غمـيـجـة… الـطـيـب

المدير العام السابق للمعهد العالي للقضاء شكل علامة مميزة في تاريخ القضاء المغربي ما إن يتذكر المرء اسم الراحل عبد المجيد غميجة، مدير المعهد العالي للقضاء، حتى تتناسل أمامه الخصال الطيبة والشهامة والنبل والرقي والتواضع وحب الخير والعطاء، وغيرها من الصفات التي حباه الله بها دون سواه.لم يكن يفتخر غميجة بالمناصب التي تقلدها منذ أن وضع قدميه بسلك القضاء وبعد تخرجه من المعهد العالي للقضاء، في 1983، إذ عمل قاضيا بالمحكمة الابتدائية بطنجة 1984 ومستشارا بمحكمة الاستئناف بطنجة 1994، ثم وكيل الملك بالمحكمة التجارية بفاس 1998، قبل أن يغير الوجهة نحو الوزارة ويشغل في 1999، منصب رئيس ديوان وزير العدل عمر عزيمان، ثم عين مديرا للدراسات والتعاون والتحديث بوزارة العدل 2001. وفي عهد المرحوم محمد الطيب الناصري كلف بمهام رئيس ديوان وزير العدل، ليعين في يوليوز 2011 كاتبا عاما بوزارة العدل ويستمر في منصبه إلى حين تعيينه مديرا للمعهد العالي للقضاء، فشكل وجوده داخل المعهد قيمة مضافة للطلبة، فهو لم يبخل يوما بمنح علمه لمن أراد. الرئيس السابق للمعهد العالي للقضاء من مواليد 1956 بمكناس، حاصل على الدكتوراه في الحقوق، بكلية الحقوق أكدال بالرباط في 2000. قام الراحل بنشر العديد من الدراسات القانونية والقضائية، وحصل على عدد من الأوسمة من بينها وسام العرش من درجة فارس، ووسام الاستحقاق الوطني من درجة ضابط كبير، ووسام سان رايموندو دي بنيافورت بإسبانيا. هو قامة علمية قل نظيرها أخذ عنه العلم والأخلاق وتعلم الكثير من الأشخاص عنه التواضع وحسن التعامل، صبور وقور دائم الابتسامة. لكل قاض أو موظف أو طالب علم أو أي شخص كان بقربه ذكرى معه. هو من الأشخاص الذين لن ينقطع عملهم في الدنيا لأنهم تركوا علما ينتفع به وأبناء صالحين يدعون له. وقال عنه محمد أوجار وزير العدل الأسبق في حفل تأبينه «ولسوف تبقى ذكراك حية بيننا ماثلة للعيان تذكرنا أن الحياة عطاء وأن المحبة وفاء وأن الخالدين الماجدين هم من سكنوا وجدان الناس وعمروا قلوب الخلق فعاشوا بعد موتهم عيشة رضية هنية، يزينها حسن الذكر وطيب الثنا». شكل غميجة دائما صوت الحكمة الذي يمكن اللجوء إليه لأخذ المشورة، من قبل الجميع فهو لم يبخل يوما بالنصيحة وتقديم الخدمات، لكل طالب لها وحتى في مرات أخرى دون طلبها. كان شديد الحب للقضاء والقضاة الذين يعتبرهم أبناءه، خاصة الأجيال اللاحقة. تواضعه جعله علامة متفردة، وكانت له بصمة متفردة خلال الحوار الوطني لإصلاح منظومة العدالة، إذ كان عضوا في الهيأة العليا للحوار الوطني، واستطاع أن يوصل صوته من خلال النقاشات في شأن العديد من النقاط، سواء تلك التي خصت استقلال السلطة القضائية أو المهن القضائية. لم تكن تمر مناسبة إلا ويذكر بأخلاقيات القاضي التي يفترض أن يتحلى بها ودوره في المجتمع. شغل الراحل مهام متعددة بالعضوية في اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، والعضوية في اللجنة الوطنية للنظر في الطعون الجبائية، ولجنة تدبير الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، كما كان عضوا في مجلس إدارة المركز المغربي للوساطة البنكية. مساره المهني لم يبق محصورا في المغرب إذ شغل غميجة منصب قاض سابق في المحكمة العربية للاستثمارات (جامعة الدول العربية في القاهرة)، كما أنه كان خبيرا وعضوا في عدة لجان لمجلس وزراء العدل العرب. هوسه بالقانون وبالمعلومة القانونية جعلته يؤسس أول جمعية نشر المعلومات القانونية والقضائية، التي تولى رئاستها ما بين (2004-2006). كريمة مصلي

غمـيـجـة… الـطـيـب

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

آش خاصك تدير؟

اللهم إن هذا منكر

مقالات ذات صلة