الحشيش …رواج منقطع النظير في رمضان

حركة غير عادية تشهدها مجموعة من الأحياء الشعبية بالبيضاء، خاصة الفداء ومولاي رشيد والحي المحمدي، قبل ساعة أو ساعتين من الإفطار، أشخاص يقفون في أزقة محددة، يعرفها مسبقا زبناؤهم أو يخبرونهم بها عبر الهواتف المحمولة، ينتظرون قدوم آخرين يرغبون في قطعة حشيش يقضون بها ليلة رمضان. بين الفينة والأخرى تتوقف دراجة نارية على متنها شخص أو شخصين أمام بائع المخدرات، يتبادلان حديثا قصيرا فيخرج البائع قطعة حشيش من أحد جيوب سرواله أو معطفه وأحيانا من جواربه أو من مكان غير بعيد يخبئها فيه زيادة في الاحتياط وحتى لا يضبط متلبسا، يسلم قطعة الحشيش للزبون الذي يضغط عليها بأصابع يده لمعرفة مدى صلابته ثم يمررها على أنفه لشم رائحتها فيسلم البائع مبلغا ماليا ويغادر المكان.عملية تفقد جودة البضاعة وأداء ثمنها من قبل الزبون لا تتعدى في أغلب الأحوال دقيقتين أو ثلاث درءا للشبهات وخوفا من دورية أمنية أو رجال شرطة بزي مدني، ليستمر البائع واقفا في مكانه بالزقاق الذي غالبا ما يختاره بعناية، ويحرص على أن يكون فسيحا ويسمح له بالهروب من اتجاهات مختلفة في حال ما إذا تمت مطاردته من قبل رجال الأمن.تزداد حركة بيع الحشيش مع اقتراب موعد الإفطار، وتنتاب البائعين والمشترين حالة اطمئنان وإحساس بأن المداهمات الأمنية سوف لن تكون في ذلك اليوم، تستمر عملية البيع إلى أن يؤذن المؤذن معلنا صلاة المغرب، وتستمر أحيانا إلى ما بعد الإفطار.أغلب مدمني الحشيش يقتنونه قبيل الإفطار حتى يتسنى لهم تدخين أول لفافة مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار لتعيد لهم «المجاج» كما يحلو لهم تسميته، لكل مكان خاص لتناول الحشيش، لكن المقهى تبقى المكان المفضل لبعضهم. لا تسمح كل المقاهي بتدخين الحشيش داخلها، بل هناك مقاه خاصة بهذا النوع من الزبناء، بعضها يشتغل طيلة أيام السنة، وبعضها يتخصص في استقبال هذا النوع من المدمنين خلال شهر رمضان فقط.تفتح المقاهي أبوابها قبيل الإفطار، خاصة أن بعض المولعين بالحشيش يفضلون تدخينه في أقرب وقت بعد الإفطار، وبالتالي فهم لا يتحملون قضاء وقت في المنزل وسماع ملاحظات الأب أو الأم أو أحد الأقرباء في حال ما إذا نهض مستعجلا من مائدة الإفطار.لا رائحة تعلو على رائحة الحشيش داخل المقهى وحتى بمحيطها، وأغلب الزبناء داخلها منهمكون في تدخين الحشيش فرادى أو جماعات، وغالبا جماعات، بحكم أنهم من مدمني لعب «الكارطا» كذلك.بين الفينة والأخرى يصدر كلام يعبر من خلاله صاحبه عن نشوة تملكته بسحب نفس أو نفسين عميقين من لفافة الحشيش، ليلتفت نحوه الجميع وتبدأ الأيادي تمتد نحوه مطالبا إياه بأن يسلمها اللفافة لكي تتأكد من جودة الحشيش الذي يدخنه.السخاء التام داخل المقهى ولفافات الحشيش مشاع بين زبنائها الذين غالبا ما يعرفون بعضهم جيدا بحكم ترددهم اليومي على المقهى نفسه. الطلبات لا ترد، ويوميا يتم الحديث عن النوع الجيد والرديء من الحشيش، ليستفسر الجميع عن بائع النوعين ويطلب البعض من صاحب اللفافة الجيدة أن يتحدث له مع مزوده بالحشيش ليصبح زبونا له.يبدأ تدخين الحشيش ولعب «الكارطة» في هذا النوع من المقاهي مباشرة بعد الإفطار ويمتد إلى حين اقتراب صلاة الفجر، ووحده الجوع يدفع بعض روادها إلى الاستئذان والرحيل، إذ بين الفينة والأخرى يغادرها فوج من الزبناء المقهى بعد أن يتملكهم الجوع في حين يتناول آخرون وجبات العشاء أو حتى السحور بالمقهى، قبل أن يغادروها ضاربين موعدا في الليلة الموالية من رمضان. الصديق بوكزول

الحشيش …رواج منقطع النظير في رمضان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

احتقان بشيشاوة بسبب مطرح النفايات

فوضى في أسعار السمك بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات