اختلالات تلاحق رئيس جامعة

تقرير مفصل على طاولة المجلس الأعلى للحسابات ولجنة تفتحص حصيلة سنوات تدبيره فشل رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال في الحفاظ على منصبه على رأس الجامعة، فبعد ولاية أولى راكم فيها جملة من الإخفاقات، بلغت درجة اتهامه بالفساد المالي، وإبرام صفقات وتوظيفات "مشبوهة"، سقط قبل أيام في امتحان تجديد الولاية، إذ أن وزير التعليم العالي، اختار مرشحا آخر لشغل منصب الرئاسة. وتزامنا مع مباراة شغل منصب رئيس الجامعة، التي تقدم لها الرئيس السابق، وضعت هيأة حقوقية، تضم أساتذة جامعيين، تقريرا مفصلا على طاولة المجلس الأعلى للحسابات، يضم اتهامات بالجملة تتعلق بتوظيف أصدقائه وتكليفهم بمهمات ورئاسة مؤسسات جامعية، إضافة إلى جلب عدد من الموظفات لشغل مناصب في ديوانه، ناهيك عن استفادة أحد أصدقائه المهندسين من جل الصفقات العمومية في التعمير، وفي الحراسة والنظافة أيضا، حسب التقرير نفسه. وعلمت "الصباح" أن ثلاثة أسماء قدمت إلى وزير التعليم العالي، من أجل اختيار اسم واحد في منصب الرئيس، وكان من بينها الرئيس السابق، غير أن الوزير اقترح شخصا آخر على رئيس الحكومة، وتم تنصيبه في الأيام الأخيرة، علما أن جل الرؤساء يستفيدون من ولاية ثانية بحكم تجربتهم. وقالت مصادر جيدة الاطلاع، إن لجنة تفتيش من التعليم العالي، حلت بالجامعة من أجل افتحاص حصيلة الرئيس السابق، ويرتقب أن تسفر عن مفاجآت، حسب المصادر ذاتها. ومن جملة ما جاء في التقرير، الذي تتوفر "الصباح" على نسخة منه، أنه خلال ولاية كاملة (2018-2022)، منح الرئيس جميع الصفقات العمومية الخاصة بالاستشارات المعمارية بالجامعة، إلى مهندس معماري وحيد من القنيطرة. وأشار التقرير أيضا إلى أن هذا المهندس المعماري، لم يكتف بابتزاز الشركات الحاصلة على صفقات البناء، بل أصر على إنشاء شركة باسم ابنه بتشجيع من رئيس الجامعة، وأصبحت تحتكر أغلبية صفقات البناء بجامعة السلطان مولاي سليمان. ومن الاختلالات التي تدين الرئيس، حسب التقرير، صفقة اقتناء سيارة فخمة، بثمن باهظ جدا قدره 50 مليون سنتيم، في حين أن القدر المخصص لشراء سيارة رؤساء الجامعات قانونيا، كما جاء في منشور رئيس الحكومة يجب أن لا يتجاوز 35 مليون سنتيم، والسؤال الذي يطرح نفسه، حسب الهيأة الحقوقية، من أين أتى رئيس الجامعة بهذا الفرق؟ لماذا لا يريد استعمال سيارة رئيس الجامعة السابق؟. وجاء في التقرير أنه خلال ولاية كاملة، جميع سندات الطلب وصفقات الحراسة، المتعلقة بالنظافة والبستنة في مؤسسات جامعة السلطان مولاي سليمان، ممنوحة لمقاول وحيد، هو (م.ح) المالك لثلاث شركات، في تجاهل تام لكل المنافسين، وفي ضرب صارخ للمنافسة الشريفة والشفافية والمصداقية والحكامة الجيدة. واتهم التقرير الرئيس بالتلاعب في مباريات التوظيف، بمساعدة بعض أساتذته، مبرزا أنه حاول توظيف زوج الكاتبة العامة للجامعة لثلاث مرات متتالية، لولا يقظة الأساتذة الغيورين على جامعتهم (مباراة التوظيف الأولى كمهندس كهرباء برئاسة الجامعة، مباراة التوظيف الثانية كأستاذ التعليم العالي مساعد في الهندسة الكهربائية بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بني ملال)، بعد حصوله على الدكتوراه في جامعة القنيطرة، ومباراة التوظيف الثالثة أستاذا للتعليم العالي مساعدا في الهندسة الكهربائية، ولكن هذه المرة باعتباره "معاقا"، بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بني ملال . عصام الناصيري

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو

566 رجلا "يحاربون" الفيضانات بالبيضاء

مواجهات دامية مع بارون دوخ الأمن

مقالات ذات صلة