عزاء في رأس السنة بإفني

في حلقة جديدة من سلسلة الموت في المحيط الأطلسي، تلقى سكان كلميم وسيدي إفني في الساعات الأولى من زوال الجمعة الماضي، خبر العثور على عدد من الجثث لفظها شاطئ "امي نتركا" بجماعة "مير اللفت" إقليم سيدي إفني، تعود لشباب في مقتبل العمر، ركبوا قاربا مطاطيا للعبور إلى جزر الكناري، غير أن قاربهم انقلب. وتدخلت فرق مختلطة من سلطات المدينة لتنفيذ عملية إنقاذ، لما تبقى من الشباب في عرض المحيط، وتمكنت من انتشال 13 جثة، بينهم امرأة، لم يتمكنوا من الصمود بعد انقلاب قاربهم في عرض المحيط، بعد أن انطلقوا من شاطئ "امي نتركا" في اتجاه جزر الكناري. وأنقذت سلطات كلميم 23 شابا، فيما ظل 4 أشخاص مفقودين إلى حدود اللحظة، وتستمر عملية مراقبة شواطئ المنطقة، على أمل انتشال المزيد من الجثث لدفنها. ولم تجد سلطات كلميم أي مشكلة في تحديد هوية الجثث، عكس الحوادث السابقة، إذ أن أغلب من ركبوا القارب يتحدرون من إقليمي سيدي إفني وكلميم، والذين يبلغ عددهم 40 فردا، كما أن القارب انقلب في مكان غير بعيد عن الشاطئ، قرب مصيد "أكني واعراب". وتمكنت 8 أسر، أول أمس (السبت)، من دفن ذويها بعد التعرف عليهم، إذ لم تتحلل جثثهم أو ما شابه، لأنهم لم يقضوا وقتا طويلا داخل المحيط. وتشير المعطيات المتوفرة عن الحادث إلى أن أغلب الضحايا من الشباب. وأثار الحادث غضبا كبير وأحيانا غير مبرر على المنتخبين في الإقليم، واتهامهم بأنهم السبب في ما وقع للشباب، بدعوى عدم توفير الفرص الضرورية لاندماج هذه الفئة في النسيج الاقتصادي، كما أن البعض استغل الفرصة للهجوم على بعض المنتخبين لتصفية حسابات سياسية قديمة، رغم أن مسؤولية المنتخبين جزئية فقط، ويتقاسمونها مع السلطات التي تحارب شبكات الهجرة السرية بالقدر الكافي، إذ تكررت عشرات الحوادث في الأشهر الماضية. وأصبحت فكرة الهجرة إلى الخارج تسيطر على فئة من الشباب، لأنهم يشعرون بانعدام فرص النجاح في المغرب، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، لأنهم لا يملكون مستوى تعليميا، ولا يتقنون حرفة أو مهنة معينة، إضافة إلى أن جلهم لا يريدون العمل في مجال البناء والحرف التقليدية، وغيرها من الأعمال التي تحتاج جهدا بدنيا، ومردودها المالي ضعيف. كما أن طبيعة ومظهر جزء كبير منهم لا يشجع المشغلين، لأنهم يتخوفون منهم ولا يربطون معهم علاقة ثقة، بناء على عدد من المؤشرات. ويبدو أن الهجرة تبقى حلهم الوحيد، أو إعادة النظر في الطريقة التي يعيشون بها، وهذه الفئة تقدر بـ 2 مليون شاب، سبق للحكومة أن تحدثت عنها لكنها لم تجد لها أي حل للاندماج الاقتصادي. عصام الناصيري

عزاء في رأس السنة بإفني

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قافلة المقاولة وريادة الأعمال تحط بمراكش

هل يصفع لقجع "الكابرانات" من جديد؟

مقالات ذات صلة