بائع متجول لكل مواطن بالبيضاء

فائض في إنتاج الأسواق العشوائية يربك مخططات التنمية بعاصمة المال والأعمال يعود الباعة المتجولون بالتدريج إلى أماكنهم السابقة بأحياء وشوارع البيضاء، ويضاف إليهم تجار آخرون، بعد الفشل شبه الذريع الذي رافق أغلب مشاريع أسواق القرب، أو الأسواق النموذجية في حلتها السابقة، قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أو الحالية. وتعج المدينة بمئات الأسواق العشوائية التي تحتل أزقة وشوارع ومدارات طرق، وقرب المساجد والمقاطعات والمستشفيات والمؤسسات التعليمية، فيما يشبه الأمر الواقع، رغم ملايير الدراهم التي صرفت على مشاريع تحولت إلى خراب، وأخرى هجرها المواطنون، بسبب البعد عن مقرات سكناهم، أو لسوء التنظيم. وخصصت جماعة البيضاء في الولاية السابقة ميزانية تقدر بـ52 مليون درهم، في إطار مشروع كبير بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشركة البيضاء للتنمية (سابقا)، من أجل بناء وهيكلة فضاءات تجارية للقرب، ثم إنشاء أسواق قارة خاصة بالمنتجات المجالية، وأيضا تهيئة واجهات بعض المحلات التجارية وتوحيدها. كما خصصت الجماعة في الفترة نفسها 21.34 مليون درهم، من أجل إعادة إصلاح وتهيئة 15 سوقا تابعا للجماعة، كان من المفروض أن تكون ملاذا للمواطنين للتسوق في ظروف جيدة، قبل أن يلقى المشروع الفشل أيضا. وباستثناء بعض التجارب القليلة الموجودة في عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي وسيدي مومن وعمالة مقاطعات الحي المحمدي عين السبع، تحولت أغلب المقاطعات الأخرى إلى فضاءات تجارية غير مهيكلة، يدبرها باعة وتجار العربات والدراجات النارية ثلاثية العجلات وأشخاص اغتنوا من هذه الظاهرة العشوائية التي تنمو، بالتدريج، بتواطؤ مع منتخبين ورجال وأعوان في السلطة وموظفين في العمالات يغضون الطرف عن احتلال الملك العمومي، لغايات مختلفة. ومكن برنامج إعادة تأهيل الباعة المتجولين الذي يندرج ضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من هيكلة مجال خاص بهذه الفئة من المواطنين، على مستوى عمالة عين السبع الحي المحمدي، وإعادة الاعتبار لعدد من الأحياء التي كانت تعيش على وقع الفوضى. وشهدت عمالة عين السبع الحي المحمدي، حملة واسعة لتحرير الملك العمومي، من "الفراشة"، مقابل ذلك، تنظيمهم في فضاءات تجارية للقرب أحدثت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مجهزة بتجهيزات حديثة تحتوي على مرافق صحية وقاعات للصلاة وكاميرات المراقبة، إضافة إلى ترسانة أمنية. وتعززت عمالة عين السبع الحي المحمدي، بفضل مشاريع المبادرة الوطنية، بمجموعة من الأسواق النموذجية، التي من شأنها أن تعيد الكرامة لهذه الفئة من المواطنين، إلى جانب القضاء على العشوائية والفوضى التي كانت تعم المكان. وخارج بعض هذه النماذج، مازال الوضع على ما هو عليه في أغلب الأحياء والمقاطعات، إذ من المستحيل أن تعثر على شارع، أو ساحة، أو فضاء عمومي، دون سوق عشوائي. يوسف الساكت

إشتراك سنوي (الجريدة الورقية + الموقع الالكتروني)

بائع متجول لكل مواطن بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو

أزمة الحسنية تتفاقم

الجيش يخلص حدراف من معاناته

مقالات ذات صلة