مخترعون مغاربة يحصدون الجوائز ويقارعون أقرانهم في الدول الصناعية لم يعد الحديث عن الاختراعات التقنية في المغرب يقابل بالاستهزاء والاستخفاف، في وقت أصبحت فيه ثقافة الابتكار في صميم التعليم والشركات الخاصة، فبعد دخول المغرب نادي الكبار في قطاع صناعة السيارات والطائرات، ويقوم بمجهود كبير في صناعة وتطوير أجبال الرقائق الإلكترونية، أصبح الشباب والأطفال مندمجين في هذه الخطة. ومن أوجه هذا الانخراط، ما ينظم اليوم من مهرجانات ومسابقات للتلاميذ المخترعين بكل جهات المملكة، من أجل تربية أجيال تؤمن بالابتكار والاختراع، بالموازاة مع الأوراش الصناعية الكبرى التي قرر المغرب الدخول إليها، والإبداع فيها، وهو ما يتطلب جيلا من المبتكرين الذين يأتون بأفكار جديدة، كفيلة بتحسين حياة المواطنين ولها وقع اقتصادي على الشخص ومجتمعه. وفي هذا الإطار، اختتمت قبل أيام فعاليات الدورة الثامنة للمسابقة الوطنية للروبوتيك بالمدرسة المركزية للدار البيضاء، التي نظمتها جمعية LOOP للعلوم والتكنولوجيا، بشراكة مع إدارة برنامج تعميم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ومكتب الطلبة للمدرسة المركزية البيضاء. وشارك في هذه المسابقة 37 فريقا، ينتمون لمختلف المؤسسات التعليمية الوطنية، تأهلوا عبر المسابقات الجهوية، بعدما قدموا أفكارهم المبتكرة في المجال، وتوجت المشاركات بتوزيع 18 جائزة في مختلف الفئات، كما تمكنت 9 فرق من الفوز والحصول على تذكرة لتمثيل المغرب، في المنافسات الدولية في مجال الروبوتيك لهذه السنة. وتهدف هذه المسابقة الوطنية ونظيراتها الدولية، التي سيشارك فيها تلاميذ المغرب إلى تكريس روح الابتكار في نفوس التلاميذ المغاربة، ومنحهم فرصة الاطلاع على تجارب أقرانهم في الدول المتقدمة، وتدريبهم على شرح أفكارهم واختراعاتهم، والعمل في مجموعات، ما سيجعلهم في المستقبل مخترعين قادرين على العمل في مجموعات، والتغلب على حواجز الثقافة والفرق التكنولوجية بين المغرب ودول أخرى متقدمة. ويرتقب أن يشارك الفائزون في هذه المسابقة الوطنية، في مهرجان دولي في الموضوع نفسه، تحتضنه هيوستن الأمريكية بين 19 أبريل و22 المقبل، والبطولة العربية للروبوت، التي تحتضنها قطر ما بين 6 يونيو و9 منه، و مهرجان دولي آخر، تحتضنه مراكش بين 18 ماي و21 منه، وأخيرا حدث دولي للروبوتيك، تحتضنه ماساتشوستس الأمريكية بين 9 يونيو المقبل و11 منه. واختتمت هذه المسابقة الوطنية ببرنامج الموسم 2022/2023، الذي يعالج موضوع الطاقة والتحديات التي تواجهها حاليا ومستقبلا في الكوكب، تتمة لسلسلة 5 مسابقات جهوية شهدت مشاركة 156 فريقا، من 12 جهة للمملكة. عصام الناصيري