“جنان اللوز”… فوضى العيش المشترك

الكراء بدون وثائق والعشوائي ومناطق الخلاء عوامل استقطبت مروجي المخدرات وعصابات اللصوص زائر حي جنان اللوز بمنطقة الألفة بالبيضاء، لا بد أن يخرج بخلاصة مضمونها «الحي اجتمع فيه ما تفرق في غيره»، بعد أن أصبح اسما مرادفا للبؤس وتردي البنية التحتية ومشتلا لظهور الجريمة، بمختلف أنواعها. إنجاز : محمد بها «جنان اللوز» اسم على غير مسمى، بعد أن تحول إلى جنان للمشاكل الاجتماعية والأمنية وفوضى العيش المشترك، نتيجة توسعه العمراني وازدياد كثافته السكانية، وبنتيها الاجتماعية غير المتجانسة التي تتحول إلى سلوكات تدخل الحي إلى نادي النقط السوداء. اختلال البنية الاجتماعية لا يختلف اثنان على اختلاط بنية السكان بجنان اللوز، باعتبار أن الحي عبارة عن مرحلين سابقين من دواوير ومناطق مختلفة من العاصمة الاقتصادية، إضافة إلى بعض الأسر التي اقتنت بيوتا بالمنازل المشيدة أو شققا ببعض عمارات السكن الاقتصادي، لكن لم يخطر ببالهم بأنهم سيعانون داخل شققهم ابتداء من أولى ساعات الليل، الذي ما أن يرخي ستاره، حتى تهيم المنطقة في جو من الفوضى وانتشار سلوكات مشينة. اختلاف عقلية سكان الحي الذين يتحدرون من بيئات اجتماعية مختلفة، عقد مأمورية العيش المشترك، في ظل حرص الأغلبية على سن قانونها الخاص بمنطق «كلا يلغي بلغاه»، دون مراعاة لحرمة الجار ومشاعر المتضررين من سلوكات فوضوية ترتبط بممارسة تجارات ومهن عشوائية أو تجمعات صاخبة لبعض الشباب والمراهقين. ويعزو عدد من سكان جنان اللوز تصنيفه ضمن البؤر السوداء، إلى الأزمة الاجتماعية التي يعانيها شباب العاصمة الاقتصادية، لأن هذه الشريحة الاجتماعية عاطلة عن العمل، ما يدفعها إلى الارتماء في أحضان المخدرات والأقراص المهلوسة. الكراء... "بلا حسيب ولا رقيب" ولأن المشاكل لا تأتي فرادى، فإن حي جنان اللوز، شهد معضلة اجتماعية أخرى تؤثر على الأمن والنظام العامين، بعد أن غزت المنازل ظاهرة كراء الشقق لمن هب ودب، ما جعل المساكن تحتضن مكترين لا يحترمون القانون وحرمة الجيران، من بينهم المهاجرون المتحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء وبعض الشباب القادمين من مناطق مختلفة من المغرب الذين يطلق عليهم لقب «الزوافرية»، دون إعمال القانون باشتراط الإدلاء بالوثائق الضرورية وصياغة عقود رسمية تحدد الحقوق والواجبات بسبب الطمع في كسب المال، الأمر الذي ينتج مشاكل يومية. وتحولت عدد من الشقق بجنان اللوز إلى فضاءات لإزعاج وإقلاق راحة السكان، أمام استهتار صاحب الشقة أو مكتريها بواجب الانضباط بقانون الملكية المشتركة واحترام الجيران وعدم تحويل السكن إلى علب ليلية للسهرات والتجمعات الصاخبة ومرابد للمواشي وتربية الكلاب الشرسة. سوء البنية التحتية... مشاتل الجريمة ساهم ضعف الإنارة العمومية وانعدامها في بعض الأزقة ومناطق الخلاء الفاصلة بين محطة حافلات الخط 84 ومدخل جنان اللوز، في تجمع المشتبه فيهم في فضاءات مظلمة لترويج المخدرات وحيازة أسلحة بيضاء، وهي التجمعات المشبوهة التي تعتبر مسرحا لوقوع أحداث إجرامية، أبرزها التحرش الجنسي والسرقة، باستغلال الظلام الدامس، الناتج عن الأعطاب التي تعانيها بعض الأعمدة الكهربائية. وساهم سوء البنية التحتية في عرقلة مجهودات الأمن، بفعل تحولها إلى مسارح لمختلف الجرائم، وفضاء يتجمع فيه المنحرفون والمدمنون والفارون من العدالة، للاختباء من أعين الدوريات الأمنية، إضافة إلى استغلالها أوكارا للدعارة وممارسة كل أنواع الجرائم. ورغم أن مصالح الأمن تشن بين الحين والآخر، حملات أمنية واسعة تستهدف عددا من المشتبه فيهم بحي جنان اللوز، إلا أن أزقة ومعالم المنطقة ما تزال نقطة سوداء، بسبب بنيتها التحتية المشجعة على الجريمة، بعد أن أصبحت فيه بعض البنايات لتجمع المشتبه فيهم وفضاء لترويج المخدرات وحيازة أسلحة بيضاء، وهي التجمعات المشبوهة التي تعتبر مسرحا لوقوع أحداث إجرامية، أبرزها التحرش الجنسي والسرقة والمعارك، تارة، بين السكان المحليين والمهاجرين السريين، وتارة أخرى، بين المغاربة أنفسهم بسبب سلوكات مرتبطة بسوء الجوار. العشوائية... وقود النار من بين المعضلات التي جعلت حي جنان اللوز نقطة سوداء وسط الألفة بالبيضاء، العشوائية في تدبير العيش المشترك من احتلال للملك العمومي وعدم احترام السائقين والراجلين وغيرها من السلوكات الفوضوية. وليس هذا فحسب، فهناك الباعة الجائلون الذين يلوثون الشوارع بمخلفات تجارتهم ويسببون إزعاجا للسكان بضجيجهم وصراخهم، إضافة إلى استهتار الفتوات بالقانون سواء تعلق الأمر بحراس يفرضون إتاوات غير مشروعة على من يرغب في ركن سيارته أو دراجته النارية، أو ما يرتبط بأصحاب «تريبورتورات» والعربات المجرورة بالدواب «الكراول»، الذين يسيرون في الاتجاه المعاكس، دون اكتراث بما يمكن أن يتسببوا فيه من حوادث سير خطيرة.

“جنان اللوز”… فوضى العيش المشترك

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الكابرانات" يصعدون

التباهي بالأسلحة... رعب وتهور

مقالات ذات صلة