصنائع الأندلسية، قبل أن ينتقل إلى أداء أغانيه الخاصة والتي استهلها بأغنية "عمري ما ننساك يا مامّا".تأثر سامي في بداياته الغنائية بسليم الهلالي، كما انتقل من "البيوتيم" (نوع من الغناء الديني اليهودي) إلى الغناء العاطفي، ومن بين أشهر الأغاني التي قدمها "ذاك الزين الغالي"، و"مارشي نوار"، "العين القتالة"، و"يا وحيدة"، و"لو كانوا عندي الملايين"، و"يا عاشق الزين"....خلال فترة الخمسينات سيسطع نجم سامي المغربي وتتوالى الأسطوانات الغنائية التي كان ينتجها، وكانت تلقى رواجا كبيرا في أوساط المغاربة، إلى أن أتيحت له فرصة اللقاء بالملك الراحل محمد الخامس الذي خصه بأغنية "ألف هنية وهنية" بعد رجوعه من المنفى، فأصبح المغني المفضل لديه، الشيء الذي جعله يدخل البلاط الملكي في العديد من المناسبات.وفي مطلع الستينات، انتقل سامي المغربي إلى كندا، ليواصل مساره الفني هناك، لكنه انقطع عن الغناء لمدة سبع سنوات، تفرغ فيها للإنشاد الديني اليهودي بعد أن أصبح حاخاما، قبل أن ينتقل إلى إسرائيل نهاية الستينات، ويستقر لفترة هناك قبل العودة مجددا إلى كندا.في أواخر حياته كثيرا ما كان يتردد على المغرب، وأحيى به بضع سهرات، كما تم تكريمه سنة 2005 بالتلفزيون المغربي، إلا أن وطأة المرض اشتدت عليه في سنواته الأخيرة، إلى أن توفي سنة 2008 بكندا، وكان حينها يستعد لزيارة المغرب، فدفن هناك.عزيز المجدوب

أصوات يهودية من الذاكرة : سامي المغربي… عاشق الزين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نفائس فاس العتيقة : الخليفة الموحدي بنى باب محروق لصلب معارضيه

عصابة تتسبب في وفاة طفل بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات