“لاكازابلانكيز”… 8 سنوات من التعثر

مشروع ملكي يسائل الوزارة الوصية حول تاريخ الإفراج عنه إنجاز: يسرى عويفي يبدو أن وضع «اللمسات الأخيرة» على مشروع إعادة تأهيل ملعب «لاكازابلانكيز»، استغرق وقتا أطول مما كان متوقعا، منذ الإعلان عن بلوغ مراحله الأخيرة في بداية 2021، والتي يظهر أنها ليست بالأخيرة كما كان يبدو عليه الأمر في وقت سابق. وخلافا لما هو متوقع، مازالت هذه المعلمة الرياضية التاريخية، التي يعود تأسيسها إلى 1917 تحت مسمى ملعب حديقة الجامعة العربية، معلقة بتواريخ نهاية أشغال مجهولة الأمد، انطلقت في 2014 وتعثرت في مرحلة ما لأسباب مجهولة. غضبة ملكية منذ أزيد من 8 سنوات، أعطت وزارة الشباب والرياضة انطلاقة أشغال صيانة ملعب « لاكازابلانكيز»، تنزيلا لـ «مخطط تنمية الدار البيضاء الكبرى 2015-2020 «، الذي تم تقديمه أمام الملك محمد السادس في 26 شتنبر 2014، وشكل موضوع غضبة ملكية عجلت برحيل الوالي السابق لجهة البيضاء، عبد الكبير زاهود، إثر تعثر مشاريعه ثلاث سنوات بعد إطلاقه. تلك الغضبة التي أزاحت زاهود عن منصبه، حينها، ليحل محله سعيد أحميدوش، جعلت العديد من المسؤولين عن شأن المدينة يتحسسون رؤوسهم، ويسهرون على تسريع وتيرة أشغال المشاريع المبرمجة في المخطط المذكور، والتي مازال العديد منها لم يخرج إلى حيز الوجود لحدود الساعة، كحديقة حيوانات عين السبع والمسرح الكبير بوسط المدينة وفضاء «لاكازابلانكيز» أو ملعب حديقة الجامعة العربية، كما هي تسميته في الوثائق الرسمية. انطلاق الأشغال بعد الاتفاق على كافة تفاصيل مشروع «لاكازابلانكيز»، الذي ظل ملفه يتناقل بين مجلس المدينة والوزارة قبل أن تقرر الأخيرة التكلف به، انطلقت أشغال الصيانة في نهاية 2014، وهمت الحلبة المطاطية وقاعة الملاكمة والجمباز، مع تحويل البناية المركزية للملعب إلى مكتبة وقاعة للمطالعة، بميزانية قدرها خمسة ملايير سنتيم. لكن شأنه شأن العديد من المشاريع المبرمجة في مخطط تنمية البيضاء في الفترة ما بين 2015 و2020، لم ير هذا المشروع النور رغم انقضاء الأجل القانوني المحدد له، مسجلا بذلك أمد تأخير فاق بكثير ذلك الذي عرفته حديقة الجامعة العربية، قبل افتتاحها في ماي 2021. وفي مقابل التأخير المبرر لمشروع حديقة الجامعة العربية، الذي كان مقررا أن يرى النور في 2018 بعد أن سرقته أشغال التهيئة لأزيد من 5 سنوات، والذي عللته (التأخير) الشركة المنتدبة من قبل مجلس جماعة البيضاء بعملية تحرير الملك العمومي المحتل من قبل أصحاب المقاهي والعاملين فيها، لم تقدم الوزارة الوصية على أشغال «لاكازابلانكيز» أي مبررات لتعطل «اللمسات الأخيرة» على مشروعها، أو مصير هذا المرفق الحيوي، الذي لا يزال أسير التعثر، في غياب موعد متوقع لاستكماله على المدى المنظور. في انتظار الإفراج في جولة تفقدية بمحيط ملعب حديقة الجامعة العربية المحاط بأسيجة نال منها الصدأ، عاينت «الصباح»، مجموعة أكياس رملية متراصة على جنبات ساحته الترابية الجرداء، وغيابا تاما لأي حركية تدل على استمرار الأشغال، عكس ما كان عليه الحال في آخر زيارة لها إلى ورش هذا المشروع، بداية 2021، حين كانت الجرافات تطوي ساحة الملعب ذهابا وإيابا، وقلة من العاملين يتممون عملية توصيل نظام الطاقة الشمسية المركب على سطح بناية الملعب، بمختلف مرافقها. كان «لاكازابلانكيز» حينها، كما يبدو عليه الآن، شبه مكتمل، وكيف لا يكتمل وقد استغرقت أشغال «صيانته» أزيد من 8 سنوات، متجاوزة بذلك المدة التي استغرقها تشييد أطول برج في العالم، بكثير، لينضاف بذلك إلى قائمة المشاريع المفتوحة والمتوقفة بالمدينة، لأسباب غير معروفة يطولها التكتم، إذ حاولت «الصباح» ربط الاتصال بأحد المسؤولين الوزاريين عن أشغاله، لكنه رفض تقديم أي تفسيرات حول الموضوع. وفي انتظار الإفراج عن ملعب حديقة الجامعة العربية، بحلته الجديدة، يتساءل البيضاويون المرتبطون بالذاكرة التي تختزنها هذه المعلمة التاريخية، التي احتضنت عدائين حققوا شهرة عالمية ورفعوا راية المغرب في حلبات دولية، أبرزهم نوال المتوكل، (يتساءلون) عما إذا كانت أسباب التأخير مرتبطة بالتخطيط أو التنفيذ أو سوء التدبير؟ فيما يطالب منتخبون وجمعيات مهتمة بشأن المدينة، بضرورة إعطاء الأولوية لهذه المشاريع، وبالإسراع في إخراج كافة المشاريع الملكية المتعثرة.

“لاكازابلانكيز”… 8 سنوات من التعثر

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انتحار حملة السلاح... النزيف

فاجعة بمكتب "أجودان شاف"

مقالات ذات صلة