لم يعقب عبد الصمد الزلزولي على ما تداولته الصحف الإسبانية، بشأن اختياره اللعب لإسبانيا، كما أنه حذف عبارة لاعب للمنتخب المغربي»، من حسابه على «أنستغرام»، وهذا يعني أن اللاعب حسم قراره، وانتهى الأمر. اختيار اللاعب للمنتخب الذي سيدافع عن ألوانه مسألة شخصية واختيارية، لكننا لم ندبر الملف بالطريقة التي يفترض تدبيره بها، سواء من قبل الجامعة، أو من قبل المنتخب الوطني، كيف؟ في أغلب الحالات من هذا النوع، لا يمارس مدربو المنتخبات أي ضغط على اللاعبين الشباب حتى يحسموا قرارهم واختيارهم، لكن الجامعة والناخب الوطني لم يتأخرا في وضع اسم الزلزولي أمام الأمر الواقع، ووضعا اسمه في لائحة مسابقة ستغيبه عن فريقه شهرا تقريبا، كأنهما لا يثقان فيه، أو يخشيان "سرقة" أو "خيانة". كما أن اللاعب الصاعد بالكاد بدأ يحصل على فرصته في برشلونة، وهذا أمر ليس سهلا، بالنسبة للاعب في سنه، قادم من بلد أجنبي، لهذا كان من المفروض أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار، والتواصل معه، ومع أسرته بطريقة أخرى، قبل وضع اسمه في اللائحة. فمثلا، كان من الممكن ترك اللاعب يثبت قدميه مع فريق عملاق من حجم برشلونة، ويستغل فرصة قد لا تتاح له في المستقبل، وقد لا يجدها عندما يعود من "الكان"، خصوصا أن المنتخب الوطني لا يعول عليه، على الأقل في الوقت الحالي. فأغلب مدربي المنتخبات، يأخذون هذه التفاصيل الصغيرة في الاعتبار، من خلال عدم استدعاء لاعب شاب، أو في ظرف صعب، أو عائد من إصابة، أو باحث عن فريق ينتقل إليه، لما فيه مصلحة اللاعب، والمنتخب في الوقت نفسه. والأسوأ من هذا، أن الناخب الوطني أبلغ الزلزولي، حسب ما قاله في الندوة الصحافية، بأنه لا يضمن له مكانا رسميا في التشكيلة، فهل يعقل أن يترك لاعب مركزا أساسيا، لكي يبقى احتياطيا؟ وفي نهاية المطاف، ما الأفضل للكرة الوطنية، هل التضحية بالزلزولي في «الكان»، سيما أنه مازال شابا لا يعول عليه المدرب، ثم ربحه للاستحقاقات المقبلة، حين يشتد عوده، أم نخسره إلى الأبد؟ مؤسف حقا. عبد الإله المتقي