“فــكــاك لــوحـــايـــل”

عمل بنكيا والتحق بالشرطة استجابة لطلب والدته "المزابية" وحرر البرنوصي من عائلات إجراميةصدق حدس أم عبد الغني الفكاك، أبرز المسؤولين الأمنيين بالبيضاء قبل إحالته على التقاعد، عندما أبدت تذمرها من حصوله على وظيفة في بنك في ثمانينات القرن الماضي. كنوع من العتاب، ألحت عليه لمغادرة وظيفته، لأن "المزابيين" ولدوا ليكونوا في السلطة. أطاع الفكاك أوامر والدته، فقدم استقالته من البنك، وفي 1987 تخرج من مدرسة الشرطة برتبة عميد، ونجح بعد مسار مهني حافل في أن ينحت اسمه ضمن لائحة المسؤولين الأمنيين البارزين. اعتبرت إحالة عبد الغني الفكاك على التقاعد في 2020، نكبة بالمنطقة الأمنية سيدي البرنوصي، إذ عمت الفوضى والارتباك في المنطقة، وقتها أدرك خصومه ومنتقدوه قيمة هذا الرجل، وأن حرصه الشديد على الانضباط وتفعيل القانون ليس لاستعراض عضلاته عليهم. في عهده كانت البرنوصي وسيدي مومن بأحيائها الصفيحية الكبيرة تحت السيطرة الأمنية الكاملة، كما نجح بحنكته في تأطير أمنيين ورجال شرطة، تبوؤوا مناصب كبيرة اليوم. ألقاب عديدة أطلقت على عبد الغني الفكاك، منها العصامي والصارم، إذ يهابه الجميع مهما كانت رتبهم الأمنية، لكن يبقى أبرزها "النسر" فقامته الطويلة وشعره الأبيض الذي يحيل على الوقار، وعيناه الزرقاوان، تجعلانه كالنسر على استعداد للانقضاض على فريسته والتي لن تخرج عن جانح تورط في خرق القانون أو أمني أساء لوظيفته. الكفاءة العالية والمهنية، ساهمت في سرعة تقلد عبد الغني الفكاك مسؤوليات مهمة في جهاز الأمن، بداية من رئيس دائرة الشرطة بالفداء، إلى رئيس المصلحة الإدارية لأمن الحي الحسني وسيدي عثمان، وبعدها رئيس المصلحة الإدارية الولائية بأمن البيضاء، قبل أن يعين رئيس أمن أكادير ونائب والي أمنها. وتواصل مسلسل النجاح بتعيينه رئيسا للمنطقة الأمنية المحمدية، وفي 2012 وإلى حين إحالته على التقاعد تم تعيينه برتبة والي أمن في 2020، رئيس المنطقة الأمنية سيدي البرنوصي. حرص عبد الغني الفكاك على المساواة في تعامله مع العاملين تحت إمرته، لا يفرق بين مسؤول وأمني عاد، فالكل سواسية أمامه، إلى درجة أنه وضع "كوطة" بخصوص تنقل الأمنيين للعمل بمناطق أخرى، فالجميع ملزم بالقيام بها حسب الترتيب، ولا مجال لإعفاء أحدهم على حساب الآخر من باب المحاباة، والأمر نفسه يخص العمل بالسدود القضائية. كانت للفكاك طريقة خاصة في التعامل مع الأمنيين، ففي حال تورط أحدهم في خرق القانون أو الإساءة لوظيفته، ينذره شفويا مرتين، وفي الثالثة، يعد حوله تقريرا ناريا يرفع إلى رؤسائه الكبار، مبررا ذلك بعبارة شهيرة يرددها دائما "قد البوسة قد القرصة"، وهي قولة تنضاف إلى أقوال أخرى اشتهر بها، منها : " البوليس فحال الطير خاصو إنقب واشرب وإهز راسو"، في إشارة إلى أن الأمني ملزم بالحرص واليقظة في كل ثانية، مادام حاملا سلاحه الوظيفي ويقوم بمهمته. تحسب لعبد الغني الفكاك إنجازات عديدة، منها إعادة الاعتبار لمقر المنطقة الأمنية المحمدية، حيث كانت كارثية بامتياز بسبب الإهمال، إذ أعاد ترميمها وصيانة مرافقها وتنظيفها، فإلزام العاملين تحت إمرته بالانضباط يلزم توفير مقر يحترم مكانتهم ومهامهم. كما كان حريصا على تتبع جميع الملفات التي تحيلها النيابة العامة للبحث فيها، وكل شهرين يعقد اجتماعا لتدارسها والوقوف على مدى تقدم الأبحاث فيها. بعد تعيين الفكاك رئيسا للمنطقة الأمنية سيدي البرنوصي، دخل في حرب ضروس مع عائلات تحترف الجريمة، نجحت في اختراق جهاز الأمن والسلطة وقتها، بعد أن تمكنت من نسج علاقات مشبوهة مع مسؤوليها، ومست المنطقة إلى مواقع نفوذ تخصص كل واحد منها في جريمة معينة على شاكلة فيلم المافيا "العراب". كانت أول معركة مع عائلة " سريسر" التي تحتكر ترويج "القرقوبي" بالمنطقة. اعتقل جميع أفرادها، وتفجرت فضائح، منها أنها كانت تخصص 20 مليونا أسبوعيا إلى المسؤولين. تواصلت معارك الفكاك لتطول عائلة "كرم"، التي تحترف ابتزاز التجار والمواطنين والباعة الجائلين، إلى درجة أن أحد أفرادها تورط في قتل فتاة، يروج أنه تزوجها قهرا، برميها من فوق عمارة والتمويه على التحقيق بأنها انتحرت. كما خاض معركة أخرى ضد عائلة "زروال"، وواصل معاركه إلى أن حرر البرنوصي وسيدي مومن من كل العائلات المجرمة، كما كان له السبق على صعيد البيضاء، في منع تدخين "الشيشة" والمخدرات في المقاهي، إذ تعامل مع هذا الموضوع بصرامة كبيرة. مصطفى لطفي

“فــكــاك لــوحـــايـــل”

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

راسبون بامتحان المحاماة يطالعون أوراقهم

تتويج كيليطو بجائزة الملك فيصل

مقالات ذات صلة