رجـوع فرنسـي إلـى جـادة الصحـراء

رسائل إيجابية تسبق الرد عن سؤال الوضوح في الموقف من الوحدة الترابية للمملكة بدأت سحابة الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا تبرح سماء البلدين، ورغم بعض الرسائل الإيجابية من باريس على لسان وزيرة خارجيتها التي "طارت" إلى الرباط بعد تأجيل زيارة للرئيس ماكرون كانت مرتقبة نهاية السنة الجارية إلى موعد لاحق، مازال سؤال الوضوح مطروحا على أجندة العلاقات المتشعبة، وظهر أن هناك ملفات مشتركة أخرى غير التأشيرات تنتظرها مراحل متعددة لتصل إلى السقف المطلوب من قبل الرباط والذي أصبح يتحدد بعتبة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وتغير المنظار الذي يقيم به المغرب علاقاته الدولية. ي.ق شروط الشراكة الإستراتيجية المغرب يطالب فرنسا بموقف واضح يعترف بمغربية الصحراء ويتجاوب مع التطورات الدولية انتهت حالة التوتر التي كانت قائمة بين فرنسا والمغرب، والتي دامت لأزيد من سنة ونصف السنة، وإن بطريقة محتشمة، طغت عليها بعض المجاملات التي برزت بشكل لافت خلال الزيارة التي قامت بها كاترين كولونا، وزيرة الخارجية الفرنسية إلى الرباط، نهاية الأسبوع، وعقد اجتماع مع نظيرها ناصر بوريطة، دام أزيد من ساعتين من المباحثات. وأكثر الطرفان من كلمات الود والمجاملة لغياب اتفاقيات قابلة للتنفيذ قصد تطوير العلاقات التي شهدت فتورا بسبب مواقف باريس الأخيرة التي تأثرت بنظام الكابرانات بالجزائر، لأجل ضمان إمدادات الغاز الطبيعي، لتغطية فصل الشتاء بشكل استباقي لوجود أزمة دولية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا التي تسببت في نقص تزويد الدول بالغاز. وجددت كاترين كولونا، وزيرة أوربا والشؤون الخارجية الفرنسية ، التأكيد على موقف بلادها "الداعم للمغرب" والمتعلق بالمخطط المغربي للحكم الذاتي، وهو موقف عبرت عنه باريس في الأمم المتحدة، في الوقت الذي كانت فيه الدولة الوحيدة التي تريد تطوير بعض الأفكار بشأنه، ما يعني أنها لم تغير موقفها من ملف الصحراء، كما ادعى نظام كابرانات الجزائر، وصنيعته ميليشيات بوليساريو بتندوف. وبخصوص مخطط الحكم الذاتي، قالت كولونا، خلال ندوة صحافية عقدتها بشكل مشترك مع ناصر بوريطة، إن"موقفنا يدعم المغرب. وقد أظهرنا ذلك في الأمم المتحدة حتى في الوقت الذي كنا فيه الوحيدين الذين لديهم الإرادة لتطوير بعض الأفكار بشأنه". وأضافت أن "موقف فرنسا واضح وثابت"، مذكرة بأن بلادها تدعم وقف إطلاق النار وجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا. وأكدت أن موقف بلادها معروف من قضية الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، ويتميز بالوضوح والاستمرارية لدعم جهود الأمم المتحدة والمبعوث الشخصي للأمين العام لإيجاد حل، والمحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والسير قدما في المفاوضات لأجل تطبيق حل واقعي. وينتظر المغرب من فرنسا أن تطور موقفها نحو اعتبار الحكم الذاتي هو الحل الوحيد في نزاع الصحراء المغربية، أو القول بصراحة بمغربية الصحراء بصفة نهائية، قبل أيام من انعقاد اجتماع القمة المرتقب بين الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، وجلالة الملك محمد السادس، والذي سيتم خلال 3 أشهر الأولى من 2023. وفي ما يخص التأشيرات، أعلنت الوزيرة الفرنسية، انتهاء أزمة هذا الملف الذي عكر صفو العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا لأزيد من سنة، وقالت بهذا الخصوص "لقد اتخذنا إجراءات مع شركائنا المغاربة لإعادة علاقات قنصلية طبيعية في ميدان الهجرة"، موضحة أن القرار دخل فعلا حيز التنفيذ، في إشارة إلى تشجيع المغاربة على زيارة فرنسا لقضاء أعياد رأس الميلاد، لدعم سياحة هذا البلد بالملايير من الأوروات. من جهته، قال بوريطة، إن القرار الفرنسي كان أحاديا وسياديا حينما خفض من توزيع التأشيرات، ولم تعلق لحظتها الدبلوماسية المغربية على ذلك باستثناء ردود فعل المعنيين بهذا الأمر، واليوم قررت العودة إلى الوضع الطبيعي، وكما أكدت الوزيرة أن له بعدا إنسانيا ويسير في الاتجاه الصحيح. وأحجم الطرفان عن الحديث عن كيفية إعادة الدفء إلى العلاقات بين البلدين، عبر تعيين السفيرين، وربما سيتم ذلك قريبا باستغلال فرصة إجراء الاتصال الهاتفي بين الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، أثناء خوض مباريات مونديال قطر 2022. أحمد الأرقام ملف التأشيرات منحت القنصليات الفرنسية بالمغرب قرابة 69.408 تأشيرات فقط في 2021 مقارنة بـ 342.262 في 2019، ما يعني رفض أزيد من 70 في المائة من طلبات التأشيرات، بعضها يهم كبار المقاولين المغاربة، وزعماء وقادة أحزاب، ونسبة أخرى تخص الطلبة، وتجارا ومهنيين ومتقاعدين، من الذين ألفوا زيارة فرنسا سنويا، وصرف الملايين بها على السياحة، التي تضاف إلى ملايير أخرى تحصدها الشركات الفرنسية. وتعرف العلاقات الثنائية أزمة صامتة، تتجه نحو الحل، إذ تم سحب سفيري البلدين بطريقة غير معلنة، وذلك بعدما أعلنت الرئاسة الفرنسية تعيين هيلين لوغال سفيرتها بالرباط، في منصب مديرة الدائرة الأوربية ببروكسيل، بعد مرور فقط ثلاث سنوات على شغلها منصب سفير بعاصمة المغرب، فيما عين الملك محمد السادس، محمد بنشعبون، سفير المغرب بفرنسا، مديرا عاما لصندوق محمد السادس للاستثمار.

رجـوع فرنسـي إلـى جـادة الصحـراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بوعيدة تسوق النموذج التنموي

"أسترازينيكا" تحارب السرطان في المغرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات