مسرحية من تأليف عبد الرحمان بن زيدان تحكي العلاقة الجدلية بين الافتراضي والواقعي حلت فرقة جمعية وامراس للتنمية الثقافية، بمسرح تازة العليا، لتكتب سطرا آخر من مسرحيتها "المقال الأخير" للدكتور عبد الرحمان بن زيدان وإخراج عبد الإله عاجل، في جولة فنية تتواصل لما بعد شهر رمضان، بعدما استضافتها 4 مدن منها الحاجب ومكناس والجديدة، في إطار جولة وطنية نظمت بتنسيق قطاع الثقافة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل. وتدعو المسرحية جمهورها لنص يبنى بجمالية ويتبناها لتحقيق فرجة مطلوبة وتواصل مباشر مع متلقين ومشاهدين له وشاهدين على وقائعه في قالب كاريكاتيري ببعد درامي وسينوغرافي يتحول فيه الممثل إلى ميتافيرس ليؤصل إلى اتجاه مسرحي ونظرية "كاريكا تياتر" تستثمر الفن لبعث رسائل اجتماعية حبك مؤلف العمل ومخرجه، طريقة تقديمها. ويحرص مبدعو المسرحية ويشخصها الممثلون عبد الإله عاجل وسعاد خيي ونجوم الزهرة، على مواكبة ومسايرة منظومة التكنولوجيا الحديثة منهجا فنيا وتقنيا جديدا، بطريقة احترافية ناقلة قضية وقصة امرأة معاصرة تسائل ماضيها وطفولتها وجنسها وواقعها وأفق انتظاراتها، كما موقف الناس من الخدمة الإعلامية التي تصبح "صوت من لا صوت له". وتدور أحداثها حول "وردية" المرأة التي تتحرك من خلالها كل وقائع أحداث هي محورها، فتنوب عن أصوات كل النساء مع حضور صوت الجدة/ الممثل لزمن الحكي والمساهم في تنامي السرد الباني لمحطات البوح والتصريح الذي يكشف خبايا السيطرة المطلقة لمجتمع مستحوذ على الخصوصية والذاتية، مجتمع غارق في ذكوريته. تروي "وردية" للجمهور، في لحظة رفض وانتفاضة، عمن خانوا المدينة وغادروا كراسيهم الفاخرة أو تركوها فارغة والهاربين من واقع زمانهم وطموحاتهم، إلى الحلم والوهم، وعن العلاقة الجدلية بين العالم الافتراضي المتماه مع العالم الواقعي. وذلك عبر السفر السردي والسينيكي لتتحول من امرأة بسيطة عاطفية لشخصية عاقلة وناضجة بوعيها التاريخي. والمسرحية رابع عمل تحتضنه مديرية الثقافة بتازة في رمضان، بعد مسرحيات "لكذندوبي" و"شطرندلس" و"التنين... يا إمبراطور الصين" للمخرج حسن الفايز، و"غشية" لمخرجها رضا التسولي و"لهبال فيه ويه" لمخرجها يوسف حامدي على أن تعرض يوما 29 أبريل و6 ماي، مسرحيتي "المنسية" لعبد الرحيم النسناسي و"بودهوار" لعبد الحق الزروالي. وعرف مدينة تازة في 4 أشهر فقط، عرض 14 مسرحية لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، إذ استطاعت مديرية الثقافة بالمدينة استقطاب أجودها وجلب أسماء وممثلين مشهورين ضمن أنشطة مسطرة للحفاظ على التراث الوطني والجهوي والمحلي وتثمينه وصيانته والتحسيس بأهميته في الحفاظ على الهوية الوطنية. حميد الأبيض (فاس)