معرض تشكيلي للسفر بين الألوان والأشكال التراثية يواصل الفنان التشكيلي والكاتب محمد الأمين المليحي، إلى غاية 10 مارس المقبل، تقديم معرضه التشكيلي الجديد الذي اختار له عنوان "سحر الهندسة" بفضاء بمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بالرباط. المعرض الذي، افتتح الجمعة الماضي، يقدم فيه المليحي أعمالا فنية تمزج في تناغم وتناسق بين الأشكال الهندسية والألوان والأبعاد المختلفة، وفق رؤية فنية وفلسفية تترك باب التأويلات مفتوحا أمامهم. ويعتبر الناقد الفني، أحمد الفاسي، في ورقة تقديمية للمعرض، أن فن المليحي يشكل دعوة إلى سفر في سحر الألوان والأشكال التراثية التي يعرضها الفنان بشكل عبقري. وبحسب الفاسي، فإن أعمال المليحي تنطوي على "طابع تراثي" من خلال الزليج وحتى بعض النافوارت والمآذن والقباب وكذا إبريق الشاي مغربي. أما مصطفى زيان، الباحث في التراث الثقافي ورئيس جمعية ابن خلدون للبحث التاريخي والاجتماعي بأصيلة، فأكد أن الفنان المليحي، يسعى من خلال مختلف أعماله الفنية التشكيلية، إلى البحث عن الجوانب الخفية لتراث وثقافة معشوقته مدينة أصيلة، وإبراز تعدديتها الفنية والجمالية والثقافية تأصيلا للهوية وتعزيزا للانتماء. وحسب زيان، فإن الأشكال الهندسية في هذه الأعمال الفنية التشكيلية، تشكل خطابا تواصليا بين ذات الفنان وذات المتلقي، وتعبيرا عن أحاسيس تترجمها رسوم وأشكال متعددة الألوان والدلالات والتيمات. وإلى جانب تميزه في الفنون التشكيلية، يضيف زيان، يشتغل محمد الأمين المليحي على الخزف ويبرع فيه، حيث تمرس على مداعبة الطين المحلي متعدد الألوان، وهو يمتح تيماته الخزفية من التراث المحلي ومن بيئة ومحيط بلدته أصيلة "التي يعشقها إلى حد الهيام الصوفي». يشار إلى أن محمد الأمين المليحي من مواليد مدينة أصيلة، وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية في أورقة ومؤسسات بالمغرب والخارج. وحصل المليحي على دبلوم مدرسة الفنون والهندسة المعمارية بمرسيليا بفرنسا. واشتغل أستاذا للتربية التشكيلية بأصيلة، ثم مسؤولا عن ورشة السيراميك والنحت في إطار دورات موسم أصيلة الثقافي، وأستاذا في شعبة الفنون التطبيقية بثانوية ابن الهيثم بفاس. عزيز المجدوب