البغدادي: جولة حوار فارغة حول التقاعد

قال إن الحكومة تطرح أرقاما للتهويل بوضعية الصناديق وتتهرب من طرح المشروع للنقاش التأمت اللجنة الخاصة بإصلاح منظومة التقاعد، الأربعاء الماضي، للاستماع إلى عرض الحكومة حول وضعية الصناديق، وفق ما جاءت به الدراسة، التي أنجزها مكتب دراسات حول الوضعية الحالية لصناديق التقاعد، بعد تحيين المعطيات الرقمية. ووصفت مصادر نقابية الجولة الرابعة من اجتماع اللجنة بالفارغة، بالنظر إلى أن الحكومة اختارت تمديد الجلسات الخاصة بتشخيص الوضعية المالية للصناديق، للتملص من تقديم مشروع الإصلاح، الذي يلقى معارضة قوية من قبل النقابات، بالنظر إلى التسريبات الأولية التي كشفت عن بعض مضامينه، والتي تعتبرها تخريبية. وخصصت الجلسة لتدارس المعطيات المحينة لمكتب الدراسات، حول وضعية الصناديق، بعد أن انتقدت بعض الأصوات في جلسات سابقة ما اعتبرته أرقاما متقادمة، وطالبت بتقديم مشروع حكومي متكامل، عوض مناقشة دراسة خاصة، ما زالت في رأي بعض ممثلي المأجورين ناقصة وغير مكتملة. وقال عبد الفتاح البغدادي، ممثل الكنفدرالية الديمقراطية للشغل في اللجنة، إن وضعية الصناديق معروفة، منتقدا ما اعتبره «استباحة لأموالها منذ عقود، من قبل الدولة التي كانت تلجأ إليها، كلما كانت لديها ثقوب في الميزانية»، معبرا عن رفض الكنفدرالية المطلق لأي إصلاح يتم على حساب حقوق الموظفين والأجراء. وأوضح البغدادي في حديث مع «الصباح» أن جلسة الأربعاء لم تحمل أي جديد يستحق الذكر، باستثناء الأرقام التي جاء بها ممثلو وزارة الاقتصاد والمالية، وهو ما يؤكد، يقول البغدادي، أن الحكومة غير مستعدة اليوم لطرح نص المشروع، لأنها تتخوف من وضعية الاحتقان التي يعرفها الشارع، ولا تريد أن تضيف إليه، ما اعتبره قنبلة إصلاح أنظمة التقاعد. وأكد البغدادي أن الحكومة لديها مخطط لتمرير المشروع، وتنتظر الظرفية الملائمة، والحصول من خلال جلسات الحوار المتواصلة على إمكانية انتزاع توافق بشأنه، قبل طرحه للنقاش في البرلمان. وجدد المسؤول النقابي رفضه لما أسماه الثالوث المشؤوم، في إشارة إلى رفع سن التقاعد إلى 65 سنة، والزيادة في نسبة الاقتطاع، وتقليص المعاشات، مؤكدا أن إصلاح التقاعد لا يعني النقابات وممثلي أرباب العمل فقط، بل هو قضية مجتمع برمته، ويجب أن يفتح فيه نقاش وطني تساهم فيه مختلف القوى الحية في البلاد. وتساءل البغدادي قائلا «لماذا تصر الحكومة على عدم التواصل مع الرأي العام والمغاربة حول هذا الموضوع الحساس، ولماذا لا تفتح وسائل الإعلام العمومية لنقاش ملف التقاعد، كما هو جار به العمل اليوم في فرنسا، حيث يسود نقاش وطني، بمساهمة مكونات المجتمع المختلفة، وعبر العديد من البرامج الحوارية في مختلف القنوات الإذاعية والتلفزيونية؟». وأكد البغدادي، ممثل الكنفدرالية في المجلس الإداري للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، أن ما تهيئه الحكومة فيه سوء نية، ولا يبشر بخير، ولذلك تتكتم على مضامين الوصفة التي تستعد لتمريرها، من خلال التهويل بالأرقام، لتبرير مخططها التراجعي. برحو بوزياني

البغدادي: جولة حوار فارغة حول التقاعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحلية المياه... بداية تجريبية موفقة

التنمية الحضرية... أوراش مهيكلة

مقالات ذات صلة