كتاب للباحث عبد الله الحيمر يفكك مظاهر العبقرية في المجموعة الأسطورية صدر للباحث والمترجم عبد الله الحيمر كتاب بعنوان "ناس الغيوان.. خطاب الاحتفالية الغنائية" عن منشورات"دار الأمير للنشر" في مرسيليا. ويطرح الحيمر في إصداره تحليلاً جديداً لمفهوم الاحتفالية الغنائية عند مجموعة ناس الغيوان في خطابها الديني والوضعي من خلال مقاربة خصائص محاورها في الهوية والنسق الاجتماعي والطقوس، وكيفية تشكّل المعادلة الموسيقية في الإنصات للذات المغربية، التي وجدته بالشعر الشعبي الزجلي والصوفي الشعبي، مشيراً إلى الدور الذي لعبته المجموعة "في الإجابة عن السؤال المعرفي؛ كيف تشكلت الهوية المغربية/ العربية؟ فخرقت هذه الموسيقى الشعبية التي نسجت بمدن الصفيح، وفكّت الحصار والانعزال الوظيفي والنفسي والاجتماعي والروحي الذي ضرب على الذات المغربية المهمشة من طرف سدنة الحداثة الملتبسة" وكتب المسرحي الجزائري محمد بويش في تقديمه للكتاب قائلا "هكذا أريد أن أكتب مقدمة لصديقي الفذ الكاتب والمترجم المغربي عبد الله الحيمر، الذي يجرّ تجربته الكتابية عن الغيوانية إلى العمق، إلى السر الدفين في العلاقة الصوفية والبعد الطربي والثوري والإيقاعي، في سدّ فراغ المتلقي وحمله إلى المنصة، وبالتالي إعادة بعثه من جديد صافي الذهن ومتحرراً من رعونة المنفى الإجباري الذي يحاصره؛ من صعوبة العيش، والتأقلم مع محيطه الاجتماعي". يقول الحيمر في كتابه: "صرخوا صرخة الاحتفالية الغنائية؛ ليعيدوا التوازن النفسي لمخيلة شعب بأكمله. كسروا حاجز الصوت، بالحكمة والكلمة الموزونة، وبالإيقاع الشجي. كانوا منارات تهتدي بها الفئات المهمشة والمسحوقة في ظلمات الروح، وتكسر الأفق المسدود، وتزرع بذور الأمل والفرح في جسد الذات المغربية. فتحوا أبواب الاحتفالية الغنائية نحو نداءات المستقبل المؤجلة" كما يدرس الكتاب تجربة "ناس الغيوان" بوصفها الظاهرة الحداثية الموسيقية التي لم تمثل قطيعة مع الممارسة الفنية للتراث الشعبي المغربي، بل خلقت جسرا تواصليا معه ونقّحته بروح العصر دون القطيعة معه، وقصدت تغييرا ثوريا بالحضور والتأثير والفاعليّة في التّراث، دون التجرّد من المضامين الكبرى لهذا التراث القولي الشعبي المغاربي. عزيز المجدوب