بودريقة: هذه حقيقة تذاكر المونديال

تستضيف "الصباح" خلال كل جمعة من شهر رمضان، سياسيين ورياضيين ومثقفين ونقابيين وفاعلين جمعويين، في إطار ركن "فطور الصباح"، لمناقشة قضايا موضوع جدل واهتمام من قبل المواطنين. بودريقة: هذه حقيقة تذاكر المونديال نائب رئيس الجامعة قال إن المغرب يعيش نهضة كروية لا يجوز الطعن فيها وانتقد طريقة تسيير البدراوي للرجاء قال محمد بودريقة، رئيس الرجاء الرياضي، نائب رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، والنائب البرلماني عن التجمع الوطني للأحرار، إن البلاد تعيش نهضة كروية على جميع الأصعدة، ولا يجوز أن ننعت رئيس الجامعة فوزي لقجع ب"الفاسد". وأوضح بودريقة في حوار "فطور الصباح" نظم الجمعة الماضي، بمقر الجريدة، أن لقجع أقنع الدولة بالاستثمار في الرياضة، وبات المغرب مثالا لا يجب الطعن فيه، ومنح أعداء الوطن فرصة لضربه أمام المؤسسات الدولية. وأضاف بودريقة أن الرجاء "يسير في طريق مجهول"، وأن الرئيس الحالي عزيز البدراوي "ماعارفش شنو باغي"، مبرزا أن الجميع بات يسير الرجاء اليوم، نافيا أن تكون له علاقة بالأزمة المالية الحالية، التي هي نتيجة تراكمات مكاتب مسيرة سابقة. وبخصوص أزمة تذاكر كأس العالم، نفى بودريقة أن يكون للجامعة دخل في السوق السوداء، إذ قال إن 58 ألف تذكرة بيعت قبل المواجهة بأسابيع في كل العالم، فيما تمكنت الجامعة من نيل 10 آلاف تذكرة بصعوبة، وكان عليها توزيعها على 100 ألف مغربي حلوا بالدوحة. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: العقيد درغام وعبد الإله المتقي ونور الدين الكرف / تصوير: عبد اللطيف مفيق بصفتك نائب رئيس الجامعة، ما تقييمك للمرحلة الحالية لكرة القدم المغربية، بعد إنجاز المنتخب ؟ اشتغلت الجامعة الملكية لكرة القدم، على أوراش كبرى، على غرار تطوير البنية التحتية وكرة القدم عامة، ناهيك عن المنتخبات الوطنية التي تتحدث عنها نتائجها. إنجاز المنتخب الأول في كأس العالم، دليل على ذلك، بالإضافة إلى تأهل المنتخب النسوي لكأس العالم، وهذا في حد ذاته إنجاز، ثم المنتخب النسوي أقل من 17 سنة، دون أن ننسى منتخب القاعة. يمكن اعتبارها نهضة كروية على جميع الأصعدة. حققت الأندية الوطنية أيضا إنجازات، لدرجة أن "السوبر" الإفريقي كان مغربيا خالصا. لدينا أيضا مشاريع نعمل عليها وأولها تنظيم كأس العالم 2030 الذي يسهر عليه الملك محمد السادس، بالإضافة إلى كأس إفريقيا 2025 التي يرغب المغرب في استضافتها. بفضل توجيهات الملك. منذ مناظرة الصخيرات في 2008، كرة القدم الوطنية حققت تطورا كبيرا وملموسا. هل ترى أن الأندية قادرة على مسايرة هذه النهضة ؟ يجب التفريق بين الأندية وتسييرها اليومي، وبين الجامعة. القرار الأخير للمكتب المديري للجامعة ماض في الاتجاه نفسه، للفصل بين المنتخبات الوطنية وتطوير كرة القدم والبنية التحتية، والبطولة الوطنية. في أوربا بدأ الاحتراف منذ سنوات طويلة، في وقت مازال جديدا في المغرب. لدينا نجاحات على المستوى القاري، لكن بموازاة ذلك، هناك مشاكل تسييرية داخل الأندية. من الطبيعي أن تكون هناك تذبذبات لدى الأندية في مسايرة هذا التطور. هل ترى أن العصبة تقدم الإضافة بالتصور الحالي ؟ يجب أن تكون قادرة على ذلك، ونحن سنعطيها الفرصة. أنا من شهد على تأسيس العصبة الاحترافية، إذ طالب رؤساء آنذاك باستقلاليتها، وأعتقد أن الوقت حان لنيل ذلك. ستكون هناك مشاكل في البداية، لكن يجب مواكبة هذا الأمر. كيف هي علاقتك مع فوزي لقجع ؟ علاقتي برئيس الجامعة عادية وجيدة، يسودها الاحترام ونعمل مجتمعين في عدد من الملفات. خلافات الماضي بقيت في الماضي. ما حقيقة ديون الرجاء، خاصة أن البعض يتهمك بأن تسييرك كان وراء تراكم ديون الفريق ؟ يجب أن يعلم الجميع أن الرجاء يصرف أكثر من مداخيله. رغم أن مداخيل الفريق تتنوع من جماهير ومستشهرين، غير أن ذلك يبقى غير كاف لناد بحجم الرجاء. يجب على الرئيس تدبير الأمور المالية. في عهدي لم تكن أزمة، وتركت ميزانية النادي برقم عاد. تكلم الرئيس الذي أتى من بعدي عن التزامات على أنها ديون، وبعد ذلك كثر القيل والقال. حصل النادي على مداخيل قياسية بعد الفوز بكأس العرب، غير أن ذلك لم يكن كافيا. من الطبيعي أن يكون الفريق مدينا بثلاثة ملايير في نهاية كل سنة. هل لديك علاقة بأزمة الرجاء المالية الحالية ؟ من الطبيعي ألا تكون لي علاقة بها. حتى اللاعبون الذين كانوا في عهدي ولديهم مستحقات عالقة، تسلموها وانتهت مسيرتهم مع الفريق منذ سنوات. هناك رئيس اليوم يشتغل بطريقته. كل رئيس يتحمل مسؤولية عهدته، وهو المسؤول عن النزاعات. ما الحل في نظرك لتجاوز الأزمة المالية ؟ الحل هو أن يتحمل الرئيس المسؤولية، ولا أعني "مول الشكارة". إذا رحل ناصر الخليفي عن باريس سان جيرمان، فإن النادي سيتضرر. بمعنى، إذا لم يتمكن رئيس من تقديم دعم مالي كبير لفريقه، فلن تتطور الأمور. "الكورة اليوم هي الفلوس". الحملة ضد لقجع ما رأيك في غضب جماهير الرجاء على لقجع ؟ هي ظاهرة ليست وليدة اليوم. جمهور الرجاء أراد لفت الانتباه بطريقة احتجاج، أتت في ظرفية حساسة، ولا تخدم مصلحة كرة القدم الوطنية. لو حدث هذا الاحتجاج قبل أشهر، لكان عاديا، لكن اليوم تم استغلاله من قبل الجزائريين، ضد لقجع في الكنفدرالية الإفريقية. احتجاج الجمهور أمر طبيعي، لكن كلمة فاسد لم تكن في محلها، بالنظر إلى الطفرة التي تعيشها كرة القدم المغربية. أنا شاهد على الأجواء التي كانت تلعب فيها مباريات البطولة، والحالة التي كانت عليها الملاعب وظروف الأندية. حتى الكرات لم تكن تعطى للأندية، وكانت مباريات تتأجل فقط لأن الأمطار هطلت في إحدى المدن. هل هذه سياسة دولة أم اختيار للقجع ؟ أنا شاهد على هذه المرحلة. ببرنامج لقجع تمكن من إقناع الدولة للمساهمة في المجال الكروي. كنا نعيش دون إستراتيجية، لكن بعد مجيء لقجع كل شيء تغير، وباتت لدينا إستراتيجية، أشاد بها الإعلام العربي ككل. مثالنا ناجح ولا يجب الطعن فيه، بل دعمه. هل الاحتجاجات على التحكيم معقولة أم مبالغ فيها ؟ التحكيم من بين الأمور التي لم تواكب التطور. بعض جماهير الرجاء لا يتكلم عن التحكيم، وإنما عن نظرية المؤامرة. باتت هناك اتهامات مباشرة للحكام، بالتعمد في ارتكاب الأخطاء، وهذه ظاهرة يجب ألا تستمر في ملاعبنا. يجب التحلي بالروح الرياضية، ويجب الانطلاق من الإعلام والمسيرين وصولا للجماهير. لا يمكن أن يحتج مسؤول مثلا على التحكيم، وإلا سنفتح الباب للجمهور لقول ما شاء. كيف ترى تصريحات رئيس العصبة عبد السلام بلقشور المنتقدة للتحكيم ؟ لا يمكنني التكلم عن رأي بلقشور. كلامه يمثل رأيه الشخصي. بالمقابل، يمكنني القول إن التحكيم لم يواكب التطور الذي تشهده كرة القدم الوطنية عامة. كنت أول من احتج على الحكام بقوة ... التحكيم لم يواكب التطور. أنا أتكلم عن نظرية المؤامرة، وليس أخطاء التحكيم الواردة. وفرت الجامعة التكوين والملابس والرواتب للحكام، ما جعلنا نصل لمستوى الحكام الفرنسيين مثلا. أين الخلل إذن ؟ تطور التحكيم بطيء، عكس باقي القطاعات. ليس من السهل تكوين حكم، إذ يحتاج ذلك للوقت. رغم تقنية الفيديو وما رافق ذلك من مشاريع، لم تكن كافية، ولا يمكن أن ندخل في شخصية الحكم. هناك مشكل في القطاع، ويجب إصلاحه، لكن بعيدا عن نظرية المؤامرة. هل إقالة يحيى حدقة هي الحل ؟ المكتب المديري للجامعة الملكية لم يقل حدقة من منصبه، بدافع عدم قيامه بواجبه أو فشله. رئيس الجامعة كان واضحا في هذا الأمر، وحل كل اللجان بما فيها لجنة التحكيم، وأحال القضية للعصبة الاحترافية، التي يمكن أن تثبت حدقة في منصبه، رئيسا للمديرية. دافعت عن منح اختصاصات للعصبة هل من المنطق أن يدبر رؤساء الأندية العصبة ولجانها ؟ أراه منطقيا. دافعت عن هذه القضية، إذ لا يعرف مشاكل التسيير إلا المسير. لا يمكن تدبير شؤون الكرة من قبل أناس بعيدين عن الجماهير والفرق الوطنية. بمعنى أن الأندية هي من تسير نفسها بنفسها، وإذا حدث خلاف يمكنها عقد جمع عام. يصعب على المسير أن يكون محايدا ... يجب ألا نشكك في هذه الأمور. حتى لو أتينا بأجنبي لقيادة الكرة، فلن يكون عليه إجماع. يجب أن ننهي مع نظرية التشكيك، قبل محاربة أي شيء. أنت من الرؤساء الأوائل الذين شككوا في هذا التوجه ... كنت مخطئا وأعترف بهذا، وقمت بمراجعة أفكاري. ألا ترون أنه يجب أن نفرض على الأندية تطبيق برنامج "رياضة ودراسة" لتعزيز التكوين وطنيا ؟ نقوم بعمل كبير في التكوين، ولدينا برنامج خاص، يتضمن تشييد خمسة مركبات مماثلة لأكاديمية محمد السادس. ستكون في مناطق مختلفة في المملكة، على غرار الشرق والبيضاء، وهناك ثلاث أكاديميات منها أصبحت جاهزة. اشتغلت الجامعة على التكوين بشكل جهوي، ويبقى بعد ذلك دور الأندية في مواكبة ذلك، وهو أمر صعب بحكم قلة الموارد المالية، وهذا ما دفع الجامعة للعمل على هذا الجانب. كنـت فـي فوهـة المدفـع أين وصل التحقيق حول تذاكر المونديال ؟ قال رئيس الجامعة في الاجتماع الأخير، إن التحقيقات في مراحلها الأخيرة، وستصدر قرارات بعد نهاية التقرير. هل تم إفراغ السوق من التذاكر أم بيعت في السوق السوداء ؟ في مباراة فرنسا، توفرت 68 ألف تذكرة، 58 ألفا منها بيعت قبل المواجهة، بما أننا في كأس العالم. بعد الفوز على البرتغال، وغمرة فرحة الجمهور المغربي، باشرت أنا ورئيس الجامعة الاتصالات مع الاتحاد الدولي، لمعرفة التذاكر المتوفرة لمباراة نصف النهاية. تم بيع جل التذاكر، بحكم أن المباراة نصف نهاية المونديال، ورغم ذلك تمكنا من نيل 10 آلاف تذكرة. جنسيات كثيرة اقتنت تذاكر نصف النهاية حتى قبل معرفة الفريقين المتنافسين. 58 ألفا بيعت في السوق السوداء، ولا علاقة لنا بها، ودورنا لم يكن محاربة ذلك. هدفنا كان توزيع 10 آلاف تذكرة، بين الطاقم التقني والقنصلية وعائلات اللاعبين، في وقت كان هناك 100 ألف مغربي طالبوا بالتذاكر في قطر. كيف مرت عملية التوزيع ؟ كنت أجتمع مع مسؤولين أمنيين بقطر، بخصوص الترتيبات الأمنية الكبيرة. لم يكن بمقدورنا قانونيا، تحديد طريقة توزيع التذاكر أو الإعلان عن العملية. وزعنا 6000 تذكرة بحضور الأمن القطري بملعب الجنوب، الذي شهد حضور أعداد قياسية من الجماهير، كانت تبيت ليلا أمام الملعب. كنا نعيق عمل الأمن القطري بسبب ذلك. حاولنا طلب المزيد من التذاكر من اللجنة المنظمة، وتمكنا من نيل 5000 إضافية، لكن لم تكن كافية أمام 100 ألف مغربي. ما هي الكلفة المالية للتذاكر ؟ لا أملك الكلفة المالية، لكن العدد الذي توزع في ملعب الجنوب 6000 تذكرة. تم اتهامك بالتلاعب في التذاكر، وأن الأمن استمع إليك، ما صحة هذه الأقوال ؟ تم اتهامي لأنني كنت في فوهة المدفع، وأنا من تحمل مسؤولية توزيع التذاكر بحضور الأمن القطري. بخصوص الاستماع إلي، لم يحدث ذلك، ولم يسبق لأي أحد التطرق معي لهذا الموضوع. حتى عدد التذاكر كاملة لم أكن أتوفر عليه، وما أعرفه هو 6000 تذكرة التي وزعت بملعب الجنوب. ماذا عن التذاكر التي وزعت في المطار ؟ تدفعونني للحديث عن أمور لا أريد التطرق لها. ما حدث في المطار صعب. لم يكن لي دخل في ما وقع في مطار الدوحة. حذرتنا السلطات القطرية من التجمعات، إذ أن أي تجمع به أكثر من أربعة أفراد فهو ممنوع، لدرجة أن الأمن القطري كان ينبهني بتجمعات قرب الفندق أو في مقر إقامتي، بحكم أنهم اعتمدوا على كاميرات متطورة لرصد أي تحرك. تسببت في مشكل للأمن هناك. وبخصوص مشكل المطار ... ما حدث في المطار هو أن إشاعة انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، مفادها أن كل من يصل مطار الدوحة سينال تذكرة مباراة فرنسا، رغم أن الجامعة لم تصدر أي بيان في هذا الشأن. في اجتماع أمني رفيع المستوى، تم التطرق فيه إلى الطائرات المغربية التي ستصل للدوحة، وحسب ما سمعت قلت لهم إن هناك حوالي 30 طائرة، فاستغرب الأمنيون القطريون وقالوا إنه من المستحيل توفير تذاكر لكل هؤلاء الجماهير. فصدر قرار منع الطائرات المغربية من الهبوط في الدوحة، بعد وصول 19 طائرة. بعد ذلك اتصل بي مسؤول بمطار الدوحة، وأبلغني بفوضى بالمطار، بسبب أن جماهير ترغب في التذاكر، وبعثوا لي سيارة خاصة وطلبوا مني حل المشكل. أبلغت رئيس الجامعة الذي اتصل بالسفير بدوره، وحين وصلنا للمطار رأينا حشدا جماهيريا كبيرا، واضطررنا لأخذ 1000 تذكرة خاصة باللاعبين، ومنحناها للسفارة التي وزعتها. لم تكف هذه الحصة، واتصلنا ب"فيفا" وتم طبع 1000 تذكرة أخرى، ووزعناها بالطريقة نفسها، ورغم كل ذلك، لم تكف كل هذه التذاكر. هل كانت هناك أخطاء في توزيع التذاكر ؟ إنجاز الوصول لنصف النهاية، هو من وضعنا في هذا الموقف لأول مرة، ولم نكن نتوقع كل هذا الكم الهائل من المغاربة بقطر. كنا في بلد أجنبي، وأي خطوة يجب أن تنال الضوء الأخضر قبل تنفيذها. هذه أخطاء البدراوي هل ترى أن الرجاء الحالي قادر على المنافسة على الألقاب ؟ الرجاء قادر دائما على المنافسة على الألقاب، حتى في أسوأ الحالات كنا نتوج بمسابقات عديدة. إذا توفرت الظروف والتركيبة البشرية المثالية، يمكن أن نفوز بألقاب أكثر. هل عزيز البدراوي الرجل المناسب لرئاسة الرجاء ؟ الوقت هو الكفيل بتبيان هل هو الرجل المناسب للفريق. سنقف على النتائج وطريقة التسيير والتقرير المالي في ما بعد. هل ارتكبت أخطاء ؟ هناك أخطاء كثيرة ارتكبت، وهي راجعة لقلة التجربة. هل حملة "راجا معانا" خطأ ؟ خطأ لأنها أتت بعد ثلاثة أشهر فقط من نيل الرئاسة. إذا كانت بعد أربع سنوات يمكن تفهمها، لكنه أتى للرجاء ويعلم ظروف الفريق المالية والديون، وتم إبلاغه بكل شيء. يجب أن يتحمل مسؤوليته. وماذا عن الانتدابات ؟ أي رئيس يمكن أن يرتكب أخطاء في الانتدابات، وتبقى الأخطاء القاتلة هي انتداب أجنبيين ليسا في مستوى الفريق، وسيؤدي الفريق ثمن ذلك غاليا. هل استشار معك البدراوي في أيامه الأولى ؟ قابلته في الأيام الأولى وفسرت له الظروف المالية. أي شخص يرغب في رئاسة الرجاء أو الوداد عليه أن يقدم ثلاثة ملايير. لن أعود لتسيير الرجاء ماذا عن الملايير التي صرفت أخيرا في وقت وجيز، خاصة بعد التتويج بكأس العرب ؟ أعتبر الأمر عاديا، بما أن مصاريف الرجاء كثيرة جدا. حتى الرئيس جواد الزيات الذي قدم نموذجا تسييريا مقاولاتيا، لم يقدر على الاستمرار. في عهده لم تصرف منح التوقيع للاعبين، ووصلت قيمتها إلى أربعة ملايير، وبلغت في عهد رشيد الأندلسي ستة ملايير، بالإضافة إلى النزاعات المحلية والدولية. كل هذا يعطيك نظرة عن صرف هذه المبالغ، وهي أمور عادية بالرجاء. حتى اليوم فمنح توقيع اللاعبين مازالت لم تصرف منذ العام الماضي. يتهمك البعض بالتشويش على الرجاء، وأن لديك جيشا وراءك، لدرجة أن الرئيس الحالي وصفك في أحد الحوارات ب"الفيروس" ... لن أجيب عن بعض التصريحات. الظروف الحالية صعبة بالفريق، ولا يمكنني العودة لتسييره حاليا، بما أن "كلشي ترون"، وأصبح الجميع يسير النادي. هل تلوم الجمهور بالتدخل في شؤون الفريق ؟ الجمهور هو من يساند الفريق، وهو من يعطيه دعما معنويا وماليا. في الرجاء "الجمهور راس مالها"، باستثناء البعض الذين يتكلمون باسم الجمهور، ويتدخلون في التسيير. هل يمكن القول إن البدراوي رئيس ضعيف ؟ يمكن القول إن هناك غيابا لإستراتيجية واضحة. "ماعرفش شنو باغي"، في ظل غياب الرؤية. إذا أردت تقديم نصيحة للبدراوي، ما هي ؟ ما يمكنني تقديمه للبدراوي اليوم، هو أن يتوفر على استراتيجية واضحة، بخصوص التكوين والهيكلة المالية. اليوم الفريق يسير في طريق مجهول، مع كثرة القرارات العشوائية، سيؤدي ثمنها الفريق في النهاية. "دونور" نقطة سوداء هل أصبح ملعب محمد الخامس نقطة سوداء ؟ نعم نقطة سوداء بكل ما تحمله الكلمة من معنى. تابعنا في قطر جودة الملاعب. لم تعد البيضاء تتحمل مباريات كبيرة في ملعب محمد الخامس. هناك برنامج لتشييد ملعب البيضاء الكبير ببنسليمان، ليكون ملعبا بديلا للمنتخب الوطني والرجاء والوداد. هل استحق "دونور" كل تلك الاستثمارات الكبيرة ؟ هناك سوء تدبير وتسيير. لا يعقل ألا تصلح مدرجات "الزون 6" مثلا. حالة الملعب سيئة جدا، من أسفله إلى أعلاه. بالإضافة إلى ذلك، بات الملعب يشكل خطرا على الجماهير. "زواج" الرياضة والسياسة هل استغللت الرياضة لتحقيق طفرة سياسية ؟ مارست الرياضة باسم الرجاء الرياضي، وقضيت فترتي. بعدها دخلت عالم السياسة، إذ كنت فاعلا جمعويا، وهذا حق أي مواطن لممارسة السياسة. ما تقييمك لتجربتك السياسية ؟ أمارس السياسة باعتباري شابا مغربيا. يصعب اليوم التموقع وسط السياسيين، لأن الأجواء غير مساعدة، لكن بالتجربة الرياضية جعلتني أتسلق درجات في السلم السياسي. اليوم أنا عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، وبرلماني ورئيس مقاطعة مرس السلطان. أحزاب تزايد على الحكومة باسم الغلاء ما رأيك في الغلاء الذي يعيشه المواطن اليوم، بحكم انتمائك للحزب الذي يسير الحكومة ؟ يجب أن نتكلم مع المواطنين بصراحة. هناك غلاء في الأسعار، لكن يجب توضيح سببه. قبل سبعة أشهر لم نكن نتكلم عن الأسعار، وكنا نبحث عن الماء الصالح للشرب، وكانت البيضاء في أزمة ماء حقيقية. الحكومة تتعامل مع وضعية وجدتها أمامها، وكانت نتيجة عمل سنوات سابقة. لا نبحث عن أعذار، لكن يجب تسمية الأمور بمسمياتها. الجفاف أثر على الأسعار، وكان على الحكومات السابقة أن تعمل على هذه الفترة، عندما كانت الأمور على ما يرام. رغم ذلك، وبتضافر جهود الحكومة الحالية، وخطاب الملك في البرلمان، الأمور تسير نحو الأفضل. لم نخرج بعد من أزمة تداعيات كورونا، واصطدمنا بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، التي أثرت على المواد الغذائية. لا يمكن الحديث عن تراكمات في هذا الشأن، وحزبكم كان يدير وزارة الفلاحة ... التجمع الوطني للأحرار سير فعلا وزارة الفلاحة، وكانت أيضا وزارة الماء التي سيرها التقدم والاشتراكية. إذا تحدثنا عن الفلاحة سنتجه مباشرة للمخطط الأخضر، وما قدمه طيلة هذه السنوات. قيمنا نجاح المخطط في زمن كورونا، إذ في وقت عانت دول أوربية كبيرة أزمة أمن غذائي، كنا في المغرب نحقق اكتفاء ذاتيا. هدف المخطط ليس هو تسقيف الأسعار، وإنما تحقيق الوفرة في الأسواق المغربية وهذا واضح اليوم، بما أن كل السلع موجودة بوفرة. الأسعار رهينة بعدة أمور بما فيها المضاربات والمحروقات. لا يجب أن يكون ارتفاع الأسعار مسألة مزايدات سياسية. تطرق المجلس الحكومي الأخير لأسعار البطاطس والطماطم والبصل، أمر غير طبيعي. ماذا عن انتقادات بعض الأحزاب ؟ أراد أخيرا التقدم والاشتراكية الركوب على قضية ارتفاع الأسعار، وقام بندوة صحافية. أتفهم أن يتحدث مواطن أو صحافي عن الموضوع، لكن أن يتطرق له حزب، لكي يركب على الموجة، فهذا لن يكسبه أصوات المواطنين. سيدعمك المواطن إذا قدمت له برنامجا واضحا ووضع فيك ثقته. لا يمكن لحزب كان يدبر الماء أن يتحدث عن هذه الأزمة، إذ أن التأخر في برنامج تحلية ماء البحر، هو سبب ندرة المياه وارتفاع الأسعار. نصف ميزانية البيضاء للنفايات ما رأيك في الوضعية الصعبة التي تعانيها البيضاء ؟ تم تقديم برنامج عمل للمدينة، أخيرا، إذ اشتغلت عليه العمدة، وقامت بتشخيص واضح. تكلفته باهظة لكنه برنامج طموح. يبقى الأمر مرتبطا بالتمويل. يجب تضافر الجهود بين كل القطاعات الوزارية. عندما أذهب للرباط أو طنجة أو مراكش، "كيبقا فيا الحال". ما وصلت إليه البيضاء اليوم، لا يشرفنا كبيضاويين. البنك الدولي توفر على مكتب بالبيضاء ويمول المشاريع، لكن دون جدوى ... نصف ميزانية البيضاء يذهب للنفايات، والربع يوجه نحو الرواتب. أسير مقاطعة مرس السلطان، وعجزنا حتى عن الاستثمار في الإنارة. في سطور الاسم الكامل: محمد بودريقة تاريخ ومكان الميلاد: 29 غشت 1983 بالبيضاء نائب رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار نائب برلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار رئيس مقاطعة مرس السلطان رئيس سابق لنادي الرجاء الرياضي منعش عقاري

بودريقة: هذه حقيقة تذاكر المونديال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قتل من أجل لعبة "تروتينيت"

درك تامنصورت يطيح بمبحوث عنه

مقالات ذات صلة