“بلاك فريداي”… تخفيضات في زمن الأزمة

إقبال كبير على المساحات الكبرى وتساؤلات حول حقيقة الأسعار المعلنة تشكل ظاهرة "بلاك فريداي" أحد الاشكال التسويقية، التي تلجأ إليها المحلات التجارية لتكسير الركود، وإنعاش الحركة التجارية، في المساحات الكبرى والمحلات التجارية بالمدن الكبرى. ورغم الإقبال الكبير الذي تعرفه المناسبة، من قبل المستهلكين والزبناء، إلا أن حقيقة التخفيضات تثير الكثير من الأسئلة في أوساط المهتمين والمختصين في تتبع ثقافة الاستهلاك، وحركية الأسواق. تلاعب بعواطف المستهلك عبداتي: السلطات مطالبة بتفعيل قانون حماية المستهلك ومراقبة متابعة أنشطة البيع بدقة يرى شمس الدين عبداتي، الرئيس الشرفي للمنتدى المغربي للمستهلك، أن "بلاك فريداي"، ظهرت أول مرة في القرن التاسع عشر، إثر الأزمة المالية التي هزت الولايات المتحدة، حيث تلقى الاقتصاد الأمريكي، ضربة قوية تمثلت في الكساد التجاري. وأوضح عبداتي في حديث مع "الصباح"، أن الشركات تلجأ إلى هذا الأسلوب، واتخاذ عدد من الإجراءات، من بينها إجراء تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات بغاية تقليل الخسائر، ومنذ ذلك التاريخ، يقول الباحث في قضايا الاستهلاك، أصبح يوم الجمعة تقليدا في أمريكا تقوم فيه كبريات المتاجر والمحلات التجارية بإجراء تخفيضات كبرى على منتجاتها تصل إلى حد 90% من قيمتها، وبعد انقضاء الجمعة السوداء تعود الأسعار الى طبيعتها. ويرى رئيس المنتدى المغربي للمستهلك، أن ما يجري من عروض وتخفيضات، مخالف للقانون، وقد يتضمن غشا كبيرا للمستهلك، مشيرا إلى أن الشركات وبعض المحلات الكبرى، تعمد إلى تحفيز حاجيات ورغبات وهمية في أذهان المستهلكين، مؤكدا أنه في ظل تدهور القدرة الشرائية، جراء تداعيات كورونا، "كنا نأمل أن يراجع الكثيرون قناعاتهم الاستهلاكية، التي تفرغ جيوبهم دون الحاجة إلى مواد معينة. وطالب عبداتي السلطات المعنية بتفعيل قانون حماية المستهلك ومتابعة أنشطة البيع بدقة، خصوصا في هذه الفترة التي يعاني فيها المستهلك ارتفاعا في الأسعار بشكل مهول لكل مواد الاستهلاك والخدمات، خاصة أمام الإغراء بالإعلانات الخادعة عن تخفيضات مغشوشة. وأوضح عبداتي في استقراء للسوق وآراء بعض المستهلكين، أن التخفيضات بالنسبة إلى معظم السلع، تبدو في ظاهرها حقيقية، ولكنها في الواقع غير ذلك، مشيرا إلى أنها دعاية وإشهار كاذب يصعب على المستهلك اكتشافه في لحظة انبهاره وإقباله على المحلات التجارية، نظرا لفقدان ثقافة استهلاك واعية ومسؤولة. واعتبر أنه ليس كل التخفيضات المعلنة حقيقية، بل مجرد حملات إشهار ليس إلا، مشيرا في هذا الصدد، إلى وصية الخبير الألماني والرئيس التنفيذي للجمعية الرقمية "بيتكوم"، التي أكد فيها أن "إغراء التخفيضات الكبيرة يوقف التفكير المنطقي"، و"لا تدع نفسك (يعني المستهلك) تتعرض للضغط، فغالبا ما تكون تلك مجرد إستراتيجية تدفعك إلى إجراء عملية شراء سريعة، وربما غير مدروسة". ويرى الباحث عبداتي أن وصف اليوم بالجمعة الأسود، ليس تعبيرا عن كراهية أو تشاؤم، بل إن التسمية أطلقت لأول مرة عام 1960 من قبل شرطة فيلادلفيا، حيث كانت تظهر اختناقات مرورية كبيرة وتجمهر وطوابير طويلة أمام المحلات للتسوق خلال هذا اليوم المعروف، في حين يسمى في الدول العربية باليوم الأبيض. إن معظم التخفيضات المعلنة من قبل التجار والمهنيين والمحلات الكبرى، يضيف عبداتي، مخالفة للقانون، والذي ينص على ضرورة الإشارة إلى السعر الجديد المطبق، والسعر القديم الواجب التشطيب عليه، إضافة إلى مدة التخفيض مع تحديد بدايته ونهايته. ويشترط القانون الإشارة في كل إشهار يتعلق بإحدى عمليات التخفيض، إلى تاريخ بداية العملية ومدتها وطبيعة السلع أو المنتوجات التي تشملها، إذا كانت لا تهم جميع سلع أو منتوجات المورد. منع الإشهار الكاذب بخصوص قانون حماية المستهلك، يمنع كل إشهار يتضمن بأي شكل من الأشكال، ادعاء أو بيانا أو عرضا كاذبا. كما يمنع كل إشهار من شأنه أن يوقع في الغلط بأي وجه من الوجوه، إذا كان ذلك يتعلق بواحد أو أكثر من العناصر التالية، حقيقة وجود السلع أو المنتوجات أو الخدمات محل الإشهار وطبيعتها وتركيبتها ومميزاتها الأساسية ومحتواها. وتنص المادة 23 من القانون ذاته على ضرورة أن يشير كل إشهار كيفما كان شكله، ويمكن استقباله عبر خدمة للاتصالات موجهة للعموم إلى طبيعته الإشهارية بطريقة واضحة لا تحتمل أي لبس، سيما العروض الدعائية كالبيوع بالتخفيض أو الهدايا أو المكافآت والمسابقات الإشهارية من أجل الربح عند تلقيها من قبل المستهلك. كما تنص مقتضيات القانون ذاته على أنه "لا يمكن أن يتجاوز السعر القديم الذي تم التشطيب عليه السعر الأدنى المعمول به فعلا من لدن المورد بالنسبة إلى سلعة أو منتوج مماثل بنفس المؤسسة خلال الثلاثين يوما الأخيرة التي تسبق بداية العمل بالتخفيض. ويجوز للمورد، علاوة على ذلك، أن يبين نسب التخفيض المطبقة على المنتوجات والسلع التي يشملها التخفيض". برحو بوزياني

“بلاك فريداي”… تخفيضات في زمن الأزمة

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غضب بسبب توظيفات مشبوهة

بلاغ ... إلغاء عدد من الرحلات بين الدار البيضاء والدوحة

مقالات ذات صلة