جمعية حقوقية تنبه الحكومة إلى الاستغلال السياسي لقضية الطالب الحسناوي

استغربت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفاس الطريقة التي تعامل بها عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة ووزراء حزبه، مع حادث مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي في مواجهات بين فصيلين طلابيين بالمدينة، واستغلالهم الإعلام العمومي مقارنة مع مأساة مقتل زميله محمد الفيزازي في مواجهات بين الطلبة والأمن، معتبرة ذلك "تمييزا بسبب الانتماء الحزبي"، معلنة خشيتها تأثير ذلك على القضاء والمس بشروط المحاكمة العادلة، معلنة رفضها التوظيف السياسوي لمأساة عائلة الحسناوي. وحمل الفرع في بيانه حول أحداث "الخميس الأسود"، المسؤولية في "اغتيال" الحسناوي، إلى الدولة بحكم مسؤوليتها عن أمن وسلامة المواطنين والمواطنين، ف"ما حدث كان من الممكن توقعه خاصة إذا استحضرنا الاستفزازات التي كانت جامعة القنيطرة مسرحا لها السنة الفارطة"، وكذا الأحزاب السياسية التي تواطأت بالسكوت عن العنف الذي عرفته وتعرفه الجامعة أو بتزوير الحقائق، مستنكرا العنف بجميع أشكاله وكل المشاركين فيه بشكل مباشر أو غير مباشر. واستغرب موقف لحسن الداودي وزير التعليم العالي، الذي "اكتشف فجأة أن العنف يسود الجامعة المغربية، في حين أنه اتخذ منعطفا خطيرا منذ مطلع تسعينات القرن الماضي"، داعيا إلى عدم استغلال الحدث الأليم لطمس معالم جريمة اغتيال المعطي بوملي وبنعيسى آيت الجيد ومحمد الفيزازي، وكشف الحقيقة الكاملة حول هذه الجرائم، مطالبا بالمتابعة القضائية للمسؤولين عن قتل الحسناوي والعنف الذي أسفر عن ذلك دون تمييز بسبب الانتماء السياسي مع احترام شروط المحاكمة العادلة. ودعا كل القوى المدافعة عن حقوق الإنسان، للعمل جنبا إلى جنب للحيلولة دون استغلال هذه الأحداث الأليمة للإجهاز على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمدنية للطالبات والطلبة أو اتخاذها ذريعة لاستئصال أي مكون من مكونات الحركة الطلابية، داعيا إلى تأسيس هيأة مستقلة أعضاؤها يتمتعون بالنزاهة الفكرية، من أجل ميثاق الطالب والطالبة، يضمن احترام حقوق الإنسان بكونيتها وشموليتها واقتراح آلية قانونية لحمايتها. ورأى فرع الجمعية الحقوقية المذكورة، أن أحداث الخميس الأسود، إعادة لسيناريو سابق في "سياق طغى عليه توظيف الدين من طرف القوى الأصولية لتجييش أنصارها قصد تصفية خصومها السياسيين أمام الحياد السلبي للدولة" في إشارة للعنف الذي "نشأ مع الجامعة" وأودى بحياة أوملي وبنعيسى، بعدما عرف منعطفا خطيرا مع نهاية الثمانينات وبداية تسعينات القرن الماضي، إذ انتقل من المس بالحق في السلامة البدنية، إلى المس بالحق في الحياة. وقال إن "المتغير هم الضحايا والثابت هو العنف"، متحدثا عن أن أحداث الخميس ابتدأت باستفزازات متبادلة بين أعضاء من منظمة التجديد الطلابي والنهج الديمقراطي القاعدي، لتتطور الأمور إلى مواجهة استعملت فيها الأسلحة البيضاء وما أعقبها من إصابات واعتقالات، متحدثا عن استغلال العنف الممارس داخل الجامعة ل"خدمة أهداف سياسوية لا تخدم مصلحة الطلبة والطالبات وحقهم في تعليم جامعي وفق معايير علمية وبيداغوجية". وأدان أي أشكال العنف كيفما كان مصدرها ومبرراتها، لأن "الفضاء الجامعي هو للتحصيل العلمي والتناظر الفكري"، مطالبا المسؤولين بالعمل على خلق الشروط الملائمة لتصبح الجامعة مصدرا للتنوير والديمقراطية بعيدا عن أي عنف أو تعصب فكري أو عقائدي، مؤكدا أن العنف الكامن في المجتمع، تعتبر الجامعة أحد تمظهراته، إذ أن "من الفاعلين السياسيين من لا يتورع عن اللجوء إليه كلما شعر بالقدرة عليه أو الحاجة إليه". وقال في بيانه إن هذا العنف الكامن في المجتمع تغذيه وضعية جامعة ظهر مهراز حيث تفاقمت المشاكل التي تراكمت عبر سنين من قبيل الاكتظاظ وحرمان العديد من الطالبات والطلبة من حقهم في التعليم الجامعي وضعف الشروط الضرورية للاشتغال العلمي والإداري والبيداغوجي، إضافة إلى إغلاق الحي الجامعي الأول بظهر مهراز بشكل مفاجئ، وعدم اعتماد سياسة جامعية مبنية على رؤية استراتيجية، أضف إلى ذلك استشراء الفساد وغياب حوار جاد مع مكونات الجامعة. إلى ذلك انضاف الطالبان "ي. ل" و"م. ش" شقيق "ع. ن. ش" المعتقل بسجن عين قادوس على خلفية مقتل الطالب الحسناوي، إلى لائحة الطلبة القاعديين المتابعين أمام قاضي التحقيق على خلفية الحادث نفسه، بعدما كان 6 طلبة أودعوا السجن فيما توبع سابع في حالة سراح، بتهم تتعلق بالقتل العمد ومحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والمشاركة في ذلك، تهم ينكرونها جملة وتفصيلا في محاضر الاستماع إليهم. حميد الأبيض (فاس)

جمعية حقوقية تنبه الحكومة إلى الاستغلال السياسي لقضية الطالب الحسناوي

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3 أسئلة- رفيق زنتوت

مليونان و870 ألف أجير مصرح بهم لدى الضمان الاجتماعي

مقالات ذات صلة