غرافي: رواج استثنائي بالمدن السياحية

الباحث في علوم التدبير أكد أن إنجازات المنتخب في المونديال ستعزز إقبال السياح على المغرب أكد المهدي غرافي، الحاصل على الدكتوراه في علوم التدبير، أن المحلات بالمدن السياحية باتت تشهد رواجا استثنائيا قبيل احتفالات رأس السنة الميلادية، مضيفا أنها ارتدت حلة جديدة، استعدادا لاستقبال زبائنها، مع اقتراب ليلة رأس السنة. وأوضح غرافي، في حديث مع «الصباح» أن ليلة رأس السنة، تمثل فرصة كبيرة لقطاع الحلويات ومحلات بيع الشوكولاتة لتعويض الخسائر التي مني بها خلال فترة «كوفيد 19». في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: برحو بوزياني < بالنسبة إلى الكثيرين، تحولت جائحة كورونا إلى مجرد ذكرى، واليوم بعد سنتين من تداعياتها بدأ العمل بجهد كبير لتعويض خسائر الماضي. وينطبق هذا الكلام على قطاع السياحة، الذي تضرر بشكل غير مسبوق من الجائحة، خصوصا خلال أشهر إغلاق الحدود وفرض شروط صارمة على السفر. وكانت السياحة تشكل قبل الجائحة ما بين 7 إلى 10 في المائة من الناتج الإجمالي بالمغرب، وحوالي 12 في المائة في مصر، ووصلت النسبة في تونس خلال 2019 إلى 14 في المائة. وفي المغرب، أضحت الأسواق المحيطة بالمدن السياحية، تشهد رواجا اقتصاديا استثنائيا قبيل احتفالات رأس السنة الميلادية، وقد بدأت بالفعل بعض المحلات التجارية ترتدي حلة غربية، استعدادا لاستقبال زبائنها، وتتسارع وتيرة النشاط التجاري في الأسواق والمعالم السياحية، مع اقتراب الاحتفالات. كما تشهد محلات بيع الألبسة والهدايا، إقبالا كثيفا، بعدما عمدت إلى جلب موديلات جديدة، خصيصا لهذه المناسبة، التي تحقق فيها أرباحا مهمة. ودفعت حدة التنافس بعض المحلات التجارية إلى وضع تخفيضات في الأسعار بالنسبة إلى بعض المنتوجات، في محاولة لبيع نسبة كبيرة من البضائع المستوردة، لاستقطاب الأسر المغربية وعدم الاكتفاء بالسياح الأجانب، من أجل الظفر بأرباح استثنائية. < يتوقع أن يتقاطر السياح الأجانب والمغاربة على الفنادق في المدن السياحية الكبرى، خصوصا بعد رفع قيود «كوفيد19» التي منعت احتفالات رأس السنة لسنتين. وأعتقد أن السياحة الداخلية سوق مهمة ينبغي استثمارها واستغلالها، فهي أحد الأعمدة الرئيسية ويمكن اعتبارها قاطرة إستراتيجية لنمو القطاع، ويمكن أن يفوق دخلها ومناصب شغلها ومنظومتها السياحة الأجنبية. وعلى سبيل المثال ف»محطات بلادي» التي سبق إطلاقها رفعت ليالي المبيت إلى نسبة 30 في المائة. ويروج المكتب الوطني المغربي للسياحة علامة «نتلاقاو في بلادنا» المخصصة للترويج للسياحة الداخلية لدى مغاربة الداخل والخارج، وهذا في حد ذاته شيء إيجابي، إلا أنه ينبغي إيجاد عروض متنوعة ومشجعة لمختلف الفئات تراعي القدرة الشرائية، وسبق للمكتب أن أنجز العديد من دراسات السوق والتحولات التي تتحكم في سلوك السياح وانتظاراتهم على الصعيد الوطني والدولي، لكنه ظل يعطي وإلى الآن أهمية للخارج أكثر من الداخل. < تشكل ليلة رأس السنة، فرصة كبيرة لتعويض الخسائر التي مني بها قطاع الحلويات ومحلات بيع الشوكولاتة خلال الفترة الأخيرة. ورغم تفاوت الإقبال من منطقة لأخرى، إلا أن هذه الليلة تبقى فرصة لضخ أمل جديد في القطاع بتعويض الخسائر، جراء تداعيات أزمة «كوفيد 19 «، ما سيعزز من نشاطها التجاري ويرفع أرقام معاملاتها. < بداية يجب الاعتراف أن مسألة رغبة المغاربة قضاء العطلة في الخارج ظاهرة لا تنحصر فقط على عطلة نهاية السنة، بل تتعداها لتشمل مختلف العطل الرسمية او الدينية أو حتى العطلة الصيفية، وهي ظاهرة تنبئ بتحول اجتماعي. ولعل وسائل ونمط الحياة تغيرت وأصبحت الأسر تتوفر على مداخيل قارة، لذلك ظهر سلوك جديد في التعامل مع العطل، بالتفكير في التوفير والادخار. وهناك صنف آخر من المستهلكين، الذين يتوفرون على الإمكانيات المالية، يفضلون السفر إلى الوجهات الأوربية على حساب السياحة الداخلية، ويرجعون سبب هذا الاختيار إلى تراجع مستوى الخدمات المقدمة وغلاء الأثمنة في بلدهم الأم. استثمار المونديال < شهدت وجهة المغرب، منذ انطلاق مباريات كأس العالم، إقبالا غير مسبوق، جعلها تحتل مكانة متقدمة على الساحة الدولية، مما يمهد الطريق لأسواق جديدة بفضل تألق أسود الأطلس. أعتقد أن الإنجازات التي حققها «أسود الأطلس» في بطولة كأس العالم، والتي حاز خلالها لقب أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى نصف النهائي، ستكون لها انعكاسات إيجابية على القطاع السياحي، وأتوقع أن يكون هناك إقبال كثيف من لدن السياح عند نهاية السنة، ما سيمكن القطاعات من ترويج منتجاتها وتوفير آلاف مناصب الشغل الموسمية. وحتى إذا كانت المملكة وجهة سياحية تقليدية بالنسبة إلى سياح أوربا، فإنها ليست بالضرورة معروفة لدى السياح في آسيا أو أمريكا اللاتينية، واليوم صار المغرب معروفا في العالم بأسره. وأشدد على ضرورة العمل من أجل استثمار هذه الدعاية، لاستهداف أسواق جديدة، من بينها الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين، إضافة إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا جنوب الصحراء. في سطور - حاصل على دبلوم المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير - حاصل على الدكتوراه في علوم التسيير والتدبير - رئيس جمعية خريجي المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بمراكش - عضو المكتب التنفيذي لجمعية البحث في الابتكار والمالية - عضو نشيط بالجمعية المغربية للرقابة والمحاسبة والتدقيق

غرافي: رواج استثنائي بالمدن السياحية

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"نويـل" خـارج الحـدود

اعتقال "راق" بسبب شريط جنسي

مقالات ذات صلة