فوضى في أسعار السمك بالبيضاء

مواطنون يستنكرون ارتفاع الأسعار في مناطق دون غيرها والتجار ينفون التهمة عنهم غالبا ما يرتبط شهر رمضان باستهلاك أنواع معينة من الأغذية بشكل كبير. وهذا ما يجعل أسعارها ترتفع بشكل ملحوظ، من بين تلك المواد الأسماك بمختلف أنواعها. لكن الملاحظ هذه السنة، أن ارتفاع أسعارها اقتصر، سيما في البيضاء، على منطقة دون غيرها، الأمر الذي يتسبب في فوضى عارمة ، لا يمكن أن يحد منها، إلا تدخل الجهات المسؤولة. في حين يظل المواطن البيضاوي، الضحية الأولى. أسعار السمك بسوق «بدر» بنواحي بوركون، لا تختلف بشكل كبير عن الأسعار المحددة في السوق المركزي، لكن الاختلاف يمكن أن يلمسه المواطن عند التسوق من أحد أسواق الأحياء الشعبية بالمدينة ذاتها، إذ يمكن أن ينخفض السعر بنسبة 50 في المائة. ورغم أن الجودة ذاتها في جل الأسواق، يصر تجار أسواق الأحياء الراقية على رفع الأسعار، لأسباب خاصة، مستغلين الإقبال الكبير على السمك خلال شهر رمضان. سوق بدر "كيشوي" البيضاويين في أحد الأزقة الراقية بالبيضاء، يوجد سوق «بدر». يظهر من الوهلة الأولى أن زبناءه من فئة معينة، وهو السبب الذي يجعل تجار السوق يرتبون ويزينون سلعتهم، محاولين إثارة انتباهها. عند حدود الساعة 10 صباحا من يوم رمضاني، ارتفعت فيه الحرارة لتصل إلى 28 درجة، توجه بيضاويون إلى السوق استعدادا لتحضير وجبة الإفطار، التي لابد أن تكون متنوعة. تجار السمك، وضعوا سلعهم على الواجهة الأمامية لمحلاتهم، البعض منهم وضع عليها قطعا من الثلج، فيما آخرون اكتفوا ب»رشها» بالماء البارد لتحافظ على طراوتها. يحرص التجار على عرض أنواع السمك التي تلقى إقبالا كبيرا خلال شهر رمضان، من قبيل «الصول» و»الميرلا» و» الكروفيط»... كل شيء عاد في هذا اليوم، باستثناء الأسعار التي حددها التجار لبيع سلعهم. «أسعار السمك ارتفعت بشكل كبير خلال رمضان، فسعر «الميرلا» بلغ 150 درهما، فيما «الكروفيط» 120 درهما»، وحتى السردين تجاوز سعره 25 درهما»، ويضيف زبون أن التجار يستغلون فرصة الإقبال الكبير الذي يشهده السمك في رمضان، ليحددوا أسعارا باهظة، غير مبالين بالزبون، ولا بقدرته الشرائية. رغم أن فوضى الأسعار تشمل أغلب المواد الغذائية التي تعرف إقبالا خلال رمضان، لكن فوضى أسعار السمك تكون بشكل كبير. ففي سوق «بدر» تختلف الأسعار من محل إلى آخر، إذ في الوقت الذي حدد تاجر سعر «الكروفيط» في 120 درهما، جعل محل آخر سعره لا يتجاوز 90 درهما، علما أن الجودة لا تختلف بين الاثنين. «على العموم، يمكن للتاجر أن يرفع أو يخفض السعر على حسب الزبون، عينو ميزانو»، يقول الزبون، مضيفا أن الأمر يعتمد على معايير يعلمها التجار وحدهم. تجار: نضطر إلى رفع أسعار السمك لأننا نقتنيه باهظا رغم أن السوق المركزي فقد نوعا ما رواجه، وصار وجهة السياح لالتقاط الصور دون التبضع، تعد أسعار السمك فيه مرتفعة مقارنة مع أسواق أخرى، لكن عادل، بائع السمك به، أكد أن الأسعار تختلف من يوم إلى آخر. وأكد في حديثه مع «الصباح» أن سعر «الصول» يمكن أن يبلغ أيام رمضان أزيد من 140 درهما، فيما ينخفض سعر إلى 120 درهما في أيام أخرى، والأمر نفسه بالنسبة إلى أنواع أخرى من السمك، إذ من الممكن أن لا يتجاوز سعر «ميرلا»، في الكثير من الأيام، 90 درهما. وحدد المتحدث ذاته سبب اختلاف الأسعار خلال رمضان، في ارتفاعها وانخفاضها في سوق السمك بالجملة «يمكن أن يتضاعف سعر السمك بالجملة، الأمر الذي يضطر معه التاجر إلى رفع الأسعار على الزبون ، إذ في الوقت الذي نشتري فيه صندوق سمك «ميرلا» ب1200 درهم في الأيام العادية، نقتنيه في رمضان بأزيد من 1500 درهم». وأضاف عادل أنه غالبا ما ترتفع أسعار السمك خلال رمضان «ولكن الأمر لا يتوقف علينا، إنما على سعره في سوق الجملة».الأسواق الشعبية أقل غلاء في الوقت الذي يؤكد فيه تجار السمك أن لا دخل لهم في فوضى الأسعار واختلافها من سوق إلى آخر، نجد أن الأسعار في الأسواق الشعبية تختلف بشكل كبير عن الأسعار بالأسواق الراقية. ففي سوق بورنازيل، يبلغ سعر الكروفيط» 60 درهما، علما أن جودته لا تختلف عن جودة ما يعرض بالأسواق الراقية، فيما «الصول» يبلغ سعره 70 درهما، والميرلا» من النوع الجيد55 درهما. يقول بائع السمك في السوق عينه، أن اختلاف سعر السمك يحدده الموقع الذي يوجد فيه السوق، إذا غالبا ما يكون السعر مرتفعا في الأسواق التي تقصدها الفئات الغنية، أما الضعيفة أو المتوسطة فتقصد الأسواق الشعبية. ويضيف التاجر أنه في الوقت الذي يجد فيه تاجر السوق الشعبي أن أسعار السمك مرتفعة ولن يقو زبناءه على اقتنائها، لا يشتريها، ويفضل أن يقتني ما هو مناسب لقدرتهم الشرائية، «صحيح أن الأسعار ترتفع خلال رمضان، وفي الأسواق الشعبية أيضا، نظرا للإقبال الكبير الذي تعرفه بعض المواد، إلا أنها لا يمكن أن تصل إلى الأسعار التي يحددها تجار الأسواق الراقية». إنجاز: إيمان رضيف )

فوضى في أسعار السمك بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحشيش ...رواج منقطع النظير في رمضان

العالـم يواجـه مؤامـرات طبيعيـة وتقنيـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات