رغم أن فوز الجيش الملكي ببطولة الخريف إنجاز رمزي، وليس لقبا، إلا أنه يعطي إشارة مفادها أن الفريق في طريق صحيح، بعد سنوات عجاف، فكيف تأتى له ذلك؟ يجني الجيش الملكي ثمار تحسن مستوى الحكامة فيه، في آخر ثلاث سنوات، إذ تقلص هامش الخطأ في اختيارات المدربين والأطر التقنية واللاعبين، خلافا لما كان عليه الأمر في مواسم مضت. وأصبحت انتدابات الفريق ذكية، بدليل أن أغلب اللاعبين الذي تم التعاقد معهم يقدمون إضافة كبيرة، وضمنهم لاعبون شباب، مثل زين الدين الدراك ومصطفى الصهد. واستغل الجيش الملكي شروط الجامعة في ما يتعلق بالحكامة والتوازن المالي، واستعاد موقعه في الانتدابات، وأصبح ينتزع صفقات من باقي الأندية، خصوصا عندما جلب لاعبين، بقيمة أحمد حمودان ولامين دياكيتي والدراك والعربي الناجي. ونجح الفريق أيضا في الاحتفاظ بنجميه آدم النفاتي ودينيس بورغيس، بعدما تلقيا إغراءات كبيرة من فرق أخرى. وإضافة إلى حضوره القوي في الانتدابات، نجح الجيش الملكي في الاستفادة من العمل الذي أنجز في الفئات الصغرى في عهد المدير التقني عبد الله الإدريسي، وهو العمل الذي ساهم في تكوين لاعبين يتألقون مع الفريق الأول، مثل حمزة إيغمان وحاتم الصوابي ومحمد مفيد، إضافة إلى خالد أيت أورخان ومحمد الخلوي، المعارين إلى شباب السوالم. وساهم الجمهور بدوره في هذا التحسن، إذ ترك مسافة مع الأمور التقنية والتسييرية، بعدما كان يحشر نفسه في كل صغيرة وكبيرة، الأمر الذي كان يشكل ضغطا سلبيا رهيبا على الفريق بأكمله، مسيرين ومدربين ولاعبين. عبد الإله المتقي