3 أسئلة إلى الطيب أعيس * < من الأمور التي لا نقاش ولا شك فيها، هي أن المنتجات التي يروجها المغرب "حلال"، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو كيف يمكن للمغرب إنتاج منتجات لها مواصفات حلال وحاصلة على شهادة "حلال"؟ وهي الشهادة التي يمكن عن طريقها تصدير السلع المغربية إلى الخارج وتحظى بالإقبال الكبير عليها في السوق الدولية. السوق العالمية للمنتجات الحلال تقدر ب 2000 مليار دولار، وهي سوق كبيرة وذات أهمية، لكن للأسف المغرب مازال متخلفا في ولوج واكتساح هذه السوق العالمية، التي تتضمن آفاقا واسعة من الناحية الاقتصادية. وما تجب معرفته أن الشركات المغربية مؤهلة لولوج هذه السوق العالمية للمنتجات الحلال، كما أن المغرب يتمتع بمجموعة من الخصائص والامتيازات التي تجعله متفوقا في مجال "صناعة الحلال"، إلى حد يمكنه الحصول على "شهادة حلال" تجعل منتوجاته مقبولة في السوق الدولية. دول العالم أصبحت في حاجة إلى منتوجات "حلال" حيث هناك سوق كبيرة في أوربا وإفريقيا وآسيا تطلب هذا النوع من المنتوجات، والمغرب دولة تحظى بالاحترام وسمعة جيدة في السوق الدولية، في ما يتعلق ب"منتوجات الحلال". ويمكن للحكومة اعتماد مجموعة من الآليات لولوج السوق الدولية بالتشجيع على إنشاء عدد من الشركات المختصة في صناعة منتوجات الحلال، وتقديم الدعم اللازم للشركات الموجودة في الوقت الحالي من أجل توسيع أنشطتها، وهو ما يمكن أن يضمن رواجا اقتصاديا كبيرا سيساعد على توفير مناصب شغل مهمة، وهذا كله سيقوي النسيج الاقتصادي الصناعي المغربي، وسيزيد من قوة تصدير المغرب ويتمخض عنه دخول العملة الصعبة التي يحتاجها البلد. < أبدا، ليس هناك أي داع للقلق، باعتبار أن المغرب يتمتع بقدرات وإمكانيات كبيرة جدا للاشتغال في هذا المجال، وترسيخ مكانته في السوق العالمية. أما في ما يخص المنافسة العالمية، فهي تشجع على بذل مجهودات لتطوير الشركات والنسيج الاقتصادي الوطني وتحسين الجودة وتمنح البقاء للأفضل، لأنه حينما تكون هناك منافسة شريفة، فإن الأجود هو الذي ينجح. ولذلك على المغرب الاشتغال على الجودة لترويج أكبر كمية من منتوجاته، لأن سوق "المنتوجات الحلال"، سوق واعدة من إيجابياتها أنها تكبر يوما بعد آخر. هناك فرص لمن يرغب في الاستثمار فيها، باعتبار أن سوق "الحلال" لا تنحصر فقط في المواد الغذائية، بل في مجموعة من المنتوجات، من بينها النسيج والألبسة ومواد التجميل والتمويل والتأمينات وغيرها، فمنتجات حلال بمعناها الواسع هي كل ما لا يضر الصحة والعقل والبيئة، وهو ما يمكن أن يحقق للمغرب أرباحا مالية مهمة. ومن الأمور التي تنبغي معرفتها، أن "منتوجات حلال"، لا يمكن حصرها في المفهوم الضيق، إذ أصبحت مطلوبة من قبل غير المسلمين في عدد من دول العالم بعد اكتشافهم أهميتها في حياتهم وإيجابياتها على صحتهم ومحيطهم البيئي. < أجل أتفق معهم. فرغم أن هناك عددا مهما من الشركات الكبرى التي اختارت الاستثمار في مجال "منتجات حلال"، وهي شركات محترمة لها وزنها في السوق الدولية، بحيث تصدر سلعها إلى 40 دولة، إلا أن المجال عند إخضاعه للتقييم، نجد أن النتائج مازالت ضعيفة ولا ترقى للطموحات. ولذلك على الدولة والحكومة العمل على توجيه ودعم الشركات، التي تصدر المنتوجات الحلال، كما أنه آن الأوان لتقديم الدعم اللازم للمقاولات الصغرى والشابة الراغبة في الاستثمار في هذا المجال بتوفير كل الظروف الملائمة، من تمويل واتفاقيات وتوجيه للسوق المناسبة التي يمكن أن يسهل فيها ترويج السلعة بعد الحصول على "شهادة حلال". أجرى الحوار: محمد بها * خبير اقتصادي ومالي