مسنة تصرخ وتتمرغ احتجاجا بتيزنيت

شردت وزوجها من منزلها تحت التهديد وشكايتهما جمدت بالنيابة العامة مدة سنة لم تعد الاحتجاجات ضد مؤسسات الدولة مقتصرة على المدن الكبرى، وأصبحت الصورة أكثر تأثيرا هذه المرة، وهي تنقل عبر مواقع الأنترنيت من مدينة تيزنيت المعروفة بهدوء سكانها وبطباعهم المسالمة واحترامهم أكثر للإدارة التي تمثل في نظرهم «المخزن» الذي لا يظلم والذي يوفر الأمن والآمان. مسنة تتمرغ على الأرض وهي تصرخ بأعلى صوتها تدين ما تعرضت له، وبنبرتها الأمازيغية الحادة تنقل شكواها غير آبهة بما يقع لجسدها المترهل وهي تتلوى على الأرض. لم تجد مأوى بعد أن طردت من بيتها تحت التهديد والضرب فلم تجد وزوجها من منقذ إلا الاعتصام أمام المحكمة الابتدائية منذ خمسة أيام، ليل نهار، احتجاجا على ما تعرضا له ومطلبان بالإنصاف وإحقاق الحق. الأخبار الواردة من تيزينت تشير إلى أن المرأة وزوجها لم يخرجا من بيتهما بحكم قضائي، ولكن بأفعال يمكن تصنيفها ضمن خانة الجرائم، أي التهديد والوعيد والإزعاج وتسخير أشخاص آخرين لذلك، والواقف وراء كل ذلك ليس إلا شقيق الزوج الضحية، والذي كان يشغل منصب رئيس الجماعة في التسعينات. وتفيد الأخبار نفسها أنه وراء العديد من العمليات المماثلة والتي استعمل فيها عقودا عرفية، مصادق عليها من قبل الجماعة التي يرأسها في عهده، وأخفاها إلى سنة 2012 ليظهرها ويفرغ بواسطتها وعن طريق القضاء من استهدفتهم ظلما. أما قصة العجوز وزوجها، التي نقلت السبت الماضي إلى المستشفى حيث مازالت ترقد به إلى صباح الاثنين الماضي، بعد أن أخذت من حالتها الصحية ظروف الطقس الباردة، سيما أنها تقضي الليل والنهار في الاعتصام أمام بوابة المحكمة، وبين الفينة والأخرى تلقي بصرخاتها علها تجد من يرثي لحالها وزوجها وحال العدالة التي لم تنصفها. وأكدت مصادر «الصباح» أن الخصم، استند على وثائق مشكوك فيها للساتيلاء على منزل المسنين الذي يقع في دوار المشرك بدائرة الاخصاص التابعة لعمالة سيدي إيفني، وليست هذه هي الحالة الأولى التي يقف وراءها للاستيلاء على أملاك عقارية، إذ أنه في كل مرة يعتمد على عقود عرفية مصادق على إمضائها في التسعينات للحصول على أراض، ولا يقدمها إلا بعد وفاة مالكيها مدعيا أن الهالك باعه العقار وهو على قيد الحياة. حالة العجوز التي طفت إلى السطح بفضل طريقتها الفريدة في الاحتجاج وتأثيرها في الرأي العام المحلي، ما نتج عنه تعاطفا كبيرا ومساندة من الجمعيات الحقوقية، ليست إلا النقطة التي أفاضت الكأس، وأعادت الحديث عن أفعال أخرى للخصم نفسه، همت محاولة تشريد 213 أسرة بدوار إفرض والاستيلاء على أراضيهم، وهو الملف الذي مازال رائجا باستئنافية أكادير، ثم دوار تاكانت (الغابة) حيث انتهت طموحاته إلى محاصرة عقار بمساحة تفوق سبع هكتارات، وقضايا أخرى يقف وراءها البطل نفسه أمام عدالة بطيئة لم تقو على التحرك بالسرعة التي تمليها ظروف تلك الوقائع. قضية العجوز «إبا يجو»، التي يدعي فيها الخصم نفسه أنه اقتنى منزل شقيقه من شخص يتحدر من سميمو بالصويرة، وهو الشخص الذي له سوابق في النصب والاحتيال ويوجد رهن الاعتقال في طنجة، فهل عجزت آليات وزارة العدل عن استقدامه من مدينة البوغاز لحل لغز قضية تيزينت؟المصطفى صفر

مسنة تصرخ وتتمرغ احتجاجا بتيزنيت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشركات المدنية المهنية للمحاماة في القانون المغربي والمقارن

اختفاء وثائق من ملف قضائي بالرباط

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات