“أوميكـرون” يخلخـل التعليـم

مؤسسات البعثات الأجنبية تغلق أبوابها تطبيقا لمذكرة الوزارة ومدارس تتحايل لتستمر في النظام الحضوري تسبب تفشي الإصابات بفيروس "كوفيد 19"، في إصدار وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، مذكرة تطالب فيها المدارس بإقفال أبوابها وفرض التعليم عن بعد مدة أسبوع، في حالة رصد 10 إصابات في صفوف التلاميذ. وإذا كانت مؤسسات البعثات الأجنبية تحترم ما جاء في المذكرة وتطبقه بالحرف، إلا أن مؤسسات أخرى عديدة، بين عمومية وخاصة، تتحايل بشتى الطرق، من أجل الاستمرار في نظام التعليم الحضوري، ولا تخضع تلاميذها للكشف عن الفيروس، وتكتفي بإرسال التلاميذ "المشكوك في أمرهم" إلى منازلهم، إلى حين زوال الأعراض التي قد تكون بسبب "أوميكرون" أو بسبب نزلة برد عادية. كل ذلك لأنها لا ترغب في العودة إلى نظام التعليم عن بعد، الذي تسبب في العديد من المشاكل بين المؤسسات التعليمية وأولياء الأمور، وأدى في أحيان كثيرة، إلى تراجع مستوى التحصيل الدراسي. في هذا الملف، محاولة لفهم أسباب هذا التردد في فرض التعليم عن بعد والإصرار على نظام الحضور، رغم الخطورة التي يشكلها على مستوى نشر الفيروس في المدارس وبين الأسر والعائلات. ن . ف مدارس البعثات... النجاعة التزام صارم بالتدابير الاحترازية واعتماد تعليم عن بعد بتقنيات متطورة جدا في الوقت الذي تتغاضى فيه مؤسسات التعليم الخصوصي عن الكشف عن الأرقام الحقيقية لأطرها والتلاميذ المصابين بفيروس كورونا خوفا من الإغلاق، التزمت البعثات الفرنسية بالتطبيق الحرفي للبرتوكول الصحي، ووصل الأمر إلى عدم التردد في إغلاق مؤسساتها في حال ظهور بؤر وبائية واعتماد تقنية التعليم عن بعد. سر هذا التضارب في موقف بعض مؤسسات التعليم الخصوصي والصرامة في مدارس البعثات الفرنسية، يعود حسب خبير تربوي إلى الفروق اللوجيستيكية والمادية التي تميز الثانية عن باقي مؤسسات القطاع الخاص بالمغرب، والتي تجعلها جاهزة في أي لحظة لاعتماد التعليم عن بعد بوسائل متطورة جدا. ونجحت مدارس البعثات الفرنسية في كسب حصة كبيرة من سوق التعليم الخصوصي بالمغرب، رغم تكاليفها المرتفعة، ففي الوقت الذي عانت فيه مؤسسات تعليمية الأمرين في الحفاظ على مسار التدريس في زمن الجائحة، نجحت المدارس الأجنبية في التكيف مع الوضع، بل وصل الأمر إلى حد أنه لا فرق لديها بين التعليم الحضوري وعن بعد. الصرامة في تفعيل القانون والتشدد في تفعيل التدابير الاحترازية، ولو تطلب الأمر إغلاق المؤسسة التعليمية، مرده حسب الخبير التربوي، أولا إلى تبعية هذه المؤسسة لنظام البلد الأم أي فرنسا وقوانينه الصارمة في تدبير جائحة كورونا. إلا أن الخبير التربوي وقف عند مسألة اعتبرها مفصلية بين مدارس البعثات والتعليم الخصوصي بالمغرب، الذي، حسب قوله، لا يختلف العديد منه عن التعليم العمومي، وهو رهان المدارس الأجنبية على منصات رقمية متطورة جدا. ولتوضيح الفرق، كشف الخبير أنه خلال جائحة كورونا، وجدت العديد من مؤسسات التعليم الخصوصي نفسها في ورطة بعد إقرار نظام التدريس عن بعد، فنسبة كبيرة منها لم تكن مهيأة لهذه الظرفية الحرجة، والنتيجة أنها اعتمدت ومازالت تعتمد على تطبيقات مجانية من قبيل "واتساب" لتدريس تلاميذها، على نقيض المدارس الأجنبية، تعتمد على منصات رقمية تشرف عليها أطر ذات كفاءة عالية في عالم المعلوميات، إضافة إلى توفرها على مدرسين من مستوى عال قادرين على التكيف مع جميع الظروف والعراقيل. ميزة المنصات الرقمية المتطورة، يؤكد الخبير، أنها تجعل التلميذ كأنه داخل الفصل وبين زملائه، يساهم في هذا، اعتماد سبورات إلكترونية وكاميرات بجودة عالية تنقل بالصوت والصورة تفاعل التلاميذ وأساتذتهم. وأوضح الخبير أن قرار إغلاق مؤسسات البعثات الأجنبية بسبب تفشي الجائحة لا ينظر إليه إساءة لها، بل هو رسالة أن التعليم سيتواصل بطرق متطورة جدا، تنمي في التلميذ الاستقلالية والتعلم الذاتي، كما يعد فرصة لرفع الضغط عن مسيريها وأطرها الملزمين يوميا بالتدخل للتأكد من درجة حرارة التلاميذ والأطر ومراقبة تصرفاتهم لمنع أي بؤرة وبائية، إضافة إلى توفير مصاريف إضافية مهمة تنفق في اقتناء مواد التعقيم والنظافة ومناديل ورقية توضع تحت تصرف كل من يلج المؤسسة. مصطفى لطفي

“أوميكـرون” يخلخـل التعليـم

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نصائح لتقوية شخصية الطفل

مخطـط استعجالـي للسياحـة "بـدون فائـدة"

مقالات ذات صلة